فاجأني صديقي الأستاذ صخر أبو عنزة قبل عشرين سنة باتصال هاتفي، أخبرني أنّه سيصدر صحيفة أسبوعية، وقال: عليك أنت اختيار الإسم وأمامك “الجزيرة” و”الشاهد”، فعبّرت عن فرحي الحقيقي وقُلت:”الشاهد” طبعاً، وهذا ما حصل!
تربطني بأبي معاذ أخوّة، قبل الزمالة والصداقة، وحين عملنا في بناية واحدة، هو في شيحان وأنا في المسائىة، كنا لا نفترق ولو ليوم واحد، فكانت سنوات جميلة تمتلئ بالسهرات السياسية والاجتماعية، وظلّ صخر يأسرني بكرمه الحاتمي، وحين تعرفت إلى والده الراحل في السلط عرفت سرّ ذلك الكرم.
في يوم اشتريت سيارة، وذهبت إلى ماركا لتسجيلها، ففوجئت بوجوده هناك، وحين وصلنا إلى رقم السيارة سارع إلى المسؤول فطلب منه تسجيل التنازل عن رقم مميز كان يحتفظ به لنفسه لي، فملأتني الدهشة، ولكنّ هذا هو صخر الذي أعرفه فهو أخ حقيقي لصديقه.
في الذكرى العشرين لميلاد “الشاهد” تحدّثت عن صخر، فهما وجهان لعملة ذهبية واحدة، وإذا كانت الصحف المطبوعة وخصوصاً الاسبوعية كادت أن تندثر، ولكنّ “الشاهد” تحافظ على وجودها الأنيق، لا لسبب إلاّ لأنّ صاحبها لا يعرف اليأس، ولا الاحباط، وإذا أصرّ على شيئ جعله أمراً واقعاً.
مبروك لك يا أخي صخر أبو عنزة نجاحك، ومبروك لنا نجاح “الشاهد”…
باسم سكجها