أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة تراجع قرع الطبول بين اميركا وايران بالمنطقة

تراجع قرع الطبول بين اميركا وايران بالمنطقة

23-05-2019 11:35 AM
الشاهد -


دعوة دولية لضبط النفس وعدم اشعال فتيل الحرب في الشرق الاوسط
تحريض اسرائيل لاميركا يرفع مستوى تفاقم الوضع في المنطقة

الشاهد : عبدالله محمد القاق

يبدو ان التوتر في منطقةالخليج قد انخفض بشكل ملحوظ بعد ان ادر ك الجانبان الاميركي والايراني ان عمليات استخباريةغير موثوقة طغت على الاحداث بسبب العقوبات القاسية على ايران مما سبب تفاقم الوضع في المنطقة والتي لم تشهد منطقة الخليج العربي مثل هذا التصعيد العسكري والخطابي والسياسي منذ غزو العراق عام 2003، بما يغري المحللين والمتابعين بتوقع حرب شاملة طاحنة في المنطقة، تشنها الولايات المتحدة ضد إيران، خصوصا في ظل قيادة أمريكية متشددة غير قابلة للتوقع، وبالتزامن مع أزمات عديدة في الخليج تمثل إيران عاملا مشتركا فيها.
ويرى المراقبون ان ثمة عوامل عديدة تدفع باتجاه احتمال وقوع حرب من هذا النوع، تتعلق بالواقع الإقليمي والدولي، وأهمها• وجود قيادة أمريكية متشددة برئاسة دونالد ترامب، وهي قيادة تشكل أشبه ما يكون بحكومة حرب، خصوصا مع تسليم وزير الخارجية بومبيو الكامل برؤية ترامب للسياسة الخارجية، ورحيل الوزراء والقيادات الأمنية والعسكرية التي كانت على خلافات مع الرئيس، ووجود دور فاعل للمحافظ المتشدد جون بولتون مستشارا للأمن القومي وسعي ترامب الحثيث وبكل الطرق كما يقول المحلل السياسي فراس ابوهلال هلال لإرضاء اليمين الإنجليكاني واليمين الصهيوني، وهي تيارات تميل للتشدد مع إيران بسبب اعتقادها أن هذا التشدد وربما الحرب قد تصب في مصلحة دولة الاحتلال

هذا وتزداد سطوة العقوبات تدريجيا مع شمولها كل خطوط الحياة، من النفط إلى المبادلات المصرفية، لتلقي بظلالها على الأدوية الخاصة بأمراض خطيرة كالسرطان وسعر العملة الذي عاد ليتدهور بشكل مضطرد.
والواقع ان ما أعلنه الرئيس الإيراني كان وقف الالتزام ببيع الماء الثقيل واليورانيوم المخصب للخارج، وهو نفس ما فرضت عليه الولايات المتحدة حظرا قبل أيام. فالولايات المتحدة كانت قد أعلنت في 4 آيار/مايو أنها ستبدأ فرض عقوبات على الصادرات الإيرانية من الماء الثقيل واليورانيوم المخصب والتي كان يجيزها الاتفاق النووي لمنع ارتفاع المخزون الإيراني منهما عن القدر المسموح وهو 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب و 130 طنا من الماء الثقيل.
وبالتالي فإن الإعلان الإيراني في شقه النووي كان أقرب إلى شراء الوقت من خلال خطوات واقعة أصلا لإلقاء الحجة على الشركاء الباقين في الاتفاق للتحرك باتجاه خلق مسار جديد لضمان استمرار الاتفاق، ولعل القرارات الإيرانية كانت بمثابة عامل الترغيب الذي تريده إيران لتحفيز عملية إعادة تفكير أوروبي، مع ذلك حضر الترهيب الذي تعوّل عليه طهران لصناعة فارق في المشهد.

وقد حددت طهران مصادر القلق الأوروبية والأمريكية في سياستها، بحسب تقييمها. القلق الأول في أوروبا مسألة المهاجرين لذلك أرادت أن تضغط من خلالها. وفي مناسبات عديدة سابقا ظهرت هذه القضية في خطابات روحاني ووزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي. وقبل عام تقريبا كانت موجة المهاجرين الإيرانيين التي عبرت عبر صربيا إلى دول الاتحاد الأوروبي بمثابة جرس إنذار لا سيما مع مغادرة أكثر من 21 ألف إيراني لبلادهم بهدف اللجوء في الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة خلال العام2018.
وإذا كان مصدر القلق الأوروبي مسألة اللاجئين فإن مصدر القلق الأميركي بحسب التقييم الإيراني يبقى مرتبطا بأمن المصالح الأميركية في المنطقة وأمن الممرات التي يُنقل عبرها النفط. ولأن إيران تبحث عن صناعة أرضية لـ "توازن قلق" يتطور تدريجيا إلى "توازن أذى"، فورقتها الأقوى تبقى حضورها الإقليمي عينه الذي تريد واشنطن أن تحدّ منه.
ولعل زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو غير المعلنة لبغداد في السابع من مايو/أيار الحالي، والتي قصدها من فنلندا ملغيا زيارة إلى ألمانيا، هذه الزيارة عكست مستوى القلق الأميركي من أي تحرك مباشر أو بالواسطة من قبل طهران ضد مصالحها. سبق ذلك إعلان تحريك قطع عسكرية إلى المياه الخليجية وتعزيزها بقاذفات من طراز " بي 52" لمجرد ورود معلومات وصفتها واشنطن بالموثقة عن تحركات إيرانية تهدف لضرب مصالحها أو مصالح حلفائها.
موبحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية فإن جهاز الموساد هو الذي حذّر الولايات المتحدة من هجوم سيستهدفها أو يستهدف أحد حلفائها في الخليج، لكن القلق الذي تسبب به التحذير يدعو للتوقف مليا والتأكد من المصدر الذي سرّب معلومة كهذه في الأصل إلى الموساد.

وكان المثير للإهتمام ترافق التحركات الأمريكية مع تصريحات إيرانية سابقة ولاحقة تستبعد الحرب، ولا سيما من اللواء قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي نشر على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات يؤكد فيه أن واشنطن لا تريد خوض حرب مع إيران وأن الاستخبارات الأمريكية حذرت الرئيس دونالد ترامب مرارا من هذا الأمر.
وبالتالي فإن الإعلان الإيراني في شقه النووي كان أقرب إلى شراء الوقت من خلال خطوات واقعة أصلا لإلقاء الحجة على الشركاء الباقين في الاتفاق للتحرك باتجاه خلق مسار جديد لضمان استمرار الاتفاق، ولعل القرارات الإيرانية كانت بمثابة عامل الترغيب الذي تريده إيران لتحفيز عملية إعادة تفكير أوروبي، مع ذلك حضر الترهيب الذي تعوّل عليه طهران لصناعة فارق في المشهد
وكان المثير للإهتمام ترافق التحركات الأمريكية مع تصريحات إيرانية سابقة ولاحقة تستبعد الحرب، ولا سيما من اللواء قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي نشر على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات يؤكد فيه أن واشنطن لا تريد خوض حرب مع إيران وأن الاستخبارات الأمريكية حذرت الرئيس دونالد ترامب مرارا من هذا الأمر.
كلام سليماني شكّل رجع صدى لتصريحات سابقة لوزير خارجية إيران، جواد ظريف من نيويورك والتي تحدث فيها عن قناعته بأن ترامب لا يريد الحرب عارضا طاولة مفاوضات لبحث قضية تبادل للسجناء.
وبين طبول الحرب وطاولة المفاوضات وما يمكن وصفه بعض الأصابع، تبدو صورة الشرق الأوسط عصية على التوقعات بل إن الخطوط الثلاثة قد تكون متداخلة بشكل كبير.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :