أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات صكوك غفران عربية

صكوك غفران عربية

14-11-2013 09:17 AM

النقابي ابراهيم حسين القيسي

في العصور الظلامية التي سادت اوروبا في القرون الماضية عندما كانت الكنيسة تتدخل في السياسة لدرجة أنها اصبحت تبيع صكوك الغفران بأرخص الاثمان , في تلك الحقبة التي تاهت فيها العقول و انحرفت البوصلة تغولت الكنيسة من خلال البابا آنذاك , فصك الغفران كان يمنع المساءلة ويدخل الجنة ويقي من النار وكأن الله عز وجل يمتثل لإرادة وقدرة ورغبات البشر , لم يتغير هذا الوضع الشاذ الا من خلال ثورة اطاحت بسلطة الباباوات واتباعهم على ايادي ابطال الثورة الفرنسية التي أصبح يؤرخ لما قبلها وما بعدها تلك الثورة التي حطمت سجن الباستيل رمز الظلم و الاستهتار بالانسانية , ثم عقبها ثورات وحروب في كل اوروبا صوبت المسارات الخاطئة الى ان اصبح الانسان هناك محور اهتمام ورعاية السلطات المنتخبة بإرادة الشعوب , في اوروبا أصبح الانسان بعد أن تحرر من اغلاله ينعم بكل حقوقه فجميع الساسة هناك يتنافسون على خدمة الانسان ونيل ثقته ورضاه , انسانية الانسان في اوروبا هي المحمية المصانة و المحصنة فقط بينما الساسة عرضة للمساءلة والمحاكمة والتشهير والاقالة إما بقرار قضائي أو من خلال انتخابات مبكرة , حتى اسرائيل الغاصبة المحتلة صنيعة اوروبا تسير على ذات النهج فلديهم انتخابات مبكرة اذا ما فقدت الحكومة ثقة الشارع , ولا حصانة في اسرائيل – التى نلعنها – لإي سياسي مهما على شأنه وبلغت خدماته المدنية والعسكرية و مهما بلغ حجم خطئه أو إختلاسه , فإما أن يطاح به أو يحاكم , نحن العرب الوحيدون على وجه البسيطة أصبحنا نسير عكس حركة الامم و خط سيرها الديموقراطي , لأن قوانيننا فيها حصانة وفيها استباحية , السلطات والحكومات لدينا تعامل مواطنيها على اسس وقواعد الكم والكيف و تاريخ الاب ومقدار الولاء والطائفة والقبيلة والاسرة والجغرافيا والتاريخ وطول القامة وقصرها , هذه السلوكيات وتلك القوانين والانظمة والتعليمات أفرزت الاحباط واليأس والفقر والبطالة والشللية والمحسوبية والمحاباة والتدليس والنفاق السياسي والاجتماعي حتى أصبحنا نعوم في مستنقعات من الفساد , اخيرا وفي اكبر قطر عربي واعرق قطر عربي في أم الدنيا صانعة التاريخ بلد الفن والعلم والثقافة التي نزلت فيها ايات من القران الكريم , في هذا القطر الذي يحوي شعبا طيبا تسعى فئة من أجل تحصين الاسخاص بالقوانين والدساتير واصدار صكوك غفران من خلال سن قانون يعفي المخطئ والمعتدى من المساءلة تحت مسمى قانون حسن النية الذي سيكون أبشع من صكوك الغفران . . ibrahim_alqaisy@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :