أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك سياسة وشتائم!

سياسة وشتائم!

22-10-2019 01:37 AM
الشاهد -

فارس الحباشنة

في السياسة لا حياء من استعمال الشتيمة . كل مجتمع له مخزون من الشتائم و الكلام البذيء ، لربما بعض المجتعمات تحرم وتجرم الشتيمة بالعلن ، واخرى ترضى به خطابا عاما معلنا وعلى الملأ .
وكل مجتمع ينتج شتائم على ذوقه ومزاجه . في الاحتجاجات الشعبية اللبنانية الجارية سمعنا أشكالا والوانا من شتائم الاخوان اللبنانيين تعبيرا عن غضبهم ورفضهم للواقع السياسي القائم ، و مطالبة بالعدل والانصاف الاجتماعي و المعيشي .
كثافة استعمال الشتائم في الاحتجاجات اللبنانية كانت لافتة لحد كبير .. و هي ظاهرة لربما تسجل للبنان وله باع عريق وطويل في الديمقراطية و الحريات العامة والصحافة و الاعلام و الانفتاح الاجتماعي .
الحياء في الثقافات العربية لربما اكثر ما ارتبط بالجسد و الحشمة . و الجراءة و النقد الساخر بالادب الشعبي وصل الى مساحات مسكوت عنها و ممنوع الاقتراب عنها اخلاقيا واجتماعيا ، ولذا تجد أن أكثر النكت والتعليقات الاجتماعية الساخرة تكون مطعمة بالجنس و خدش الحياء العام .
الاخلاق بمعيارها العام نصبت قوى سياسية واجتماعية نفسها حارسا لها . ووطفت لطميات وندوب لحمايتها ووقايتها من الناس والعامة ، وتحت ذرائعية حمايتها من الابتذال و الرذيلة وغيرها .
وهناك من يشن هجوما باسم الاخلاق بحجة انه حامٍ للمجتمع . فرق تعلن عن نفسها تحت مسميات كثيرة ، وبعضها مرتبط بالجسد المؤسسي الرسمي ، مؤسسات الرقابة و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر .
الاحتجاجات و الثورات لا تأتي فقط بالتغيير السياسي العام ، انما احيانا تولد افكارا و عناوين و الفاظا جديدة ، و تفك عذرية وبكارة عبارات و الالفاظ ملفوفة بالخوف و الرعب .
هي سلطة جديدة لذوق عام كان يقيم في المخابئ و بلاد الاسرار . سلطة جديدة في الثقافة و السياسة والاجتماع تقول كل شيء دون حياء . قوة ردها وصدها وردعها ومحاربتها لربما لا تقوم بالقانون المجرد والعقوبات إنما بإعادة تأهيلها و إنتاجها في الخيال و الذهن الجمعوي العام .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :