أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية كلمة رئيس التحرير الجريمة تتنوع والأمن الاجتماعي في خطر

الجريمة تتنوع والأمن الاجتماعي في خطر

17-08-2019 02:12 PM
الشاهد -

ربى العطار 

سلسلة من الجرائم العنيفة ترتفع وتيرتها منذ بداية الصيف، مع ملاحظة أن هذه الجرائم مرتبطة بمخالفة القيم الاجتماعة والأخلاقية.
إغلاق النوادي الليلية أصبح الوسم أوالهاشتاق الأكثر تداولاً خلال 24 الساعة الماضية في الأردن، بعد مجموعة جرائم ابطالها زبائن وأصحاب النوادي الليلية، بالاضافة الى الحملة الأمنية التي داهمت من خلالها الشرطة الملاهي والنوادي الليلية وأسفرت عن هروب جماعي لفتيات من هذه النوادي على نحو مخجل.

هل النوادي الليلة هي السبب ؟
المشكلة أننا في المجتمع الأردني نهتم  أحيانا بالتنظير وتحميل المسؤولية لجهة دون غيرها ، ونغفل عن النظر إلى أن ارتفاع وتيرة الجرائم مرتبط أساساً بانهيار المنظومة القيمية الأخلاقية، فدور الأسرة والمجتمع أصبح في سُبات، في ظل غياب الرقابة والاهتمام، مع تطور متسارع في وسائل التواصل الرقمي وحضور العالم الافتراضي.
التغير الديمغرافي وظهور بيئات غير متجانسة من السكان أثر على التماسك والترابط المجتمي خصوصاً في المدن الكبرى (عمان، اربد، الزرقاء)، فموجات اللجوء، والهجرة من الأطراف إلى المركز ساهم في ظهور أشكال جديدة من الجريمة المنسجمه مع غياب الأخلاق وعدم المحاسبة المجتمعية.
لا يمكن أن نغفل الخلل في التوازن الذي أحدثه الوضع الاقتصادي المتردي، فالطبقة الوسطى التي تتآكل كانت ضابطاً للوضع القيمي، وصمام أمان يوفر توازناً بين مجتمع فقير وآخر غني، وبغياب الطبقة الوسطى يصبح الحديث بنوع من الطبقية والحسد وارداً ويضفي تبريراً لانتشار العنف المجتمعي.
ارتفاع حالات الطلاق، الشعور بالظلم وغياب العدالة، اليأس من انفراج الوضع الاقتصادي، ارتفاع معدلات التضخم، ارتفاع معدلات البطالة، وانعدام الثقة بين الحكومة والشعب، الوضع الأمني غير المستقر في بعض دول الجوار، وغيرها من العوامل تساهم في تسريع انهيار المنظومة الأخلاقية .

من مهرجان "قلق" إلى "فتيات الجاردنز" ... تسلسل مريب

التسلسل الغريب والمتقارب في قضايا الرأي العام والتي لم يتعود عليها المجتمع الأردني يثير الشك والريبة، مهرجان قلق الماجن قبل بضع شهور، وانتشار صور الحفلات المختلطة بأحواض السباحة، ومشاجرة فتيات الجاردنز بملابس فاضحة، ومشاهد فلم "جن" الخادشة للحياء العام .. وغيرها من القضايا والأحداث تزامن معها ارتفاع في عدد جرائم القتل والاصابات الناتجة عن حوادث الطعن واطلاق العيارات النارية.

احصائيات مؤسفة


خلال عطلة عيد الأضحى فقط، أعلنت مديرية الأمن العام أنها تعاملت مع قضيتي قتل و٤٣ جريمة سرقة جنائية، وبأنها ألقت القبض على ٥٧ مروجا للمواد المخدرة خلال تعامل ادارة مكافحة المخدرات مع ٣٠ قضية لترويج المواد المخدرة .
كما اظهرت احصائيات أن هناك ارتفاعاً في عدد الجرائم الأسرية المرتكبة خلال النصف الأول من السنة الحالية إذا بلغت نحو 12 جريمة قتل على أثرها 3 نساء.
أما عن شكل الجرائم فقد صدم المجتمع الأردني بأسلوب ارتكاب الجرائم التي انتزعت من مرتكبيها كل مشاعر الانسانية ، مثل قيام شخص بقتل زوجته واخفاء جثتها ببرميل اسمنت، وقيام طبيب بقتل صديقه وواذابة جثته بمادة كيماوية وحرق جثته، بالإضافة لحالات اعتداء على زملاء في العمل، وغيرها من القضايا البشعة والغريبة.

إذن، فدعونا نتفق أن المجتمع يغرق في حالة من الانحدار القيمي والاختلال الواضح في المنظومة الأخلاقية.

الحكومة، الأسرة، المدرسة، الإعلام، والمنابر الدينية، جميعها مسؤولة عن الوصول إلى هذا الوضع المتردي، كما أن إعادة النظر ببعض القوانين سيكون أكثر جدوى.
يجب الاهتمام بالشباب ورعايتهم دون الالتفات إلى عناوين عريضة بمضامين ومحتويات ضعيفة ومفرغة، ولابد من إعادة النظر في ضبط بوصلة الاصلاح الاجتماعي قبل السياسي والاقتصادي والإداري، وهذا كله يحتاج إلى تظافر الجهود من الجميع للمحافظة على مجتمعنا من الانهيار والانحلال .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :