أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة فوز روحاني برئاسة الجمهورية الايرانية تثير...

فوز روحاني برئاسة الجمهورية الايرانية تثير اهتماما عربيا ودوليا كبيرا!

26-06-2013 03:00 PM
الشاهد -

هل يسهم في تخفيف العقوبات الاقتصادية عن بلاده ويبدأ مرحلة جديدة ؟

الشاهد – عبدالله محمد القاق

رحبت الاوساط العربية والدولية بفوز الشيخ حسن روحاني، في انتخابات رئاسة الجمهورية الإسلامية الاخيرة وخرجت جموع المتظاهرين في شوراع طهران يهتفون باسمه ويطالبون باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية واسعة .لقد كانوا يهتفون ايضا بأسماء الشباب الذين قتلوا منذ أربع سنوات، خاصة وأن الذكرى السنوية لبعض أولئك الشباب كانت في 14 يونيو. الأسماء الأكثر شهرة هي اسم الشابة ندى آغا سلطان والشاب سوهراب عربي، وكان الناس يهتفون: "أختي الشهيدة العزيزة ندى، لقد تم حساب اسمك الآن"
بالطبع فإن علينا ألا نقلل من مهارات روحاني الدبلوماسية والخبرة السياسية، باعتباره رئيس فريق المفاوضات النووية السابق، فإن روحاني معروف على الساحة الدولية بشكل جيد، واعتمادا على نهجه السابق ومناصبه التي تقلدها سابقا، تنظر إليه الدول الغربية ودول الجوار العربية بصورة أكثر إيجابية إلى الرئيس الجديد
والوافع ان روحاني يتحدث عن تحسين العلاقات مع السعودية ودول الجوار الأخرى. في إحدى مقابلاته التلفزيونية قبل الانتخابات حيث قال إنه قبل أن نحل مشاكل إيران مع المجتمع الدولي، علينا أولا أن نقيم علاقات جيدة مع جيراننا. والواضح أن المرشد الأعلى آية الله خامنئي، هو الذي يضع السياسة الخارجية لإيران، ولا يوجد حاليا أي خلاف ظاهر بينه وبين روحاني في هذا الإطار. من بين أهم القضايا في السياسة الخارجية هي القضية السورية وموقف إيران الرسمي منها، وكذلك الملف النووي الإيراني، الذي يجب إيجاد تسوية له حتى يمكن رفع العقوبات الدولية، وبالتالي تحسين الاقتصاد الإيراني وفتح المجتمع إلى حد مقبول.
اللافت أن النظام الإيراني لم يسمح بإقامة أي نوع من الكرنفالات لأي من المتنافسين أثناء الانتخابات خشية من استغلالها للقيام باحتجاجات ضد النظام. فالخبرة التي اكستبها النظام والشعب كانت كافية لإبقاء الجميع بعيدا عن المشاكل. الشرطة والميليشيات التابعة للنظام بقيت بعيدة ولم تتدخل في أي تجمع شعبي. كان ذلك بالتأكيد بتوجيهات مباشرة من المرشد الأعلى للثورة، الذي كان يريد من قوى الأمن أن تترصف بطريقة مختلفة عما قامت به منذ أربع سنوات. كما أن الناس أيضا لم يتعدوا حدودهم لأنهم يتذكرون جيدا كيف تمت مواجهتهم وقمعهم بعنف من أجل تفريقهم.
الشيء الثاني اللافت أنه حتى قبل يوم من الانتخابات، كان كثير من الإيرانيين لا يعرفون لمن سوف يعطون صوتهم. لكن في صباح الجمعة، لاحظ الإيرانيون أن عليهم أن يشاركوا بقوة في الانتخابات وإلا فإن الفائز سيكون إما قاليباف أو جليلي. هذا ما جعل حشودا كبيرة من الناس تقرر التصويت وتغير دفة الانتخابات من المحافظين إلى روحاني. انسحاب عارف ساعد روحاني كثيرا، وكذلك فإن تدخل الرئيس السابق محمد خاتمي، أقنع مزيدا من الناخبين التصويت لروحاني. لكن علينا أن نعرف أنه لو كان آية الله خامنئي، لم يكن فعليا يريد أي واحد من المرشحين الستة، بما في ذلك روحاني، أن يكون الرئيس القادم لإيران لكان بالتأكيد تدخل ومنع ترشيحه أساسا.
اللقاءات الاجتماعية في المناسبات السعيدة للتعبير عن الفرح في مثل هذه الحالات هي من صميم الثقافة الإيرانية. منذ أربع سنوات، بعد أن كان الناس متحمسين للمرشح مير حسين موسوي، وكانت هناك آمال كبيرة بفوزه، تحطمت هذه الأحلام وبدلا من الفرحة حصل الناس على قنابل الغاز المسيل للدموع بعد المشاكل التي أحاطت بالانتخابات وشككت بصحة النتائج. كان الناس يحتاجون إلى الإحساس بالسعادة على مستوى البلد، وأن ينسوا الماضي ويواجهوا المستقبل. فوز روحاني أعطاهم الفرصة ليقولوا كلمتهم ويعبروا عما بداخلهم. أعطاهم فرصة ليبكوا على أصدقائهم الذين ماتوا منذ أربع سنوات وتم دفنهم سرا بدون أية مراسم. كانوا بحاجة ليهتفوا بأسماء هؤلاء بصوت عال ليتخلصوا من العقدة والغصة التي التصقت بحناجر الكثيرين منذ أربع سنوات
خامنئي كان يعرف ما يريده الناس، ولذلك قرر أن يمد يده إلى الشعب ويتصالح معهم. طلب من الناس أن يصوتوا من أجل البلد حتى لو كانوا لا يؤيدون النظام. وحدث ذلك بالفعل. ما بقي الآن هو الأمل بأن يتمكن روحاني من تحسين وضعهم وحياتهم. لنرى إذا كان بإمكان خامنئي أن يعمل مع هذا الرئيس الجديد الاعتدال والتغيير في إيران ـ ماركوس جورج
وجه الناخبون الايرانيون الذين أرهقتهم سنوات العزلة الاقتصادية والقيود السياسية مطلبا صريحا بالتغيير يوم السبت الماضي عندما صوتوا بأغلبية ساحقة لصالح رجل دين معتدل في انتخابات الرئاسة.
وبعد انتظار طوال ليل الجمعة وأغلب ساعات السبت استقبل ملايين الايرانيين في الداخل والخارج فوز حسن روحاني بمزيج من الارتياح والفرح بانتهاء ثماني سنوات من حكم الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد.
وكان لفوز روحاني ــ وهو مفاوض نووي سابق ــ على منافسيه المحافظين الأشد ولاء للنظام الديني والزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي وقع المفاجأة بالنسبة لكثيرين بعد الانتخابات التي جرت يوم الجمعة.
وكانت المفاجأة الثانية أن أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ الانتخابات المثيرة للجدل التي تولى بعدها احمدي نجاد الرئاسة لفترة ثانية عام 2009 بدت حرة ونزيهة.
ويسهم فوز روحاني كما يقول المحلل السياسي ماركوس جورج نوعا ما في اصلاح شرعية الحكم في الجمهورية الاسلامية التي تضررت بشدة قبل أربع سنوات عندما أثار فوز أحمدي نجاد بفترة ثانية احتجاجات واسعة النطاق وربما يفسح مجالا أكبر في الساحة السياسية للاصلاحيين الذين تحملوا عبء الحملات الأمنية عقب الاضطرابات.
قال تريتا بارسي رئيس المجلس الوطني الايراني الأمريكي رغم استمرار المتشددين في السيطرة على قطاعات رئيسية من النظام السياسي الايراني أثبت الوسطيون والاصلاحيون أن بامكانهم حتى مع تضافر العوامل والظروف ضدهم أن يفوزوا بفضل التأييد الشعبي الذي يتمتعون به .
وبعد اعلان النتائج النهائية وانتهاء لحظات الانتظار العصيبة سعد الايرانيون بتمكنهم من توصيل رسالتهم لخامنئي الذي هيمن أنصاره على ساحة التنافس في انتخابات الرئاسة.
وجاءت تقارير من شوارع طهران عن أجواء احتفالية وحشود من أنصار روحاني يرتدون اللون البنفسجي رمز حملته الانتخابية ويتجمعون للاحتفال بفوزه. وهتف البعض أحمدي.. وداعا .
واصبح طول الانتظار مصدرا خصبا للفكاهة. وأشارت رسالة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي الى ما اشيع على نطاق واسع عن تزوير الانتخابات السابقة قائلة لا تتعجل.. فهذه المرة الأولى التي يحصون فيها أصواتا. لم يتصوروا انها تستغرق كل هذا الوقت .
وبعد الفوز يظهر التحدي الضخم المتمثل في تعافي ايران واصلاح الأضرار الناجمة عن افتقار الثقة بين طهران والغرب طيلة ثماني سنوات.
وتضررت ايران من عقوبات اقتصادية فرضتها عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها بسبب أنشطتها النووية ما أدى الى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة.
وتؤكد ايران انها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي لكنها ترفض تحجيم حقها في امتلاك الطاقة النووية.
وبمثل هذا التفويض القوي والرغبة الواضحة في مد يده سيكون هناك أمل حذر في أن يتمكن روحاني رجل الدين البالغ من العمر 64 عاما من احراز تقدم في المحادثات النووية. لكن مع استمرار الزعيم الأعلى في تحديد سياسات الدولة سيواجه روحاني قيودا على نطاق عمله.
ونقلت وكالة الطلبة الايرانية عن أحمد توكلي وهو عضو محافظ بالبرلمان الايراني قوله ان روحاني سيختار الكوادر الأساسية لوزارة الخارجية والمجلس الأعلى للأمن الوطني وهذا سيكون له أثر بالقطع. لكن التوجه العام يقرره الزعيم الأعلى… ومن الطبيعي أن يتعاون السيد روحاني معه .
وهناك تحد آخر يتمثل في قضية اثنين من الاصلاحيين موضوعين قيد الاقامة الجبرية منذ أكثر من عامين بسبب ما يوصف بدورهما النشط في الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات عام 2009.
وطيلة الحملة الانتخابية كان انصار روحاني يعيدون الى الأذهان ذكريات 2009 مرددين اسمي الزعيمين مير حسين موسوي ومهدي كروبي وكثفوا الدعوات لاطلاق سراحهما.
لكن ذلك يعني مواجهة عناصر قوية من المؤسسة المحافظة قد لا تكون مستعدة بعد للترحيب بمن تصفهم بالمحرضين.
وقال علي أنصاري الاستاذ بجامعة سان أندروس في اسكتلندا فوز روحاني الساحق لابد وأن يسفر عن شيء جوهري وليس مجرد شكلي وهذا يتطلب أن تعترف قلة قليلة بأن السنوات الثماني الماضية كانت بمثابة انحراف عن الدرب . وكان روحاني قد تعهد بأن يضع ميثاقا للحقوق المدنية وأن يطبقه وتحدث مدافعا عن حقوق المرأة والأقليات العرقية. وكان ينتقد بشدة أجواء التشديد الأمني قبيل الانتخابات وحظي بمساندة كبيرة من الليبراليين نتيجة لذلك
لكن بدا أن الناخين كانوا منشغلين بدرجة أكبر بالأوضاع الاقتصادية المتدهورة
فقد حصل روحاني ومنافسه الأقرب محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران المشهور بمهارته الادارية على أكثر من ثلثي أصوات الناخبين
حتى الكثير من المحافظين انتقدوا المواقف الايديولوجية الايرانية التي لم تحقق مصالح المواطنين
وأفاد مقال على موقع تابناك الاخباري الالكتروني المرتبط بمحسن رضائي وهو مرشح محافظ ورئيس سابق للحرس الثوري الايراني وجاء في المرتبة الرابعة في انتخابات الرئاسة هزيمة الأصوليين كانت ضرورية
وأضاف التيار الأصولي يجب أن يفهم أنه لا يمكن ان يكون المرء غير كفء ويتوقع أن تستمر جماهير الناس في تأييده . ورغم دعوات النشطاء المحافظين الواسعة للتجمع وراء مرشح واحد ظل ثلاثة من كبار مرشحيهم في ساحة المنافسة ما أدى الى تفريق الاصوات بينهم
وجاء سعيد جليلي المفاوض النووي الذي كان من المتوقع أن يكون في المقدمة في المرتبة الثالثة
وقالت فريدة فرحي من جامعة هاواي الايرانيون قلقون على مستقبلهم. احتمال فوز جليلي بالرئاسة وتشديد المناخ الأمني في الداخل ــ أعتقد ان الناس تصوروا انه سيقود الى وضع مواجهة داخل البلاد
وربما يتعين على الايرانيين الانتظار بصبر حتى يتحقق التغيير بسبب تعدد مستويات السلطة في هيكل الدولة والذي أضعف بالتدريج سلطة الرئيس على مدى العشرين عاما الماضية
وقال علي واعظ المحلل بمجموعة الأزمات الدولية فوز روحاني أعاد بالفعل الثقة الى النظام الانتخابي الايراني الذي وصم بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009
ومن البدهي القول أن ايران تحكمها مؤسسات معقدة ومراكز سلطة متنافسة تحبذ دوما الاستمرار على حالها وليس التغيير الجذري في المستقبل القريب





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :