أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الإسلام السياسي .. ومآلات الصحوة الإسلامية (3-10)

الإسلام السياسي .. ومآلات الصحوة الإسلامية (3-10)

05-09-2013 11:02 AM

أ. د. فيصل الرفوع

لقد تحولت ظاهرة الصحوة الإسلامية ، بداية ، إلى ظاهرة « الإسلام العملي « ، التي طالبت بتطبيق النظام الإسلامي على المشروعات الاقتصادية والسياسية والتربوية والخدمية، ومن ثم إنتقلت إلى ظاهرة الإسلام « المؤسسي « ، التي أكدت على التفاعل مع كافة مؤسسات الدولة ، كالوزارات والمؤسسات الحكومية العامة، ومجامع البحوث، والهيئات الرسمية والمحاكم الشرعية . . . الخ . وجاءت مرحلة أخرى من الإسلام السياسي تمثلت « بالإسلام الحركي – التعبوي « ، التي تفرع عنها الإسلام « الانقلابي – الجهادي « ، والذي يدعو إلى السرعة في التغيير وبشكل كامل، امتثالاً لما جاء به القرآن الكريم وأكدت عليه السنة النبوية ، ويمثل هذا الجانب ، بشكل واضح ، حزب التحرير، وطروحات بعض أعضاء الحركات الإسلامية الأخرى. أما التيار الآخر، فهو التيار الذي لا يرى إمكانية التعايش واحتواء الواقع، لذا فهو يرفع شعار الاستشهاد في سبيل الإسلام، ويدعو إلى الصراع المباشر مع الواقع، ويمثل هذا التيار حركة الجهاد الإسلامي، وحركة المقاومة الإسلامية – حماس - ، وحزب الله. وبين هذين التيارين، هنالك تيار ثالث من الإسلام السياسي، يؤمن بالعملية الديمقراطية، في المجمل، والتعايش مع الآخر، والإنصياع للإستحقاقات الديمقراطية والتحولات المجتمعية السلمية، ويمثل هذا التيار من الإسلام السياسي حركة الإخوان المسلمين.
كما جاءت استحقاقات المرحلة الراهنة من النظام الدولي ، والمتمثلة ، بالمشاركة السياسية وتفعيل الهوامش الديمقراطية، وتجذر اصطلاح حقوق الإنسان ، بفتح المجال أمام تطور أوسع لمشاركة الحركات السياسية الإسلامية، في الدول الإسلامية ، في الحياة السياسية ، سواء في الأردن أم مصر أم الجزائر أم اليمن ، وبالطريقة الديمقراطية . وقد جاء هذا التطور، بعد ممارسة أسلوب القوة الذي استخدمته بعض الحركات الإسلامية منذ ثمانينيات القرن العشرين، بدءًا في سوريا، ومن ثم في مصر، والجزائر ، وتونس . . . في مرحلة لاحقة . هذا بالإضافة إلى دور الإسلام السياسي في تأسيس حركات سياسية – عسكرية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي ، ممثلة في حركة الجهاد الإسلامي ، وحركة المقاومة الإسلامية – حماس- في الجانب الفلسطيني ، وحزب الله في الجانب اللبناني، وبدعم مادي ومعنوي من بعض الدول والحركات الإسلامية، خاصة ، الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
ولم تقتصر المقاومة الإسلامية للوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين ، بل تجاوزت الحدود الجغرافية لفلسطين ، لتطال إلى المصالح الغربية ، وعلى رأسها المصالح الأمريكية في أماكن أخرى من العالم ، وذلك كرد فعل على الدعم الغربي لإسرائيل من جهة ، وعلى حالات الاستعداء الغربي للإسلام كدين ، وللمسلمين كشعوب ، سواء في العراق أو ليبيا أو السودان أو أفغانستان أو إيران . . . ، من جهة أخرى .
هذه التفاعلات جاءت برد فعل غربي -سلبي على الإسلام السياسي ، والذي انعكس بدوره على الصراع العربي – الإسرائيلي. وقد جاء رد الفعل الغربي هذا ، بين الدعم الكامل لإسرائيل كموقف الولايات المتحدة من جهة، أو محاولة احتواء الصراع واتخاذ موقف متوازن – إلى حد ما تجاه أطراف الصراع، العرب وإسرائيل ، كما هو الموقف الأوروبي بشكل عام ، من جهة ثانية . إلا أن الإسلام السياسي ، ومحاولة احتوائه ، خاصة ، على الأرض الفلسطينية ،كان من أهم المعطيات التي قادت المنطقة إلى العملية السلمية ، والتي بدأت في مدريد في 31 تشرين ثاني/ أكتوبر 1991 ، وما زالت مستمرة حتى الآن وبلا نتيجة
وقد كانت الحركة الإسلامية في بداية القرن العشرين بعيدة عن الظاهرة الصدامية، إلا أنها في الفترة اللاحقة إنطلقت من أسس عقيدية للوصول إلى الأهداف السياسية ، خاصة بعد الثورة الإسلامية الإيرانية ، والمشكلة الأفغانية ، وزلزال الخليج الثاني والثالث وسقوط بغداد حاضرة التأريخ العربي الإسلامي . وقد اقترن الإسلامي السياسي ، كظاهرة معاصرة مع شيوع الادعاء والحديث عن الخطر الإسلامي» ، «والعدو المحتمل» للغرب ، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وأحداث 11 ايلول –سبتمبر 2001، وهي التي رفضها الإسلام السياسي الرسمي وتبرأ منها، وللحديث بقية

alrfouh@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :