أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة هل يمهد الرئيس الفرنسي للقاء قمة مرتقبة بين...

هل يمهد الرئيس الفرنسي للقاء قمة مرتقبة بين الرئيسين الاميركي والايراني !؟

11-09-2019 12:12 PM
عبدالله محمد القاق

لماذا تجاهلت مجموعة الدول السبع قضايا عربية وافريقية شائكة !؟
الملف النووي سيطر على المناقشات بعد ضوء اميركي بتفويض ماكرون بالتفاوض مع الايرانيين

في الوقت الذي ناقشت قمة مجموعة السبع في باريس ملفات شائكة بمنتجع بياريتس الفرنسي، إلا أن القضايا العربية الكبرى لم تكن مطروحة على جدول أعمال القادة، على الرغم من مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي إلى جانب وضعها العربي والإقليمي
هذه الملفات ساخنة تلك التي تتعلق بالمنطقة العربية، فمن ليبيا إلى العراق إلى سوريا إلى اليمن لا تهدأ الأمور إلا لتعود لتشتعل من جديد. وعلى الرغم من ذلك لم تطرح أي من هذه القضايا على طاولة قادة الاقتصاد العالمي.
وبدا أن أغلب تفاصيل القمة كانت متمحورة بشكل ما حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "حيث كان واضحاً مدى اهتمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالعمل على التقريب بين إيران وأمريكا، وكانت هذه القضية هي الهم الشاغل للرئيس الفرنسي تحديداً".

لكن بيير لوي ريمون المحلل السياسي الفرنسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط يرى أن "قمة مجموعة السبع أسستها دول صناعية كبرى، بالتالي فالاهتمام منصب بالأساس على الجانب الاقتصادي إلى جانب بعض القضايا الدولية الملحة". إلا أنه يؤكد على وجود "تهميش للقضايا غير المتعلقة بالقوى الصناعية الكبرى والقوي ذات الوزن الاقتصادي العالمي".

فقد التقى ظريف وزير خارجية ايران بالرئيس الفرنسي وعدد من المسؤولين الفرنسيين فيما بدا تمهيداً للقاء مرتقب بين روحاني وترامب.
ورغم دعوة الرئيس المصري وعدد من القادة الأفارقة إلا أن "هناك ابتعادا عن مشاكل القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل لا مبرر له"، الاأنه "كان من المفروض مناقشة الأزمة اليمنية والوضع في ليبيا والشرق الأوسط عموماً".


لقد بدا واضحاً خلال الأزمة الأخيرة مع إيران أن هناك ضغطاً خليجياً شديداً على الغرب وعلى الولايات المتحدة تحديداً للقيام بعمل عنيف ضد إيران، لكن الإدارة الأمريكية لم تستجب لتلك الضغوط.

وعلى الرغم من العلاقات المتميزة بين دول الخليج العربية والولايات المتحدة، إلا أن هناك دائماً ذلك القلق المكبوت من احتمال أن يتم التوصل لاتفاق أمريكي-إيراني جديد بشأن الملف النووي، ما قد يسمح بتحسن العلاقات بين البلدين وهو ما تظن دول الخليج أنه لن يكون في صالحها أبداً
وبحسب الخبير السياسي العراقي غسان العطية فإن هذه النقطة يمكن النظر إليها من زاويتين مختلفتين، "فبالنسبة للإمارات هناك قلق من أن التصعيد مع إيران سيكلفها كثيراً" ذلك أن "الوضع الاقتصادي في دبي يشهد تراجعاً كبيراً في الوقت الحالي".

بيد أن العطية يرى في المقابل إنه ليس بالضرورة أن تكون الإمارات راغبة في عدم وجود تسوية سياسية دولية مع إيران، خصوصا أن "أبو ظبي لديها كم غير قليل من المشاكل نتج عن تدخلها في ملفات مثل السودان وليبيا واليمن، وبالتالي يبدو أن هناك توجهاً جديداً لدى بعض قادة الإمارات بالابتعاد عن سياسة حافة الهاوية، ما يعني أن هذا التقارب الذي بدأ في فرنسا قد يكون لمصلحة دول الخليج".

أما الزاوية الأخرى أن "هذه التحركات الدبلوماسية تقررها المصلحة الأمريكية أولاً وليس مصلحة الإمارات أو السعودية"، لكن هل يمكن أن تخسر أمريكا حلفاءها العرب؟ هذا أمر صعب للغاية، يجيب العطية. بيد أن الخبير غسان العطية يستدرك قائلا إن "الأمر كله يبقى طي التكهنات والتوقعات خاصة مع شخصية مثل ترامب يصعب كثيراً التكهن بأفعالها وتحركاتها وقراراتها، لذا ستبقى الأمور مفتوحة وعلينا الانتظار".

بدوره استبعد بيير لوي ريمون خبير شؤون الشرق الأوسط والمحلل السياسي الفرنسي أن تغامر الولايات المتحدة بفقدان حلفائها الخليجيين، مضيفاً أن "مسألة حلفاء أمريكا الخليجيين لابد وأنها أثيرت في الجانب الخفي من المفاوضات التي جرت في باريس.
فماكرون تحدث إلى القناة الثانية الفرنسية عن جانب حساس جداً لم يكشف عن فحواه من المحادثات التي دارت بينه وبين وزير الخارجية الإيراني من جهة، وبينه وبين ترامب من جهة أخرى، مشيراً إلى اعتقاده بأن "مسألة الموازنة بين الطرف الخليجي والطرف الإيراني قد طرحت للنقاش بالفعل".

كانت قضية حقوق الإنسان في مصر والعالم العربي واحدة من القضايا التي تم تهميشها أيضاً. قبل انعقاد القمة، فقددعت منظمات حقوقية عدة الرئيس الفرنسي إلى التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر. وجاء في بيان موقع من نحو 20 منظمة دولية ومصرية أنه "تم تأميم المجتمع المدني تماماً في مصر، وفي خضم أزمة حقوقية متصاعدة، طرأت انتكاسات كبيرة على مسار حرية التعبير وحرية التجمع وتكوين الجمعيات وحرية الصحافة". وأضاف البيان "كما يعتبر المجال السياسي مقيدًا للغاية وخاصة بالنسبة للأحزاب السياسية".
قمة السبع.. وحدة نادرة منذ انتخاب ترامب و"حضور إيراني
وخلال لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال الرئيس الامريكي ترامب عن السيسي: "إننا نفهم بعضنا جيداً. إنه رجل صلب، أنا أقر بذلك، لكنه أيضاً رجلٌ جيد وقام بعمل رائع في مصر.. أمر ليس سهلاً".

ويرى الخبير غسان العطية أن الرئيس المصري "يسعى لاكتشاف دوره في المجتمع الدولي ويبدو أنه يرغب في أن يُعرف على أنه الرجل القوي، وبالتالي يتعامل العالم معه على هذا الأساس"، مضيفا أن "مسألة حقوق الإنسان تثار دولياً عندما يكون هناك مصلحة لدى الدول من اللعب بهذه الورقة وتهمل هذه القضية تماماً عندما تتعلق الأمر بقضايا أخرى، وهو الحال نفسه مع السعودية المتهمة بالكثير من التجاوزات، لكن قضية حقوق الإنسان لا تثار معها بسبب وجود مصالح أخرى تراها الدول أكثر أهمية.
ويرى ان أن "مجرد مجئ السيسي ولقائه مع الرؤساء هي ورقة لصالحه بالطبع وما يمكن أن يكون قد سمعه من بعض رؤساء الدول خلف الأبواب المغلقة قد يكون مفيداً للغاية لمصر ليغير السيسي قليلاً من سياساته، لكنهم يشكون كثيراً في أن يفعل ذلك لأنه دخل في نفق من الصعب أن يتراجع عنه".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :