أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة البابطين ل – الشاهد- : الصراعات المذهبية...

البابطين ل – الشاهد- : الصراعات المذهبية والافكار الهدامة اكبر عائق امام المثقف العربي

31-08-2013 10:43 AM
الشاهد -

الشاهد – عبدالله محمد القاق

تمثل العلاقات العربية - الاوروبية تطورا ملموسا في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والعلوم والطاقة خاصة وأن هناك دولا عربية دخلت طور النهضة منذ فترة طويلة، لتجسيد توظيف العطاء الحضاري وتفعيل التعاون الثقافي لخدمة الجانبين، وهذا الحوار يعتبر حضاريا بغية ترسيخ عمق التأثير الفكري على مستوى المعمورة بفضل ما يمتاز به من خصال روحية وفلسفية وجمالية
فالحضارة العربية الاسلامية كانت انصهرت في اطارها مختلف الاقليات، والتي كانت رافدا من روافد ثقافة العالم الاسلامي فالتداخل والتكامل بين المجموعات الروحية والثقافية يمكن اعتباره من أكبر مقومات الحضارة العربية التي يقر الناس انها كانت احدى كبريات المراحل في تاريخ البشرية.. لان المساهمة الخصوصية التي اسهمت بها الحضارة العربية الاسلامية.. ظلت محجورة دهرا طويلا.. والحقيقة ان الثقافة العربية الاسلامية قد تأثرت في نشأتها فيما تأثرت
ان العرب قد تلقوا التراث كما قال السيد روجيه غارودي المفكر الفرنسي المشهور واجتهدوا فيه، وأثروه بما اضفوا عليه من نظرة اسلامية الى الكون
فالحوار العربي - الاوروبي لا يكون مثمرا الا اذا تحاور العالم العربي مع اوروبا بشكل طبيعي، كما وان الدول الاوروبية لن تستطيع ان تتخذ من الدول العربية شركاء يتعاونون معها في هذه الاوقات الحرجة الا اذا كانت الدول العربية في تقدم مستمر.. فالحضارة العربية، تمثل ابعادا ضاربة في تاريخ البشرية، وقد نمت في اطارها انجازات خلاقة وتحققت اكتشافات حضارية كانت على القدرة المبدعة للانسان العربي سواء في مجالات متعددة منها التقاء العلماء العرب والعلماء الاوروبيين وظلت الكتب العلمية وبخاصة كتب الطب العربي تدرس في الجامعات الاوروبية حتى القرن الثامن عشر... ولعل اعلان رئاسة برلمان الاتحاد الأوروبى فى العاصمة البلجيكية بروكسل عن رعايتها للدورة الثالثة عشرة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري والتى تأتى بعنوان "الحوار العربى الأوروبى فى القرن الحادى والعشرين. نحو رؤية مشتركة" والتى ستعقد فى بروكسل يومى الحادى عشر والثانى عشر من شهر نوفمبر المقبل 2013م يمثل خطوة حقيقية نحو بناء رؤية استراتيجية واضحة نحو المستقبل لابعاد شبح الخوف من هذا الحوار وتكريسه عبر كل الصعد عبر هذه المؤسسة الكويتية الوطنية الرائدة
ووجه رئيس البرلمان مارتين شولتز رسالة إلى رئيس المؤسسة الكويتى عبدالعزيز سعود البابطين أكد من خلالها دعمه لمبادرة المؤسسة فى عقد هذه الدورة لما تتضمنه من موضوعات حيوية تواكب الحراك الفكرى الذى يشهده العالم حالياً فى ما يخص حوار الحضارات والتعايش بين الثقافات، مبيناً فى رسالته بأن "هذه المبادرة سوف تسلط الضوء على أهمية الحوار متعدد الثقافات كقيمة مركزية فى الاتحاد الأوروبى، وهى تحظى بتقدير كبير بين أعضاء البرلمان الأوروبى". وأشار مارتن شولتز إلى أن "مثل هذه الأفكار تأتى رداً على ما قد يحمله المجهول بسبب التعصب وسوء الفهم، وهذه هى مسببات النزاع فى عالم اليوم"
وقد أعرب رئيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين عن تقديره للثقة الكبيرة التى أولاها برلمان الاتحاد الأوروبى برعايته للدورة الثالثة عشرة للمؤسسة قائلاً: إن الأصداء الإيجابية التى حظيت بها أنشطة المؤسسة فى أوروبا شكلت لنا حافزاً على الاستمرار فى هذا النهج الذى أدى إلى التقاء الكثير من الأفكار الإيجابية بين الشرق والغرب، حيث بدأ توجه المؤسسة نحو أوروبا عام 2004م من خلال دورة "ابن زيدون" التى أقامتها المؤسسة فى قرطبة بالأندلس، تحت رعاية جلالة ملك إسبانيا خوان كارلوس، واستمر هذا النشاط ليصل إلى باريس فى دورة "أحمد شوقى ولامارتين" بناءً على رغبة منظمة اليونسكو وتحت رعاية الرئيس الفرنسى جاك شيراك، ثم البوسنة من خلال دورة "خليل مطران ومحمد على ماك دزدار" برعاية الرئيس حارس سيلاجيتش، فتنظيم مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري دورة جديدة للاحتفاء بالشاعرين عبدالله سنان ومحمد شحاته خطوة جديرة بالاهتمام لكونها تكرم شخصيات اتسم شعرها بالجودة والاتقان وتضيف بذلك نجاحا اضافة الى نجاحات سابقة بحيث تسد الثغرات التي تركتها جهات ومؤسسات رسمية اغفلت دورها في خدمة الثقافة والادب بل وتركز على تقديم خدمات جلى للادب الانساني الراقي في هذه الدورة الشعرية التي عقدت في الكويت مؤخرا والتي دعيت لهابعد سلسلة ندوات شعرية ناجحة حضرتها في الكويت والقاهرة وباريس والجزائر وطهران والبحرين واسبانيا . وقد وضعت هذه الندوات التي سخر لها الاستاذ الشاعر عبد العزيز البابطين كل الامكانات لانجاحها خططا لتحقيق التواصل الثقافي والشعري بين الشعوب وحققت خلال عمرها القصير اعمالا كبرى في التقارب بين الشعوب والامم عجزت عنها مؤسسات رسمية في بناء صرح الادب الشامخ القادر على ان يضفي لونا انسانيا على العالم المليئ بمظاهر الفرقة في محاولة لتشذيبها وتجميلها. ففي الندوة التي عقدت في الكويت مؤخرا والتي رعاها سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك تم توزيع الجوائز على الفائزين بالدورة ال13 لجائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري لأفضل ديوان شعر ، والتى فاز بها الشاعر السعودي جاسم محمد الصحيح ، وجائزة أفضل قصيدة التي فاز بها الشاعر التونسي المكي بن علي الهمامي ، وجائزة أفضل كتاب في نقد الشعر والفائز بها الدكتور يوسف عليمات من الاردن ، كما قام بتكريم الشاعر المصري فاروق جويدة الحائز على جائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري التكريمية. والواقع انه حيث لا يكون الشعر يخفت صوت الحياة، وتنطفئ مصابيح العالم في الذات، فيعرى الكائن من دهشته الأولى، وتختل موازين الأشياء، وينكدر بريق الحكمة، فتنسدل العتمة، لأن الشعر انبثاق يضع اللغة في مقام التأمل والتأويل، ويمنح الأبجديات إيقاعها، والإيقاع انسجامه، والكائن وجوده، لقد أشاد رئيس مجلس الوزراءالكويت - في تصريح صحافي له – بتنظيم الاستاذ البابطين مثل هذه الفعاليات التي تعنى بالأدب والشعر والثقافة العربية ، موضحا أن المجتمع بحاجة إلى الأنشطة التي ترعى ثقافة أفراده ..مؤكدا أن تعزيز الوعي الفردي بقيم الثقافة ، وأهمية الأدب يهذب ويرسخ السلوك الحضاري لدى المواطنين. من جانبه ، قال رئيس مجلس أمناء المؤسسة الشاعرعبد العزيز سعود البابطين إن المهرجان الذى احتفي بالشاعرين عبد الله سنان ، ومحمد شحاتة يستقبل شعراء رأوا في الشعر "البصيرة النافذة التي ترى في الظلام الدامس أجنة النور والفراسة الآسرة التي تصغي في الصمت والسكون إلى نشيد الحياة وأن الشعر والاستماع إليه هو رحلة للروح" . وأشار إلى أن الفائزين بالدورة ال13 لجائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري الذين كرموا ممن أخلصوا للكلمة فانقادت لهم ومنحتهم كنوزها الدفينة وجعلوا الكلمة الطيبة "أميرة لا أجيرة" وأن تكون صوت الأمة لا صوت الفصائل وصدى للتاريخ الحي لكل أبعاده لا صدى الأزمنة المندثرة. ونظرا لأهمية هذه المسألة، فقد ارتأى السيد عبدالعزيز سعود البابطين فصل "حوار الحضارات" عن الندوات الادبية، نظرا لأهمية هذه القضية الحساسة التي تسهم في دعم وارساء السلام وتسعى لتكريس الحضارة بين الشمال الاوروبي وجنوبه العربي، لما له من انعكاسات ايجابية على المجتمع والشعوب التي ترتبط بمصير واحد.. لقد كان احتفال مؤسسة البابطين الثقافية في القاهرة مهما في تاريخ الثقافة العربية، ودورها في خدمة الشعوب حيث اكد الرئيس البوسني الدكتور حارث سيلاجيش اهمية التعاون الثقافي الذي تقوم به هذه المؤسسة لتخدم جميعها اهداف ثقافتنا العربية وتدفعها للمكانة اللائقة بين ثقافات الامم، وهي التي تهدف الى بناء لبنة مهمة في صرح الادب العربي واعادة الرونق له ايضا. هذه الحوارات بين الشرق والغرب لنظرية "صدام الحضارات" باعتبارها واحدة من اهم الطروحات حول العلاقة بين الثقافات المختلفة تعالج بشكل اساس ما اطلق عليه اسم "الحرب العالمية الرابعة" التي بدأت بأحداث الحادي عشر من سبتمبر ولم تنته حتى الآن، فضلا عن كونها تبحث عن سبل التفاهم والانفتاح على الاخر باعتباره واحدا من اساليب تجنب الصراع والصدام بين حضارات وثقافات اخرى، والسعي لتصحيح المفاهيم المغلوطة كما اشار الى ذلك السيد البابطين وضرورة ترجمة تلك المفاهيم الى واقع وضرورة الانفتاح عربيا واسلاميا ودوليا. فهذا الحوار الذي شاركت به في الدول المذكورة خاصة في الصين في مبنى التلفزيون الكبير والذي أشرت خلاله الى مؤسسة الاستاذ البابطين ودورها الريادي في التثقيف ورعاية الشعر، انما تمثل أنموذجا لتحقيق التفاهم والتعايش بين مختلف الكتل الثقافية والحضارية والسياسية،. ولعل أهمية تعميق اهداف الحوار الحضاري وشحذ آلياته في عصرنا في ما بلغته البشرية من تقدم عظيم وانجاز كبير في مجال تقنيات الاتصال وانتاج المعلومات وتبادلها حيث أصبحت هذه الوسائل تمثل اداة فعالة لتحقيق تقدم العلوم والمعارف فجسدت بذلك فرصا عديدة لاسعاد الانسان وتوسيع طاقاته، خاصة واننا نعيش في فضاء اتصال يُتيح فرص معرفة الامم بعضها ببعض ويسهل عمليات التفاهم والتعاون والتضامن بينها، وهذا يفرض علينا كأدباء ومثقفين وسياسيين الاعتراف بأن شروط الحوار البناء بحاجة الى المزيد من الفهم والتعاون، لانها لم تكتمل بعد وانها لن تُحقَّق الا بعد تكريس ثقافة الحوار ونشر قيمه. فالمطلوب في هذه المرحلة من المثقفين كافة احياء الضمير الثقافي واستنهاضه درءاً للمخاطر التي باتت تهدد الحضارات الانسانية، لأن هذا الضمير مدعو الى أنسنة العولمة، وعليهم ايضا القيام بدور رئيس للتأسيس الفاعل لتضامن حضاري لأن صوتهم سوف يعلو فوق اصوات الغلاة والمتطرفين ودعاة التماثل والتنميط وحماية التراث الثقافي سواء في وطننا العربي وبخاصة في مدينة القدس او غيرها. ويمكن القول ان مؤسسة الاستاذ عبد العزيز البابطين للابداع الشعري مارست دورها الثقافي بامتياز فعمدت الى ثقافة المواجهة , ثقافة التلاقي والتلاقح والتواصل والتفاعل والتكامل في ارساء اسس عميقة وثابتة للحوار بين الشرق والغرب واستطاعت ان تركب المركب الخشن وتتصدى لحواجز التحديات وتحطم جدار الطلاق الحضاري وتحوله الى جسر من المحبة والتلاقي بين الحضارات والثقافات والديانات لان الثقافة تثري التنوع والاختلاف





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :