أخر الأخبار

فنجان قهوة

24-04-2019 12:45 PM
الشاهد -

دولة الرئيس مهما تنوعت في ارتشاف قهوتك لن تجد لها طعما مثل قهوة بداوتنا والفنجان الاردني الذي يفوح منه الهيل بنكهة ارضنا العزيزة المعطاه وعبق زيتونها وتينها وبلون سوسنتها الرقيقة العتيدة اشرف وامسك على الفنجان واطرب على صوت الربابة وهيم طربا على صوت توفيق النمري عمر العبداللات ومتعب والسلمان ودعك من ديمس روسس وخوليو ورتشل عند صباحك الفيروزي ولا تفوتك اهزوجة سميره (قهوتنا للاجواد عظهور الخيل).
دولة الرئيس وانت ترشف فنجانك والشهر الفضيل على الابواب قد لا تغيب عنك صور الشهر الفضيل في العقود الماضية كيف كنا وكيف امسينا الان فالناس كانوا يبتاعون بضاعتهم وموادهم الاستهلاكية بكل ثقة وامتنان (وطبشة فوق رجحة الميزان) لا غش ولا احتكار فالخضار كانت تعطينا طعمها الحقيقي دون محسنات او ملوثات واللحوم إن وجدت على سفرة الفقير كان الغني يشعر وكأنها في بطنه وعلى مائدته والتاجر المتكسب كان يقدم جاره على بيعه (حتى يستفتح) .
دولة الرئيس ما هي جهودكم وخطتكم بعد أن انقلب الحال في مراقبة الاسواق والاسعار التي بدأت شرارة اشتعالها في هذه الايام وكيف ستراقبون السلع الفاسدة ومنتهية الصلاحية حتى يشعر المواطن انه في امان.
دولة الرئيس اما وفي الرشفة الثانية من قهوتك انظر الى مكانة الاردن بين الدول في الحريات الصحفية وارقامها المخجلة (وانت ابو الحريات) عندما كنت تنادي بها قبل ان تغيرك السلطة وتبدلك المناصب فقلم الصحفي يقف عن كل مقطع والقلب منه مترددا يرتجف – هل يستمر أم يكف أو يقف – فما هي سمعتنا بين الدول ونحن في مؤخرتها بالديمقراطية والحريات ونحن نجوب في دائرة الدكتاتورية والملاحقة بين المحاكم وبطش المتنفذين وسطوتهم اليس هذا سلاحا بيدهم وتقوية الفاسدين.
ماذا كنت ستقول وانت تتجول بين الارقام ومراتب الحريات لو كنت خارج السلطة .
دولة الرئيس عندما ننتقد نحن الاردنيون سياسين او عامة التدخل الخارجي في بعض دول الاقليم فالواجب اولا ان تنظر الى ثوبنا المرقع قبل مراقبة ثياب الاخرين وان نوقف تدخل النقد الدولي في امورنا الصغيرة والكبيرة ووقف تدخل المنظمات الدولية في قراراتنا.
اما وفي رشفتكم التالية وما تبقى في فنجانكم نقف معكم حزينين على تفشي الاشاعة بين أوساطنا المجتمعية ومظاهرها حتى اصبحت تحتل مكانة موثوقة والاسباب كثيرة منها غياب الثقة بالحكومات وترهل الادارات والسكوت على الفاسدين وسير الاعمال المتردي في معظم المؤسسات العامة وسوء معاملة المواطن والفقر والجوع والعوز والتردي في تصريحات واقوال المسؤولين والوزراء ولتراجع في الاداء وتقاعس المسؤولين وتكبرهم على المواطن والتقلب بالقرارات وتراجع مصداقية الحكومات وصراعات المتحفزين في صالونات الساسة وكثرة التنظيرات ومن كل صوب وجانب فكل هذا وذاك سوف يزيد من حجم الشائعات حتى الطيبة منها.
فاشرب قهوتك دولة الرئيس دون ان تغص.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :