امال وتطلعات عريضة تنتظر امير قطر الجديد بالمرحلة المقبلة

ترحيب عربي ودولي باختيار الامير تميم اميرا جديدا لدولة قطر وتطلعاته للاسهام في تكريس التفاهم العربي المنشود

الشاهد – عبدالله محمد القاق

جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمس ليرسم تفاصيل مرحلة جديدة تقبل عليها قطر في ظل الحكم الجديد، مرحلة تحتاج من الجميع التكاتف والعمل لمواصلة واستكمال ما بدأه سمو الشيخ حمد ال ثاني الامير السابق الى بذل الكثير للنهوض بقطر وبالانسان القطري في مختلف المجالات فاصبحت قطر تحتل مكانة سياسية واقتصادية وتربوية كبير. فقد جاء ذلك في خطاب ألقاه الشيخ حمد مؤخرا وقال فيه إن الوقت قد حان ليتسلم جيل جديد مقاليد السلطة.وقال الشيخ حمد "الله يعلم أنني لم أرغب في السلطة في حد ذاتها، ولم أسع إليها لسبب شخصي". ويتولى الشيخ حمد بن جاسم منصب رئيس الوزراء منذ عام 2007 كما يشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس ادارة جهاز قطر للاستثمار. وكان الشيخ حمد بن خليفه آل ثانى قد التقى مع الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد لبحث تسليم السلطة لولي العهد، حسبما ذكرت قناة الجزيرة الفضائية التي تملكها قطر. وقد ولد الشيخ تميم في 1980 وهو الابن الثاني للأمير وزوجته الثانية الشيخة موزة ويشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس اللجنة الاولمبية القطرية.والشيخ تميم خريج كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية، وله زوجتان وستة أبناء، سن الكبرى بينهم سبع سنوات. أما نجله الذكر الأكبر فيبلغ من العمر خمس سنوات.ويتولى ولي العهد قيادة القوات المسلحة بالنيابة عن والده، ورئاسة اللجنة الاولمبية كما أنه نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، إضافة إلى أنه شغوف بالرياضة ويشرف على ملف مونديال عام 2022 الذي تستضيفه قطر. وكان حمد بن خليفة آل ثاني، الذي ولد عام 1952، قد تولى إمارة دولة قطر في انقلاب على والده في عام 1995. وأصبحت قطر لاعبا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد الانتفاضات الشعبية التي شهدتها الدول العربية. ويقول المحللون إنه من غير المحتمل أن يحيد الأمير الجديد عن السياسات التي اختطها والده. ففي مجال السياسة الخارجية، من المرجح أن تواصل قطر تحالفاتها مع الدول الغربية وفي نفس الوقت ستواصل تبنيها لموقف فاعل فيما يخص الملف السوري وغيره من الملفات العربية. ولكن الأمير الجديد سيرث أيضا توترا في علاقات قطر مع عدد من الدول الخليجية، وفي طليعتها البحرين ودولة الإمارات، بسبب ما تصفانه هاتان الدولتان بالتقارب القطري مع حركة الإخوان المسلمين.
ونوه سمو الشيخ حمد – الامير الوالد- الى ان الشباب الذين سيتولون القيادة «اثبتوا في السنوات الماضية أنهم أهل عزم وعزيمة يستوعبون روح عصرهم ويدركون ضروراته إدراكا عميقا ويواكبون كل جديد فيه بل ويساهمون بفكرهم الأصيل في التجديد والابداع» وقال: «بفضل ذلك يصدق في واقعنا هذا قول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: علموا أولادكم خير ما علمتم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم».
واعرب عن امله ان يكون ادى الامانة بمسؤولية، وقال: «إني لارجو أن اكون قد وفقت في القيام بالمسؤولية وحملها بما يرضي الله أولا وبما يوازي الامانة ويستحق الثقة، ففيما أحسنت وأصبت فبتوفيق من الله وفيما أخطأت فمن نفسي وأرجو ان يتعلم منه من يتولون الأمر بعدي».
وقال: «إنني اليوم أخاطبكم كي أعلن أنني اسلم مقاليد الحكم للشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأنا على قناعة تامة انه أهل للمسؤولية جدير بالثقة وقادر على حمل الأمانة وتأدية الرسالة».

وشدد على الانتماء للهوية العربية المسلمة، مضيفا: «مع ثقتي بإدراككم لانتمائكم وهويتكم العربية المسلمة فإنني أوصيكم بالمحافظة على قيمنا الثقافية والحضارية النابعة من ديننا وعروبتنا وانتماءاتنا الانسانية فنحن نؤمن بأن الوطن العربي جسد واحد يصلح الواحد من أقطاره بما يصلح به الجميع، وأوصيكم بالثبات على الحق والاستقامة على الطريق مهما تبدلت الأيام والأحوال... وصدق الله العظيم إذ قال: ولو أنهم استقاموا على الطريق لأسقيناهم ماء غدقاً... وصدق الرسول الكريم إذ قال: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك».
واعرب عن شكره لأهل قطر الذين وقفوا الى جانبه وشاركوه المسيرة على مدى 18عاما وهو امير للبلاد واكثر من عشرين عاما وليا للعهد.
وبعد الكلمة، استقبل الشيخ حمد والشيخ تميم في الديوان الأميري جموع المبايعين للأمير الجديد من الشيوخ والمواطنين وضباط القوات المسلحة والشرطة.
وعرض التلفزيون القطري لقطات للمهنئين الذين توافدوا على الديوان. وكان في طليعة المتوافدين الى الديوان الداعية الاسلامي المصري القطري البارز الشيخ يوسف القرضاوي الذي صافح مطولا الامير السابق والامير الجديد.
وعشية نقل السلطة، أصدر الشيخ حمد مرسوما مدد فترة مجلس الشورى.
والشيخ تميم ولد عام 1980 وهو الابن الرابع للشيخ حمد والثاني له من الشيخة موزة بنت ناصر المسند. وتم تعيينه وليا للعهد في الخامس من اغسطس 2003 بعد تخلي شقيقه الاكبر الشيخ جاسم عن المنصب وهو احد ابناء الشيخة موزة ايضا.
.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن برقية تهنئة بعث بها الملك عبدالله: «يسرنا بمناسبة تقلدكم مقاليد الحكم في دولة قطر الشقيقة أن نعبر لكم باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا عن خالص التهاني والتبريكات مقرونة بتمنياتنا أن يعينكم الله لتحقيق ما تتطلعون إليه من تقدم ورفعة لدولة وشعب قطر الشقيق».
وأضاف: «نحن على ثقة إن شاء الله بأنكم ستواصلون مسيرة والدكم سمو الأخ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجهوده في خدمة دولة قطر وشعبها الشقيق وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، سائلين الله العلي القدير أن يمدكم بعونه وتوفيقه لتحقيق ما يصبو إليه شعب قطر الشقيق من تقدم وازدهار»، متطلعين إلى «تعزيز علاقات الأخوة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين».
كما بعث ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ببرقية تهنئة للشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمناسبة توليه مقاليد الحكم في قطر.
وارسل رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية تهنئة إلى الشيخ تميم، أعرب فيها عن خالص تهانيه وتمنياته لأمير قطر بالتوفيق والنجاح في قيادة الشعب القطري لتحقيق مزيد مما يصبو إليه من تقدم ورقي وازدهار، مؤكدا «عمق العلاقات التي تربط بين البلدين والحرص على دعمها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين»..
وفي لندن، قال وزير الخارجية وليام هيغ في بيان ان «الفضل يعود للأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين بريطانيا وقطر على المستويين الرسمي والشعبي». واعرب عن شكر بلاده للشيخ حمد للصداقة والمساندة التي وفرتهما دولة قطر تحت قيادته لبريطانيا طوال فترة حكمه مشيرا الى ان علاقات البلدين أصبحت قوية بفضله. واعرب هيغ عن تطلع حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للعمل مع الحكومة القطرية تحت قيادة الامير الجديد من اجل مواصلة جهود تمتين العلاقات الثنائية وتعزيزها اكثر والواقع ان الامير الجديد تميم سيلعب دورا رياديا لاستكمال مسيرة البناء التي بدأها الامير السابق سمو الامير حمد ويسعى لدعم التضامن العربي والاسهام في ازالة الخلافات العربية نتمنى لسمو الامير تميم التوفيق لمواصلة مسيرة الخير والاصلاح لدولة قطر التي نرجولها مزيدا من التقدم والنجاح لخدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية