أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة الازمة السورية وتداعياته في الشرق الاوسط

الازمة السورية وتداعياته في الشرق الاوسط

12-09-2013 09:11 AM
الشاهد -

هيمنت على مباحثات مجموعة العشرين في بطرسبرغ الروسية

الازمة السورية وتداعياته في الشرق الاوسط

اوباما يتعرض لضغوط كبيرة في القمة لثنيه عن القيام بعمل عسكري ضد سورية

الشاهد – عبدالله القاق

الأزمة السورية وتداعيتها والوضاع في منطقة الشرق الاوسط سيطرت على قمة مجموعة العشرين التي استضافتها مدينة سان بطرسبورغ الروسية، فيما أعلن دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن «المشاركين الرئيسيين في القمة بذلوا قصارى جهدهم لتسريع انعقاد مؤتمر «جنيف 2» لإرساء السلام في سوريا، بينما تحدثت تقارير عن تعرض الرئيس الامريكي باراك اوباما لضغوط متزايدة من زعماء العالم لثنيه عن القيام بعمل عسكري ضد سوريا خلال مناقشتهم قضايا الاقتصاد العالمي في القمة. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية ان «الرئيس الإيراني حسن روحاني غير بشكل كلي مواقف بلاده من إمكانية التدخل العسكري إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد ما يتناقض مع تصريحات مسؤولين إيرانيين حول دعم طهران لدمشق حتى النهاية»، وفقاً لقناة «العربية».
في الوقت ذاته، تأخر تبلور الأكثرية السياسية التي يحتاجها الرئيس الأمريكي لضرب نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالرغم من الدعم الذي أعلنه رؤساء الكتل المختلفة في الكونغرس تاركين لعناصرهم حرية القرار. وفي حين مازال البيت الأبيض غير متأكد من مدى التشكيك في مجلس النواب، حصل على لمحة عن ذلك في أثناء جلسة الاستماع المطولة لوزير الخارجية جون كيري. وبرز انقسام في صفوف الكتلة الجمهورية التي تملك أكثرية 233 مقعداً من أصل 435 في المجلس، بين القاعدة ورئيس المجلس جون باينر الذي أكد دعمه لأوباما. وفي أوروبا، لم يبد كبار المسؤولين الأوروبيين تأييدهم لضرب سوريا، وقالوا إنه «قد لا يكون هناك حل عسكري للصراع»
وبعد 3 أسابيع من الحديث عن توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد بعد استخدامه السلاح الكيماوي في الغوطة، علق «حزب الله» لأول مرة على التهديدات الأمريكية لدمشق، معبراً عن رفضه أي «عدوان» أمريكي على سوريا، واصفاً إياه بـ»الإرهاب المنظم» الذي يشكل «تهديداً سافراً للسلم والأمن الإقليمي والدولي». من جهته، قال رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب مايكل ماكول لجون كيري إنه «ليس من حل مناسب». وأوضح أن الأمريكيين يعتبرون الأسد «لاعباً سيئاً استخدم أسلحة كيميائية، لا شك في ذلك. لكن من الموجود في المعسكر الآخر؟ من هم المعارضون؟». واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية آد رويس أن «الأمريكيين مشككون ولا يريدون الاستماع إلى حديث عن نزاع تغذيه قضايا تاريخية ودينية وعشائرية». وصرح جيفري دانكان المنتمي إلى حزب الشاي «تحدثت مع مئات الأشخاص، وتلقى مكتبي نحو 300 بريد إلكتروني. لم يقل أي منها، يجب الذهاب إلى سوريا ومقاتلة هذا النظام. بل قالوا: لا تذهبوا إلى سوريا. ليس علينا التورط في حربهم الأهلية»
غير أن البيت الأبيض واصل جهوده، حيث أمضى كبار مسؤوليه هذا الأسبوع في غرفة تحت حماية مشددة مقابلة جميع البرلمانيين الذين أرادوا الاطلاع على مزيد من المعلومات حول طلب إذن اللجوء إلى القوة في سوريا. واتصل أوباما من الخارج بعدد من النواب بعد مغادرته في زيارة إلى السويد قبل المشاركة في قمة مجموعة العشرين في روسيا بحسب مسؤول كبير. لكن لكسب رهانه، على أوباما إقناع النواب الأكثر اهتماماً بالانتخابات التمهيدية في الاستحقاق التشريعي المقبل عام 2014 من صورة بلادهم حول العالم. وبعد نحو 12 عاماً من الحرب في أفغانستان وتجربة حرب العراق المريرة بات الأمريكيون يرتابون النزاعات ولا سيما في سوريا حيث لا يرون تهديداً مباشراً للولايات المتحدة
وصرح السيناتور الديمقراطي المؤيد للضربات ريتشارد دوربن «شاركت في الكثير من مراسم الدفن وزرت الكثير من الجنود المعوقين. لا أرغب أن نكرر ذلك إلا أن كان ذلك ضرورة لا مفر منها لبقاء أمريكا». وقال النائب الديمقراطي كريس فان هولن تعليقاً على تصويت الكونغرس على قرار ضرب سوريا «أعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يعرف ما سيحصل». في غضون ذلك، لم يبد كبار المسؤولين الأوروبيين تأييدهم لحملة تقودها الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا رداً على هجوم كيماوي وقع الشهر الماضي وقالوا إنه قد لا يكون هناك حل عسكري للصراع المستمر منذعامين ونصف العام. ويظهر الموقف الذي صاغه رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو قدراً من الخلاف بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعد أن قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه سيقوم بعمل عسكري فور حصوله على موافقة الكونغرس
وتعرض أوباما لضغوط متزايدة من زعماء العالم لثنيه عن القيام بعمل عسكري ضد سوريا في قمة مجموعة العشرين التي تناقش قضايا الاقتصاد العالمي وطغى عليها الصراع. ويريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتهاز فرصة الاجتماع لإقناع أوباما بالتخلي عن القيام بعمل عسكري ضد الرئيس السوري
ورسم أوباما على وجهه ابتسامة جامدة وهو يقترب من بوتين لمصافحته عند وصوله إلى القمة. وكان التعبير على وجه بوتين رسمياً. ولم يبتسم أوباما ابتسامة عريضة إلا عندما التفتا لكاميرات المصورين. وكسب بوتين الجولة الأولى في القمة عندما اتخذت الصين والاتحاد الأوروبي والبابا فرانسيس في خطاب إلى قادة مجموعة العشرين مواقف أقرب إليه من أوباما بخصوص احتمال التدخل العسكري ومشروعيته. ورفض رئيس مجلس النواب الأمريكي جون باينر طلباً تقدم به وفد روسي للقائه من أجل التباحث معه في الأزمة السورية. وأعلن مسؤولان في البنتاغون أن الولايات المتحدة تعتزم زيادة دعمها العسكري للمعارضة السورية المسلحة وإنهاء طابعه السري عبر نقله من وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» إلى وزارة الدفاع
من جانبه، رفض حزب الله أي «عدوان» أمريكي على سوريا، واصفاً إياه بـ «الإرهاب المنظم» الذي يشكل «تهديداً سافراً للسلم والأمن الإقليمي والدولي»، في أول تعليق رسمي للحزب المتحالف مع دمشق على التهديدات الأمريكية. وفي طهران، اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي أن الأسلحة الكيميائية التي يواجه النظام السوري اتهامات باستخدامها تشكل «ذريعة» لمهاجمة سوريا
وأعلن قائد قوة القدس، وحدة النخبة في القوات المسلحة الإيرانية، قاسم سليمان أن إيران ستدعم سوريا «حتى النهاية». وفي شأن متصل، أثارت جملة موجزة نسبت إلى الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني أقر فيها أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه جدلاً واسعاً في إيران بالرغم من تكرار النفي الرسمي لها. ونقلت الصحف عن عدد من السياسيين المطالبة بتوضيحات من رفسنجاني بهذا الخصوص فيما حملت طهران حليفة النظام السوري الإقليمية الرئيسية، المعارضة السورية مسؤولية الهجوم الذي جرى في 21 أغسطس الماضي قرب دمشق. من ناحية أخرى، توجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو الاثنين الماضي للتباحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول الوضع في سوريا، كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية
عسكرياً، عبرت 3 سفن حربية روسية مضيق البوسفور التركي متجهة إلى شرق المتوسط مقابل السواحل السورية على خلفية الاستعدادات لاحتمال ضربة عسكرية غربية على نظام دمشق. وتصدرت سفينة الحرب الإلكترونية اس اس في 201 «بريازوفيي» المجموعة التي شملت كذلك سفينتي الإنزال «مينسك» و»نوفوتشيركاسك»، في عبور المضيق الذي يقسم مدينة إسطنبول التركية الكبرى
إنسانياً، تعتزم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة خفض مساعداتها الغذائية للاجئين السوريين في لبنان اعتباراً من الشهر المقبل، ما سيعني عملياً وقف المساعدات لأكثر من ربع اللاجئين المسجلين في لبنان والبالغ عددهم نحو 720 ألفاً، نتيجة نقص في الموارد، بحسب ما ذكرت المتحدثة باسم المفوضية روبرتا روسو. في الوقت ذاته، بدأت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس محادثات مع مسؤولين سوريين في دمشق
وأعلن الناطق باسم الوفد الصيني إلى قمة مجموعة العشرين كين غانغ أن الحل السياسي «هو الوحيد الممكن» للتوصل إلى حل النزاع في سوريا. ويتوجه الموفد الخاص للجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي إلى روسيا لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جهوده من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام وفي أنقرة، نشرت تركيا قوات إضافية لتعزيز حدودها الطويلة مع سوريا تحسباً لتدخل محتمل ضد النظام السوري، كما ذكرت وسائل الإعلام التركية. ميدانياً، قتل 4 أشخاص وجرح 6 في انفجار سيارة مفخخة غرب دمشق
الايام المقبلة حبلى بالاحداث في ضوء الضربة العسكرية المرتقبة التي تعدها الولايات المتحدة مع حلفائها الاطلسيين والتي ترفضها كل القوى دون موافقة الامم المتحدة





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :