أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة الازمة السورية .. وحوار الحضارات .....

الازمة السورية .. وحوار الحضارات .. واستقرار المنطقة .. ابرز مباحثات جلالته مع القادة الصينيين

25-09-2013 02:06 PM
الشاهد -


لقاء القمة الاردني – الصيني يسفر عن تعاون واسع بين الاردن والصين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية

الشاهد – عبدالله محمد القاق

لقاء القمة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الصيني شي جينبينج الذي عقد خلال زيارة جلالته الى بكين في الاسبوع الماضي كان ايجابيا ومثمرا حيث تناول الحديث خلالها العلاقات الودية بين البلدين، وسبل تطويرها والنهوض بها في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية ولأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً مساعي تحقيق السلام استنادا إلى حل الدولتين، وتداعيات الأزمة السورية.
وأكد جلالة الملك، خلال مباحثات موسعة بحضور عدد من كبار المسؤولين في الدولتين، عمق العلاقات الثنائية والحرص المشترك على تعزيزها وتعميقها في شتى الميادين، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين، معربا جلالته عن شكره والوفد المرافق على حفاوة الترحيب بزيارة جلالته إلى الصين..
وقال جلالة الملك « لقد كنت على الدوام وما زلت معجبا بالتطور الذي شهدته الصين على مر التاريخ، فالصين بقيادتها الحكيمة قادرة على المضي قدما في تحقيق الحلم الصيني في الازدهار والتطور المستمرين».
واعرب جلالته عن شكره للمساعدات التي قدمتها الصين لمساندة الأردن في التعامل مع مشكلة اللاجئين السوريين.
من جانبه، رحب الرئيس الصيني شي جينبينج بزيارة جلالة الملك إلى الصين، مؤكدا حرص بلاده على تطوير العلاقات وتوسيعها مع الأردن في شتى الميادين، خصوصا الاقتصادية والاستثمارية، لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
وعبر الرئيس الصيني عن شكر بلاده للأردن على استعداده لتقديم كل التسهيلات للاستثمارات الصينية العاملة حاليا في المملكة، والمتوقع دخولها السوق الأردنية في المرحلة المقبلة. وشكر الرئيس الصيني جلالة الملك على التهنئة التي بعثها جلالته له عندما تولى مهامه اخيرا رئيسا لجمهورية الصين، وقال «إن الصين ترى في الأردن صديقا وشريكا استراتيجيا لها في الشرق الأوسط»..
وأعرب الرئيس جينبينج عن تقدير الصين لدور جلالة الملك في العمل من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى استعداد بلاده للتنسيق مع الأردن حيال التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، بما يسهم في ضمان السلام والاستقرار لشعوب المنطقة. وأطلع جلالة الملك الرئيس الصيني خلال المباحثات، على الجهود التي يبذلها الأردن لتعزيز الحوار والتفاهم والتقارب بين أتباع الديانات والشعوب ومختلف الثقافات، مشيرا جلالته في هذا الصدد إلى المؤتمر السادس عشر لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، الذي عقد نهاية الشهر الماضي في عمان، وخرج بتوصيات تركز على التوافق ونبذ العنف الطائفي والمذهبي بين أبناء الدين الإسلامي، وما تبع ذلك من عقد لمؤتمر التحديات التي تواجه المسيحيين العرب.
دور الصين عربيا وعالميا هذا وتلعب الصين دورا بارزا على المستويين العربي والدولي في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية حيث تطبق الصين سياسة اقتصادية ايجابية من أجل هيكلة اقتصادها ونفذت اجراءات نقدية لتحفيز اقتصادها علاوة على كونها أسهمت في دعم البلدان النامية بإسقاط ديون اكثر من 30 بليون يوان صيني للعديد من الدول النامية في ضوء الأزمة الإقتصادية العالمية.
والصين التي زرتها في الأول من اكتوبر2010 لحضور احتفالات مرور ستين عاما على قيام الصين بدعوة من وزارة الخارجية الصينية تطبق سياسة الإصلاح والإنفتاح الإقتصادي، مما أسهم في تطوير هذا التنين الأصفر وهو ما لمسته خلال زيارتي إلى بكين وشنغهاي وسواشي حيث النهضة والثورة الصناعية والإقتصادية والثقافية الشاملة حيث سمي هذا المجتمع لدورة ونشاطه واسهاماته الإقتصادية بالمجتمع الفاضل لأن أفكار الثورة الصينية التي دشنها الرئيس الراحل ماوتسي تونغ كانت موضع تقدير الجيل الجديد لأعماله ونشاطاته في تخليد وتجسيد هذه القيم الإقتصادية والإنضباط السلوكي في هذا المجتمع الكبير البالغ عدده حولي مليار و325 مليون نسمة، فالصين دولة كبيرة تتمتع بإقتصاد قوي، قضت على حالات الفقر والتخلف وويلات الحرب التي كانت في عام 1949 وتعاملت مع الأزمة المالية العالمية بكل ثقة وتحققت وحدة هذا البلد بالرغم من وجود 59 قومية صينية وذلك من خلال أنظمة مجلس نواب الشعب والحزب الشيوعي والحكم الذاتي لمناطق الأقليات القومية.
فقد قال السيد شاي جيونغ مساعد وزير الخارجية الصينية لي: "إن الصين بالرغم من أنها من الدول النامية إلا أنها تلعب دورا كبيرا على المستويين العربي والدولي، وتؤكد بإستمرار رغبتها في دعم التعاون المشترك وتعزيز الإستثمار في الدول الصديقة ولا سيما الدول العربية، بالإضافة إلى كوننا نبذل جهودا كبيرة لدعم القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحل الدولتين وننبذ الإرهاب، وندعو إلى وقف الإستيطان في الأراضي الفلسطينية، وخاصة مدينة القدس لأننا نعتبر ذلك معيقا للسلام الدائم والعادل في المنطقة، مشيرا إلى أن زيارة وزير الخارجية الصيني مؤخرا إلى المنطقة كانت تستهدف دعم التعاون السياسي العربي والإقتصادية وإيجاد حل لأزمة الشرق الأوسط.
وقال جيونغ: "ان الصين وقعت اتفاقات اقتصادية عديدة مع الدول العربية وهي تهدف إلى تطوير مجالات الطاقة والعلوم التكنولوجية، مع الأردن انطلاقا من الإتفاقات التي وقعت بين البلدين مؤخرا، لا سيما وأن حجم التبادل التجاري بين الأردن والصين يبلغ نحو "400" مليون دولار في الربع الأول من السنة الحالية حيث تحل الصين بعد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في دعم التعاون الإقتصادي والتجاري مع الأردن.
فهذه الجمهورية الكبيرة التي يحرص القادة الصينيون على تسميتها بالدولة النامية وضعت حدا للإنقسام الذي ساد الصين القديمة لفترة طويلة وتحقق الإستقلال والسيادة وسلامة الأراضي فضلا عن تحقيق الوحدة على مستوى عال بين "59" قومية صينية.
وأنجز كل ذلك بكل عناية ورعاية واهتمام حيث تجد العمارات الشاهقة والفارهة والشوارع العديدة وسور الصين العظيم أحد عجائب الدنيا السبع الذي يقصده السواح من كل انحاء العالم والذي هيأت وزارة الخارجية الصينية لي سبل الصعود إليه، وزيارة اكبر معرض للزهور في العالم، والمدينة الصناعية في سواشي والذي تنتج ما يوازي "200" مليون بدلة سنويا بتصميم فرنسي عال.. حيث تبلغ تكلفة البدلة كما ابلغني مدير عام الشركة حوالي " 1850 " دولار وتباع بكل الدول الأوروبية بكونها تتمتع بالتصميم الجيد ، والجودة الحسنة والتنظيم والدقة في الإعداد.. فضلا عن كون الصين المترامية الأطراف والبالغ مساحتها حولي عشرة ملايين كيلو متر حققت إنجازات مرموقة في المجالات الإقتصادية والإستثمارية.. حيث تم تحقيق نقلة في المجال الإقتصادي حيث تم تحويل هه الدولة العملاقة من الإنغلاف إلى الإنفتاح.
سياسة اصلاحية وانفتاحية..
وقال السيد خه قوة تشيانغ عضو اللجنة المركزية للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني لي "أن الصين لديها علاقات اقتصادية وسياسية مع أكثر من 171 دولة عربية وأجنبية لسياستها الإصلاحية والإنفتاحية وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية لأية دولة ورغبتها في اقامة السلام العادل في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.. وقال: أن لبلاده آليات حوار وتعاون مع الدول العربية، واننا مستعدون لدعم الإقتصادات الفلسطينية بشتى الوسائل.
العلاقات الصينية – العربية..
والواقع أن العلاقات الصينية العربية كما يقول لي السفير النشط فى الاردن يو تشونغ الذى اقام علاقات طيبة مع المسؤولين الاردنيين تتمتع بتاريخ طويل وثقافة متميزة ويرجع تاريخ التواصل الودي بين الجانبين إلى زمن بعيد، حيث كانت الصين والدول العربية تعاني من الغزو والنهب من المستعمرين الغربيين ويتبادلان التأييد والدعم في خضم النضال من أجل نيل الإستقرار والتحرير حيث تبلورة صداقة عميقة بين الصين والدول العربية كافة، ويضيف السفير الذى لعب دورا بارزا في تنمية العلاقات الاردنية- الصينية "أننا نفتخر بصداقتنا العربية التقليدية مع الدول العربية ونحن ندعم الشعب العربي وعملية السلام في الشرق الأوسط.. وموقفنا هذا سيبقى دون اي تغيير، حيث احرزت علاقات التعاون والصداقة بين الدول العربية والصين تقدما جديدا بإستمرار حيث تتواصل الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى والمشاورات السياسية على مختلف المستويات حيث ارتقى التعاون الإقتصادي إلى مرتبة أعلى كل سنة حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين "129" مليار و700 مليون دولار أميركي عام 2008 كما قام الجانبان بتعاون مثمر في مجالات في مجالات الإستثمار المتبادل والمقاولات الهندسية والتعاون الإقتصادي والفني ومجالات التكنولوجيا والطاقة وغيرها.
وقال:السفير ل- الشاهد- انه انطلاقا من هذا التعاون فقد تم تأسيس منتدى التعاون الإقتصادي الصيني – العربي والذي يعتبر قناة مهمة لتعزيز الحوار والتعاون الجماعي المشترك.
الصين والأزمة المالية العالمية..
واذا كان الإقتصاد العالمي قد واجه ازمة اقتصادية كبيرة فقد شاركت الصين في التصدي للصعوبات الناتجة عنها.. ولم تتردد في الوفاء بالوعود التي قطعت عليها كما ابلغني مسؤولون صينيون في بكين فقامت بإسقاط ديون تقدر بحوالي 30 مليار يوان صيني "وهي العملة الصينية" من المساعدات للدول النامية لأكثر من 46 دولة أقل نموا.. فتأثرت هذه الأزمة المالية العالمية في تقدير الإقتصاديين والمسؤولين الصينيين ستكون طويلة وعميقة والصين ليست استثناء .. فمواجهتها هي مهمة شاقة وطويلة الأمد.. لذلك فإن الصين لا تستهدف إلى تجاوز الصعوبات الحالية فحسب، بل الأخذ في الإعتبار التنمية في المستقبل في السعي لحل المشكلات الهيكلية والتركيبية التي تعيق التطور السليم للإقتصاد على نحو شامل ورفع نوعية الإقتصاد والمجتمع والقدرة على التنمية المستدامة يما يوفر أرضية اكثر متانة لبناء مجتمع رغيد على مستوى أعلى ينعم به بليونا وثلاثمائة مليون نسمة ..
عمرو موسى..
ولا :شك أن هذا التعاون العربي – الصيني يشكل خطوات أيجابية نحو العمل المشترك لتطوير وتفعيل الإستثمارات والتجارة وإقتصاديات الجانبين، لا سيما وان الأداء الإقتصادي الصيني كما نشاهد يلقى تطورا ملفتا وانتعاشا كبيرا نتيجة تنويع القاعدة والإقتصادية ومصادر الدخل، مما يشكل مؤشرات ايجابية اقتصادية واجتماعية وثقافية لهذا الأداء المميز والذي تحقق جراء سياسة الصين الإنفتاحية في تعزيز هذه السياسة والإدارة الحكيمة في الإستثمارات بالدول العربية.
ويرى دبلوماسيون انه لا يتوقع أي تأثير كبير من قبل اسرائيل على سياسة الصين في المنطقة، وان كان يتوقع أن بتذل الدول العربية جهودا من أجل عرقلتها غير ان سياسة الصين الثابتة تجاه القضايا العربية سوف تستمر دون أي تأجيل أو عرقلة، خاصة وان الصين تتمتع بعلاقات قوية وشاملة مع العالم العربي، لا سيما وانها تتعامل مع 22 دولة عربية وتسعى لحوار الحضارات وتبادل العلاقات الثقافية المشتركة مشيرا إلى ان الصين حافظت على صداقتها مع العالم العربي وطورت انشطتها المختلفة وانشأت جمعية الصداقة العربية الصينية ووضعت على رأسها شخصيا صينية ذات وزن وثقل كبيرين هو السيد تيمور دوامات السياسي المخضرم ومن منطقة شثيماينغ ذات الأغلبية المسلمة.. وهذه الجمعيات تقوم بعمل مواز لدعم التعاون العربي الصيني في مختلف المجالات.
: والمطلوب تكريس الإهتمام بتجسيد هذا التعاون بإعتبارها من الدول الكبرى ونوليها نفس درجة اهتمامنا مع الدول الكبرى الأخرى خاصة وان الصعود الصيني فرض نفسه على الساحة العربية بكل قوة.
حقا أن زيارة الصين لا يمكن ان تحقق اهدافها ومراميها اذا لم يزر الزائر سور الصين العظيم الذي يبلغ طوله 6700 كيلوا مترا لأنه من ابرز مشاريع الصينية القديمة والذي كان مشروعا عسكريا بارزا يرمز لقوة الأمة الصينية، والذي اتيحت لي زيارته مرتين خلال عامين متتالين حيث انشئ منذ نحو 2000 عام ويمتد من المحيط الهادي إلى تخوم آسيا الوسطى مرورا بجبال شاهقة.. فقد قال الزعيم الراحل وتسي تونغ ذات مرة ان من يزور الصين ولم يزر - صينها العظيم _ فهو ليس من الأبطال وكمن لم يزرها اطلاقا لفخامته واهميته وروعته في البناء والذي تحيط به انهار وجبال والذي تمت رؤيته عبر القمر الصناعي "بروبا" بالعين المجردة عند مدار الكرة الأرضية.
* رئيس تحرير جريدة " سلوان الاخبارية . جريدة يومية سياسية مستقلة HYPERLINK "mailto:abdqaq@orange.jo" abdqaq@orange.jo





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :