أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة مصر إلى نفق مظلم

مصر إلى نفق مظلم

21-08-2013 01:24 PM
الشاهد -

احداث مؤلمة تشهدها قد تؤدي الى حرب اهلية مقبلة

الاف القتلى والجرحى من المصريين بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة

الشاهد - عبدالله محمد القاق
دخلت الازمة المصرية في نفق مظلم واصبحت في طريقها نحو التدويل اثر عرض فضية انتهاكات الحكومة المصرية بقتل الالاف من الموطنين والمصريين وعرض الامر على مجلس الامن الدولي واتخاذ دول الاتحاد الاوروبي اجراءات موحدة ضد النظام المصري تمهيدا لوقف المساعدات الاوروبية كما قعلت الدنمارك بوقف مساعداتها الاقتصادية .ولعل الموقف العربي الاكثر داعما للقيادة المصرية هي المملكة العربية السعودية والذي اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بيانا دعم فيه موقف القيادة المصرية فى مواجهة الارهاب ودعم سياسة مصرفي مواجهة الارهاب وامر بتخصيص خمسة مليارات جديدة لدعم اقتصاد المتهالك وايده في ذلك الاردن الذي دعا عبر بيان اصدره وزير الخارجية والمغتربين السيدناصر جودة الى ضرورة تطبيق القانون وفرض السيادة المصرية على كامل اراضيها . هذه المواقف جاءت بعد قتل السلطات الامنية المصرية اكثر من ثلاثة الاف مصري واصابة عشرة الاف شخص وذلك بعد فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة مما اشاع الفوضى في مصر واكد تحالف الشرعية استمرار رفضها لعزل الرئيس المصري محمد مرسي والاجراءات الباطلة للقوات المسحة بعزل الرئيس المصري المنتخب واعادة الشرعية.
والواقع أن الرئيس المؤقت للبلادعدلي منصور ورئيس وزراء مصر الدكتور حازم البببلاوي أعلنا نيتهمامنذ اسبوع في فض الاعتصام بمجرد انتهاء شهر رمضان وذلك من خلال كلمتها في تهنئة العيد ومن هنا بدأ انتظار انصار مرسي لموعد الفض، الذي خلف الكثير من الضحايا.
هذا ولم يكن يتوقع المعتصمون من الجيش والشرطة اللجوء لاستخدام العنف في فض الاعتصامين الذين استمرا لمدة ستة أسابيع، لكنهم فوجئوا بهذا التطور الاسوأ.
وكانت الانباء قد ذكرت ثبات المتظاهرين الذين أكدوا على استمرارهم لسنوات وليس لأيام أو شهور، حيث قال البعض نحن هنا حتى تتحقق مطالبنا مهما كلفنا الأمر من سنوات. سلطت صحيفة ''لوس أنجلوس تايمز'' الضوء على أخر تطورات الأحداث في مصر وبخاصة أنصار الرئيس السابق محمد مرسي المعتصمون في ميدان النهضة ورابعة، والذين أعلنوا أنهم لن يفضوا اعتصاماتهم لحين تحقيق مطالبهم التي تتمثل في عودة مرسي.

 هذا وتمر مصر بمرحلة صعبة وعصيبة بسبب الاوضاع التي نتجت عن انقلاب الثالث من يوليو الذي قام به الجيش المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي وعزل الرئيس محمد مرسي.
وبالرغم من الوساطات الامريكية والاوروبية والعربية التي حاولت حل الازمة المصرية سياسيا من خلال اقتراحات للتوصل الى حلول ترضي الطرفين، ولكن كل هذه الوساطات قد باءت بالفشل، لأن كل طرف وضع لنفسه حلولا وشروطا لا يمكن التخلي عنها مما عقد حل هذه الازمة المستعصية بالطرق السياسية، فالاخوان المسلمون تمسكوا باعتصاماتهم واستمروا بها لتحقيق مطالبهم بعودة الرئيس المخلوع محمد مرسي الى كرسي الحكم اي العودة بالاوضاع عما كانت عليه قبل الثالث من يوليو، من جهة اخرى فان الحكومة وقيادة الجيش اصرتا على فض الاعتصامات بالقوة وعدم السماح بعودة الاوضاع الى ما قبل الثالث من يوليو. 
يبدو ان مصر كما يقول المحلل السياسي ابراهيم الشيخ التي نجت من حمام دم عندما تخلى الرئيس المخلوع حسني مبارك عن السلطة وعدم فض الاعتصامات بالقوة واستعمال العنف، فان ما يحصل اليوم ينبئ بدخول مصر دوامة العنف، ولن تكون مصر استثناء عما يجري وجرى في بعض البلدان العربية التي حصل فيها التغيير، فحجة الحكومة الحالية باستعمال القوة ضد الاعتصامات هي أن جماعة الاخوان تملك اسلحة في ميدان رابعة العدوية، ويُذكي هذه الحجج ايضا الاعلام المصري الذي يلعب دورا محرضا من خلال نشر المعلومات الغير دقيقة والمضخم.
ان الحدث المصري قد اعمى الكثير من الناس عن الحقيقة، ان كانوا مؤيدين للاخوان او معارضين لهم، وقد نسي البعض ان التغيير هدفه الديمقراطية والحرية وليس قتل فئة على حساب فئة اخرى، فالشعب المصري هو الذي يدفع الثمن بكل انتماءاته، ومن ثم الوطن العربي من خلال اضعاف مصر ودخولها أتون الحرب الداخلية، والتي من الممكن ان تتطور الى حرب اهلية.
فمهما كانت الاهداف التي تريد تحقيقها الحكومة المصرية ومن ورائها الجيش المصري نبيلة حسب وجهة نظرهم فمن غير المقبول مهاجمة الناس بالقوة واطلاق النار عليهم في الشوارع لان ذلك قد يرتد ضدهم في المستقبل، فالاخوان المسلمين جزء من الشعب المصري، وان هذه السلطة الجديدة ليست سلطة مثالية واهدافها غير معروفة، فهي لم تحدد سياستها بالنسبة لاسرائيل التي تبدو مرتاحة من وجود هؤلاء العسكر الذين يقيمون علاقات جيدة معها، ويبدو ان التنسيق الامني مستمر ايضا. ان هذه الاحداث التي تشهدها مصر قد تؤدي الى عسكرة المجتمع المصري، وقد تؤدي الى شرخ في هذا المجتمع لا يمكن ردمه في المستقبل القريب، ومن الممكن ان تؤدي هذه الاحداث الى توتر ومواجهات في سيناء بين المسلحين الجهاديين والجيش المصري، وايضا قد يؤدي هذا الشحن الى عمليات انتقام بين مؤيدي الرئيس المخلوع مرسي وبين المؤيدين للحكومة الحالية وبين الاقباط والاسلاميين. بدون شك ان استعمال القوة ضد المعتصمين قد يثير ردود فعل دولية منددة، ويبدو ان الحكومة المصرية المدعومة من الجيش غير عابئة بهذه الانتقادات ونتائجها على هذه الحكومة التي تتحمل مسؤولية ما يحدث من نزيف الدم الذي يسيل في شوارع مصر.
فالثورات العربية كما يرى المحلل السياسي ابراهيم اشيخ اتت بالاخوان الى السلطة في مصر وفي بعض الدول العربية، فهل ان ما يجري الان في مصر هو امتداد للربيع العربي والثورات العربية ام اجهاض لهذه الثورات، وهل ان الربيع العربي له قوى محددة يجب ان تحكم دون غيرها؟ بدون شك ان الوطن العربي المنقسم على نفسه والشعوب المنقسمة على نفسها سياسيا وطائفيا، تبدو بعيدة عن التعايش وتفهم معنى الحرية والديمقراطية، فصل جديد من نزيف الدم وعدم التعايش وعدم الاستقرار واستعمال العنف بدأ في اكبر دولة عربية ولعل استقالة الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية اسهم في ايحاد شرخ في جبهة الانقاذ لكون البرادعي رفض معالجة هذين الاعتصامين بالقوة واعلان حالة الطوارئ في مصر وفرض حظر التجوال من الساعة السابعة مساء حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي ولمدة شهر واحد لقد دان المجتمع الدولي الاجراءات المصرية بفرض الطوارئ وطالب الرئي الاميركي في بيان شديد اللهجة بضرورة رفعها فورا . الايام المقبلة حافلة بالاحداث بعد ان اوقفت اميركا مناورات النجم الساطع التي تجري بين الجيشين الاميركي والمصري خلال الشهر المقبل وتأجيل تسليم مصر اربع طائرات حربية







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :