أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة البابطين والسنيورة والغانم ل – الشاهد –: على...

البابطين والسنيورة والغانم ل – الشاهد –: على اوروبا ان تساهم في حل مشكلات الشرق الاوسط وخاصة القضية الفلسطينية

21-11-2013 09:18 AM
الشاهد -

اثناء مؤتمر الحوار العربي الاوروبي في بروكسل

المؤتمرون يناقشون الديمقراطية لانها تعني العدالة واحترام البشرية وتجسيد حقوق الانسان

الشاهد - عبدالله القاق

يشكل الحوار العربى الأوروبى، إحدى النتائج الجانبية لحرب أكتوبر سنة 1973 ولازمه الطاقة العالمية التى رافقته ذلك إن دول المجموعة الاقتصادية الأوروبية، بسبب كونها الشريك التجارى الأكبر للدول العربية، و التي كانت أول من أدرك أهمية الأبعاد السياسية لحرب أكتوبر وفداحة النتائج الاقتصادية لحظر تصدير النفط العربى أعلنت تلك الدول، عن عزمها على القيام بدور سياسى واقتصادى على أساس المساعدة فى البحث عن حل سياسى للصراع والإسهام فى تنمية العالم العربى ولما كان العرب جادين فى سعيهم من أجل تحقيق السلام، فقد رحبوا بالمبادرة الجديدة وتجاوبوا مع دعوة المبادرة الأوروبية لرعاية مصالح المجموعة الخاصة فى المنطقة العربية، والسعى العربى من أجل تحقيق السلام فى الشرق الأوسط بمثابة الأبوين الشرعيين لتجربة الحوار العربى الأوروبى وسنحاول فى هذا التقرير تحديد أهداف الحوار، وتحديد أهم المشاكل السياسية وغير السياسية، التى تعوق تقدمه، وتحدد من إمكانياته كما أننا سنحاول استكشاف إمكانيات تطويره إلى أداة فعالة للتعاون العربى الأوروبى قادرة على الإسهام إيجابيا فى تحقيق السلام والاستقرار والتقدم الذى تتطلع إليه شعوب المنطقتين أهداف الحوار:ـ إن التبادل التجارى، والتفاعل الثقافى والسياسى بين أوروبا والعالم العربى قديم قدم التاريخ نفسه إذ بينما لعبت المصالح الاقتصادية والاهتمامات الثقافية، ولكون هذه القضية تهم الوطن العربي واوروبا فقد انطلقت في بروكسل فعاليات مؤتمر «الحوار العربي الأوروبي في القرن الحادي والعشرين: نحو رؤية مشتركة» والذي أقامته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بالتعاون مع برلمان الاتحاد الأوروبي ورعايته واستمر لغاية الثاني عشر من نوفمبر الجاري والتي شاركت فيها وجرت وقائعها في البرلمان الاوروبي بحضور شخصيات سياسية وفكرية وأكاديمية بارزة يمثلون رؤساء دول ومؤسسات أكاديمية واعلامية مرموقة. وجاءت اهمية المؤتمر فيما كانت أوروبا تحتفل بإنتهاء الحرب العالمية الثانية التي قضت على القارة الأوروبية، ثم شهد العالم قيام الاتحاد الأوروبي لخلق السلام.
واعتبر الحوار الذي تمت مناقشته في المؤتمر مهما، كما أن من شأنه أن يضع حلولًا للمشكلات العربية الأوروبية. خاصة وانه تضمن محاور - بحاجة إلى الإصلاح. ومنها مسألة التركيز على أهمية التنمية البشرية لصنع السلام حيث أن هناك ارتباطًا روحيًا كما أن هناك علاقات معقدة بين العرب والغرب وعليهم أن يصلوا إلى نقاط التقاء. وقالت بأن هذا المؤتمر فرصة لاقتراح أفكار ومناقشة تصورات كبيرة تخدم الالتقاء بين الشعوب. حيث قال رئيس مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين ان الحوار يعتبر جاذبًا للدول لتحقيق الوحدة من خلال التنوع، والاتحاد القائم على الحق بالاختلاف، يؤسس لشراكة مبنية على المصلحة الجامعة، والفهم المشترك شراكة تؤمن بأن الوحدات الصغيرة في عالم اليوم لا تتمكن من اختراق حدود الممكن والمتاح، لتحقق المعجزات في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية.
مضيفا إذا كنتم في الاتحاد الأوروبي قد توصلتم إلى هذه القناعة الحازمة بعد تجارب مريرة فَقدَ فيها عشرات الملايين حياتهم، ودُمّرت مدن بأكملها، وانتهكت فيها أبسط حقوق الإنسان، فإننا في الوطن العربي عمقت لدينا هذه القناعة منذ أكثر من ألف عام، حين بيَّنَ قرآننا في إحدى آياته وحدة البشرية وحتمية الاختلاف بين البشر، وأقر في الوقت نفسه أن الغاية من هذا الاختلاف هو التعارف لا الاحتراب، {يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا.
والواقع إن عالمنا يواجه مشكلات عديدة علينا أن نتعاون لحلها، هناك مشكلات المرض، والأمية، والفقر والفرقة، ولن تستطيع البشرية أن تتفرغ لمواجهة هذه المشكلات الشائكةكما يقول الاستاذ البابطين ما لم تهدم من بينها حواجز الكراهية، ونزعات الإقصاء، والتطرف الديني والمذهبي، ولن يكون هناك مستقبلٌ زاهرٌ للبشرية ما لم ينزع كل فريق من نفسه أوهامَ التعالي والرغبة في الهيمنة، وإلغاء الآخر، وإنني على يقين أن قوى الخير في العالم هي أكثر وأقوى من قوى الشر والظلام وإننا بتعاوننا مع بعضنا سينتصر الحق على الباطل، والسلام على الحرب، والعدالة على الظلم.
ولعل اهمية المؤتمر انه جاء نتيجةالتغييرات الهائلة التي تحصل في العالم ومن ضمنها الربيع العربي وان هذه التغييرات هي غاية في التعقيد. ليس فقط على صعيد الديمقراطية بل كل الصعد الاقتصادية والسياسية والثقافية، خصوصًا وأن هذه التغييرات لامست الطوائف الدينية وتركت فيها خلافات عميقة. وأضاف بأن هذه التحولات والمراحل الانقالية تؤدي الديموقراطية فيها دورًا أساسيًا. مشيرًا إلى أن الأنظمة الشمولية تقيد الحريات وترفض التنوع ولا يتيح للناس إبداء آرائهم وتمنع الحلول الوسطية.
وهذا يتطلب احترام التنوع والتسامح والعدالة وحقوق الإنسان. وإن تغيير المبادئ يستدعي التعاون والتفاعل وبناء الثقة من خلال نزع السلاح وتسوية النزاعات بشكل سلمي. ولا بد من إعطاء الفرصة للرأي للتعبير عن الذات، وهذه صفات تفقدها الأنظمة الشمولية. وقال: لا نريد حروبًا أهلية كتلك التي تحصل الآن في سورية، كما أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وصل إلى طريق مسدود وهو يشجع على الكراهية.
ولعل كلمة رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم بأن الربيع زار دولة الكويت منذ زمن وأقام فيها، يعني ان الكويت تفتح الأبواب للديموقراطية والحرية الفكرية والتعاون الدولي المرموق.
بأن الإرهاب لا دين له ولا جنسية. وبالتالي فالجميع مطالب بمد جسور التفاهم والتعاون.مشيرا الى ان مؤسسة البابطين عمقت جذور حوار الحضارات من سنين، وبأن تاريخنا العربي الإسلامي يحمل شواهد عريقة لحوار الحضارات، فقد انشغل علماؤنا بتطوير العلوم ولم يركزوا على سلبيات الآخر، بل تعاونوا معه. والواقع ان العلاقات العلاقات العربية- الأوروبية تندرج داخل تاريخ يمتد قرونا عديدة اتسمت بالتقاطع والإثراء أحياناً، وبالصراع والمواجهة أحيانا أخرى. ومع ذلك فإن شعوب المنطقة استطاعت الحفاظ على علاقات مؤسسة على تبادل السلع والخدمات. هذه العلاقات تتجسد اليوم فى صيغ جديدة وفى مجالات مختلفة: اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية. هذه الصيغ الجديدة هي نتيجة للتغيرات الحاصلة التى ميزت نهاية الألفية الثانية على شكل توازنات جيوإستراتيجية.
ان الالتباس الاول في العلاقات الاوروبية - العربية، يكمن في تعدد وتنوع المصالح الاوروبية مع البلدان العربية. ومن حيث المبدأ، لا يمكن القول، ان هناك "مصالح" أوروبية واحدة مع كل البلدان العربية، وعلى سبيل المثال، فان لفرنسا اهتمامات ثقافية واقتصادية وعاطفية بشرق المتوسط وخاصة بلبنان، وهي علاقة تتماثل مع النظرة الفرنسية لبلدان المغرب العربي الثلاثة تونس والجزائر والمغرب رغم اختلاف بعض التفاصيل، فيما لبريطانيا وفرنسا روابط تجارية مع دول الخليج العربية، ولكل من ايطاليا والمانيا علاقات تجارية مع اغلب البلدان العربية، وهو حال اغلب الدول الاوروبية وان اختلفت اهمية هذه العلاقات.
ولا يمكن رؤية مجمل العلاقات العربية مع دول الاتحاد الاوروبي بمعزل عن تطورات الاوضاع السياسية التي جرت، وتتوالى في المنطقة، وقد لعبت هذه التطورات بصورة سلبية أو ايجابية في مجرى العلاقات العربية - الاوروبية، فقد كان لمواقف دول الاتحاد الاوروبي المختلفة من الحرب على العراق اثر على تلك العلاقات، بحيث طرأ تحسن في العلاقات العربية مع كل من فرنسا والمانيا، مقابل تدهور في العلاقات مع بريطانيا وايطاليا، وقد ظهرت دعوات لمقاطعة هاتين الدولتين وبخاصة الأولى، كما ان موقف الحكومة الدنماركية في موضوع الرسوم المسيئة، كان سبباً في الدعوات الى مقاطعة البضائع والمنتجات الدنماركية في عدد من البلدان العربية.
لقد ترتب على مجمل الوقائع المحيطة بالعلاقات العربية - الاوروبية، أن صارت هذه العلاقات محكومة بأربعة مواقف رئيسية: اولها موقف بريطاني، يكاد يكون متوافقاً مع الرؤية الاميركية للعلاقات مع العرب، اساسه الفرضيات السياسية، والثاني موقف مصلحي يدور في عتبة واسعة من التوافق والتصادم، تتخذه فرنسا ويتقارب مع موقف المانيا اذ تتحكم بالعلاقات مصالح تختلط فيها الاعتبارات الثقافية والاقتصادية على نحو ما هو الموقف الفرنسي من لبنان.
والواقع ان الاوروبيين في ظل وضع عربي متدهور وغير فعال، وفي زمن يطغى فيه الحضور الاميركي القوي والفاعل في السياسة الدولية، لا يرغبون في صناعة سياسة اوروبية واحدة في منطقة الشرق الاوسط وازاء البلدان العربية بشكل خاص، لأن امراً كهذا سوف تكون له فواتير سياسية واقتصادية، لا يرغب الاوروبيون في تقاسمها او دفعها بصورة مشتركة، الأمر الذي يعني افساح المجال لكل واحدة من الدول، ان تضع سياستها الخاصة ازاء العرب عموماً وحيال كل واحدة من الدول العربية، لكن ذلك لا يعني بحال من الاحوال، ان هذه البلدان غير معنية بالتشاور وبتقريب السياسات والمواقف وخاصة في القضايا التي تهم اوروبا بشكل عام كما في موضوع الحرب على الارهاب، وموضوع الهجرة، والصراع العربي – الاسرائيلي وتسوية القضية الفلسطينية، وهناك مواقف تمثل الحد الادنى المشترك للبلدان الاوروبية من هذه القضايا.
فبقاء السياسة الاوروبية عند هذا المستوى من العلاقات مع العرب، لا يتناسب مع مصلحة اوروبا في بناء سياسة واحدة وواضحة مع منطقة جوار جغرافي وحضاري شديدة الاهمية والتأثير في الواقع الاوروبي، ليس من معيار التعاون بين الجانبين في مجالات الامن والاقتصاد والهجرة فقط، بل من جوانب العلاقات المستقبلية، التي ترسم علاقات مشتركة وضرورية لمستقبل يجمع الاوروبيين، او القسم الاكبر منهم مع جوار جغرافي حضاري للعرب مساحة كبرى فيه.
واذا كان ثمة اختلاف في الزى والعقيدة بين العرب والأوروبيين فلن يكون هذا سببا للصراع والكراهية ذلك ان الاختلاف سنة من سنن الحياة، وقد اختلفت البشرية حول الأديان والعقائد والافكار الكبرى والزعامات التاريخية لان الحياة تقوم على مبدأ التنميط وتتأسس على فلسفة الاختلاف، فلم يتفق الناس جميعا على نبى او رسول، بل إن منهم من اختلف على الذات الالهية نفسها، ولو شاء الله لوحد الاديان ولجعل الناس امة واحدة، ولكن الاختلاف والتعددية والتنوع هى المظاهر الطبيعية للحياة، وهى الرموز الباقية لمسيرة البشر، ومن العبث ان يستبد البعض برأيهم ويتخذوا مواقف عدائية ازاء من يختلفون معهم.
والواقع فإن علاقات العرب بالدول الأوروبية يجب ان تنطلق من الفلسفة التي اعلنتها أوروبا واتخذتها شعارا لها، وهى الفلسفة التي تؤكد قيمة الانسان حيثما كان، وتؤكد حرية الفرد، وحقه في الحياة، وفى ابداء الرأى، وفى الاتفاق والاختلاف دون قيود او معوقات، وهنا يصبح من الضرورى على الدول الأوروبية ان تتخلص من عقدة الحادى عشر من سبتمبر التي استثمر اللوبى الصهيونى واليمين المتطرف احداثها للاساءة إلى العرب والمسلمين وتشويه صورتهم والسخرية من عقيدتهم لاسيما ان هذا الدين قد قرر في معاملة غير المسلمين حقوقا تضمن لهم الحرية في ديانتهم، واقامة شعائرهم بارادة مستقلة، وفى ذلك يقول الحق جل وعلا " لكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر فنحن وأوروبا ابناء حضارة مشتركة تتفق فيها اكثر مما تختلف، ومن ثم فنحن لا نعادى الأوروبيين، ولكن من حقنا ان نقاوم اطماعهم في بلادنا وثرواتنا، والا نكون اتباعا لهم وان نتفهم سياستهم، ونرجع في هذا كله للقيم المشتركة التي رسخوا دعائمها التي لانزال نسعى لتحقيقها كقيم الديمقراطية وحقوق الانسان واحترام المرأة، ومن حقنا ان ننتقد هذه السياسة لانها السبب الرئيسى فيما اصابنا الآن بعد ان احتلت جيوشهم ارضنا وظلت بها حتى عهد قريب ذلك انه باستعراض الخريطة السياسية للكرة الارضية سوف يتبين لنا ان الأوروبيين هم الذين رسموا معظمها وكانوا طرفا اساسيا في تشكيل صورتها.
وتشير الوقائع والأحداث إلى انه على الرغم من الهيمنة الأمريكية على الأوضاع الدولية والتدخلات الأمريكية المباشرة في شؤون الشرق الأوسط، والعمل على احتواء واستقطاب الاتحاد الأوروبي الذى يحاول ان ينهض من سباته لكى يلعب دورا فاعلا ومؤثرا في المنطقة لاسيما بعد ان اعترفت أوروبا بحق الشعب الفلسطينى في تقرير مصيره، كما اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية مما اسهم في تغير وتحول ملموس في الموقف الأمريكي نفسه على الرغم من ان هذا الدور يتراجع احيانا بسبب تصلب وانحياز هذا الموقف حتى لا يصطدم به ويجعل الدور الأوروبي هامشيا وقد شبهت صحيفة "الهرالدتربيون" السياسية الأوروبية بأنها عزف على الفلوت المصاحب لآلة البوق الأمريكية. حقا لقد كان مؤتمر الحوار العربي الاوروبي خطوة فاعلة نحو تجسيد الحوار بكافة اشكاله من حيث التعليم والمواطنه والتسامح والتعايش السلمي ونبذ الخلافات والتطرف والعصبية ورفض التمييز وتجسيد المساواة بين الجنسين واحترام حقوق الانسان خاصة وان المؤتمرين اكدوا في بيانهم في قاعة الاحتفالات الكبرى في بروكسل بضرورة اعادة التفكير في الديمقراطية ووسائل الاتصال الاجتماعي وشددوا على ضرورة انشاء هيئة دولية للوقوف في وجه الصراعات abdqaq@orange . jo رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :