أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات " إنقسامات بلا نهاية "

" إنقسامات بلا نهاية "

25-07-2013 11:38 AM

النقابي إبراهيم حسين القيسي
الربيع العربي كشف عن صدع عميق غائر إلى حد مخيف داخل المجتمعات العربية التي تقسمت أصلاً على شكل قطريات صنعها الإستعمار، الصدع المقصود هو هذا الإنقسام داخل المجتمعات العربية التي وصل إليها الربيع العربي والذي على ما يبدو أيضاً أنه بلا نهاية قريبة، المفزع في حالة الإنقسام أنه حصل في مجتمعات الدول العربية المؤثرة تاريخياً في الصراع العربي الإسرائيلي وأنه من المؤكد أنه ليس صدفة، البداية كانت في العراق الذي انقسم بين شيعة وسنة وكرد وقد كان وقود هذا الإنقسام إعدام الشهيد صدام حسين حيث انقسم المجتمع العراقي بعده إلى ثلاثة فساطيط ، في اليمن برغم إزاحة الرئيس على عبد الله صالح إلا أن المجتمع اليمني إنقسم بين مؤيد للرئيس السابق واتباعه وبين من ثاروا على الرئيس الذي خرج من السلطة محروقاً إضافة إلى فريق الحويتيين الذين لهم أهدافه، نفس الإنقسام حصل في ليبيا القذافي فهناك من قاتل مع القذافي إلى آخر طلقة وقد اكتشفنا فجاءة أن ليبيا كانت مجموعة من القبائل منها من كان موالياً للقذافي وأخرى انقلبت عليه، تونس كانت إستثناء ولاحظ كيف هدأت فيها الأمور لأنها لم تكن مؤثرة في الصراع العربي الإسرائيلي فقد هرب بن علي ولم نشهد انقساما يذكر في المجتمع التونسي، أما مصر القطر والدولة العربية الكبرى ذات التأثير الطاغي في المنطقة فهي تسير من إنقسام مجتمعي إلى إنقسام أكثر عمقاً وتعقيداً، في بداية الثورة على مبارك شاهدنا كيف أن المجتمع المصري انقسم بين ثائرين على النظام وبين موالين لمبارك، بالنتيجة أسفر هذا الإنقسام عن إزاحة مبارك بعد مقتل ما ينوف عن الألف إنسان ثم صارت الأمور بإتجاه توريط الإسلاميين في السلطة، لتتم بعد ذلك عملية إنقسام أشد من الأولى بين مؤيدين لحكم الإخوان برئاسة مرسي وبين من يسعى لإزاحة الإخوان وعلمنة الدولة حفاظاً على مصالح من إستفاد من الحقبة المباركية، أما أكثر الإنقسامات دموية فهذه التي نشاهدها على مدار الساعة في سوريا التي تحتل إسرائيل الجولان منها منذ ما يقارب الخمسة عقود، في سوريا انقسم المجتمع بشكل مريع وفظيع أبرز سماته هذه المذابح اليومية على مدار ثلاثة أعوام دون توقف، الأسد أيضاً كالآخرين كان سبباً رئيسياً في تعميق هذا الإنقسام داخل المجتمع السوري في النهاية هذه الإنقسامات ليست بالصدفة بل على الأرجح أنه قد خطط لها بدهاء وعناية وبراعة تذهل الألباب، فهل وعينا الدرس وهل سنعمل جميعاً في الأردن على مقاومة ومحاربة أية انقسامات داخل مجتمعنا الموحد؟ ونبقي على نجاحنا الذي حققناه لغاية الآن





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :