النقابي : ابراهيم حسين القيسي

كان الاجدر باخوان مصر التريث عقب ثورة 25 يناير وعدم الدخول في العملية السياسية لدرجة الوصول للصف الاول ، لقد وقع الاخوان في المصيدة الامريكية ان صح القول بان الامريكان سهلوا للاخوان الوصول للسلطة ، لو ان جماعة اخوان مصر بعد 25 يناير تركوا وافسحوا المجال امام القوى الاخرى يتولون السلطة واكتفوا بنصيب مؤثر في مجلس الشعب والشورى ، كان الاجدر بهم ان يفعلوا ذلك لان الوضع بعد سقوط مبارك كان مزريا عفنا على كل الصعد فهناك مديونية وفساد وكذلك متنفذين فاسدين ظلت مصلحتهم على الدوام مع نظام مبارك ، مرة اخرى لو انهم تريثوا قليلا وزجوا بالمتنطحين للسلطة باتجاه كرسي الرئاسة لكانوا في مرحلة قادمة هم المنقذون والخيار الافضل ، لكن على ما يبدو ان اخوان مصر بلعوا الطعم الامركي من خلال وصولهم الى الرئاسة من اول قفزة ، لقد جرت شائعات باتجاه ان هناك اتفاق ابرم ما بين الدوائر الامريكية وقيادة الجماعة، ما يثبت انهم بلعوا الطعم تلك المواقف المتشنجة من قبل المعارضة خلال العام المنصرم الذي سبق عزل الرئيس مرسي على يد قائد الجيش السيسي، الحجة في العزل ما تم حشده في 30 يونيو من قبل حركة تمرد وحلفائها من القوى الاخرى التي لم يحالفها الحظ في الوصول الى اغلبية برلمانية او الوصول الى كرسي الرئاسة ، من المؤكد ان الامريكان حاكوها ولعبوها بشكل ممتاز عندما شجعوا وصول الاخوان الى الرئاسة واغلبية برلمانية بحيث اصبحوا فجأة كل الدولة المصرية بعد ذلك جرت عملية شيطنة ممنهجة لجماعة الاخوان من جميع القوى التي لم تنل حصتها من الكعكة ومن قوى اقليمية وعالمية ، انظروا كيف بانت الامور على حقيقتها وكيف ضخت المليارات عقب ازاحة وعزل مرسي من قبل دول الخليج ، لاظهار ان الخيار الاسلامي الاخواني فاشل ولا يصلحون لادارة دولة في هذا العصر ، القادم على المستوى العام مرعب فالاخوان امام خيارين كلاهما مر ، اما الوقوف في وجه جميع هذه القوى الداخلية والخارجية واسترداد السلطة وهذه لها كلفتها الباهظة ، واما ممارسة الانتحار بمغادرة المشهد والعودة الى الاسلوب القديم الذي ابقاهم خارج السياق ما يزيد على الثمانين عاما . ibrahim_alqaisy@hotmail.com