أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ل- الشاهد- : عجز...

نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ل- الشاهد- : عجز الموازنة الفلسطينية اربع مليارات دولار

19-06-2013 02:21 PM
الشاهد -

حكومة »حمدالله« تواجه تحديات سياسية واقتصادية وهجمة استيطانية شرسة

الشاهد – عبدالله القاق

تواجه الحكومة الفلسطينية الجديدة تحديات سياسية واقتصادية واسعة في مختلف المجالات خاصة استمرار الضائقة الاقتصادية على الشعب الفلسطيني من اسرائيل عبر حصارها الجائر وما تواجهة من عجز كبير يصل كما قال الدكتور محمد مصطفى نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الى اكثر من اربعة مليارات دولار . فالحكومة الجديدة تواجه استيطانا شرسا من اسرائيل حيث سيتم بناء اكثر من الف وحدة سكنية واستمرار تهويد المدينة المقدسة ومواصلة الاعتقالات وتسهم في الاعتداءات على الشعب الفسطيني وتحاول اقامة مستوطنة في سلوان وغير ذلك من الاعمال وتؤكد ان لا شريك فلسطينيا بالمباحثات والمفاوضات التي يقودها الرئيس الفلسطينيي وبالرغم من انه لم يمض على تعيين الدكتور رامي الحمدالله رئيسا جديدا للحكومة الفلسطينيةالا بضعة ايام حتى بدا بعض السياسيين تُسمع في الضفة الغربية وفي قطاع غزة واسرائيل شائعات مفادها بانه احتمال الا يبقى في منصبه مدة طويلة، ففي اسرائيل في الأساس لم يعرفوا الحمدالله بانه (معتدل وبراغماتي) بعد ان نجح كثيرا في الجامعة، ويرى المراقبون ان وراء ستار التعيين بصمة إصبع وزير الخارجية الامريكي جون كيري بعد ان اعلن فياض انه سيغادر، يقول فلسطيني رفيع المستوى لصحيفة (يديعوت احرونوت)، حاول كيري ان يقنعه بالاستمرار لكنه كلما ضغط اصبح رفض فياض أشد. واستمر كيري يضغط عليه للبقاء في منصبه الى ان يتم اعلان تجديد التفاوض مع اسرائيل على الأقل، لكن فياض أصر على حزم متاعه: فليس سرا ان علاقاته ب »ابو مازن« وصلت ال طريق مسدود وان الشارع الفلسطيني هدد بأن يثور على خطته الاقتصادية، ولا سيما رفع الاسعار والضرائب.
وأصر المجتمع الاوروبي والدول المانحة ايضا على (البروفيسور) الحمد الله كما يدعونه في الضفة.. وحينما عُين هذا الاسبوع كان كيري اول من بارك تعيينه. وستواجهه تحديات كثيرة هي ايضا لحظات فرص مهمة’، قال وزير الخارجية الامريكي، ‘أنا آمل تعاونا واسعا معه للوصول الى سلام في الشرق الاوسط’.
والواقع انه لم تتحمس جهات ما في الضفة للمباركة الامريكية. ويقول فلسطيني رفيع المستوى: ‘لست على يقين من ان مباركة معلنة من سياسي من الولايات المتحدة ستساعد الحمدالله في خطواته الاولى. يجب ان نتذكر ان فياض مع كل استقامته وقدراته وتواضعه، وضعت عليه في الشارع الفلسطيني علامة العزيز على البيت الابيض، ولم يسهم ذلك في الحقيقة في زيادة شعبيته. وصعب عليهم في الشارع الفلسطيني ان يقبلوا رئيس وزراء يرد على المكالمات الهاتفية بنفسه، ويسافر الى اللقاءات في سيارات أجرة ويعلن محاربة الفساد ـ ويرفع في الوقت نفسه سعر الوقود والضرائب.. اما رجل الاعمال بشار المصري صاحب مشروع المدينة الفلسطينية روابي، فانه يقول عن الدكتور الحمد الله بانه متواضع وجيد من لقاءاته الثابتة في مجلس ادارة جامعة النجاح في نابلس. عمل الحمد الله 15سنة رئيسا للجامعة وجعلها قصة نجاح، فهي اليوم أكبر حرم جامعي في الضفة مع 20 ألف طالب جامعة، ومساحة واسعة ومعدات حديثة وهيئة تدريس من 400 محاضر. وقد نجح الحمد الله مع انجازات المؤسسة المختصة في ان يعيد الهدوء الى الحرم الجامعي الذي كان يختبئ فيه في العقد الماضي ستة من مطلوبي حماس، وتطوعت طالبات درسن فيه بتنفيذ عمليات انتحارية على أهداف اسرائيلية.
يضيف المصري في حديثه للصحفيين العرب والاجانب ‘لا تستهينوا بالحمد الله’، ، ‘هو في الحقيقة هادئ ومهذب ودمث الاخلاق لكنه انسان يعرف ان يبت بالامور. وهو لن يدع الوزراء والموظفين يبلبلون ذهنه بلقاءات طويلة، وأنا اعلم من معرفتي الطويلة له انه دقيق، فهو دائما يأتي مستعدا للقاءات ويعرف مسبقا ما الذي يريد احرازه بالضبط’..
كان العنوان الذي ادلى به الى وسائل الاعلام في صباح يوم الاثنين في اليوم التالي من اختياره، قصيرا وموجزا، ‘سأعمل على انشاء مؤسسات الدولة الفلسطينية التي ستكون عاصمتها القدس الشرقية’، ردد ما توقعوا منه ان يقوله، ‘لكنني لم آت لأهدم ما بني في السنوات الاخيرة’ تابع قائلا وأسبغ الكرامة على سلفه فياض الذي خلف له ميراثا معقدا، فقد بنى من جهة مؤسسات الدولة الفلسطينية وأعد بنية تحتية اقتصادية؛ ومن جهة ثانية وبسبب الجمود السياسي والعسر المالي في المناطق زاد الدين على مؤسسات السلطة الى اكثر من 4 مليارات دولار، هذا ولم نتحدث بعد عن تعليق رواتب آلاف العمال.
والواضح انه وبعد تعيين الحمد الله سيواجه قضية هامة :وهي كيف يروج لارتفاع اسعار الاغذية قبيل شهر رمضان الذي تنقض فيه جموع الناس على حوانيت الطعام، ‘اذا ارتفعت الاسعار جدا’، يحذر مؤنس برهوم وهو صاحب حانوت طعام في رام الله، ‘فان الجموع ستغرق الشوارع بتظاهرات غاضبة. وقد قال الحمد الله من قبل انه ليست عنده صيغ عجيبة’. لكن عنده مواهب في جمع الاموال. ففي سنوات ولايته لرئاسة الجامعة الـ15 نجح في جمع تبرعات بلغت 300 مليون دولار. وأكثر المتبرعين فلسطينيون نجحوا في خارج البلاد وتطوعوا بتحويل ‘رسوم ضمير’ تعويضا عن رفضهم العودة للسكن في المناطق أو للاستثمار في مشروعات في الضفة. ‘ليست عندنا مناجم وليس عندنا نفط، ويصعب علينا ان نصدر بسبب قيود الاحتلال’، بين الحمد الله في رحلات جمع الاموال ‘ان ثروتنا الوحيدة تتجلى بعقول شبابنا وقدراتهم وارادتهم الدراسة والتقدم ويجب علينا ان نساعدهم’. ان خريج جامعة النجاح الأشهر هو الدكتور صائب عريقات الذي يجلس منذ عشرين سنة الى طاولة التفاوض مع افرقاء اسرائيليين.
قال احد كبار المسؤولين في الجامعة هذا الاسبوع، ان الحمد الله أنفق من جيبه الخاص على دراسة عدد من طلاب الجامعة لعائلات معوزة في الضفة، للقب الاول. ‘وحينما كان يأتي اليه عامل نظافة من الجامعة ويقول ان راتبه القليل وهو 150 دولارا تنتهي في الاسبوع الاول من الشهر ولا يجد طعاما يأتي به الى البيت كان الحمد الله يدخل يده في جيبه ويفتح محفظته ويدس في يده رزمة اوراق نقدية. وكان يقول للعامل: ‘خذ ولا تُعد أبدا’. لقد وُلد الحمدالله قبل 55 سنة لعائلة حسنة الحال من قرية عنبتا في محافظة طولكرم. وكان أبوه نائب رئيس البلدية، وكان عمه عضوا في مجلس النواب الاردني. وبدأ دراسته الاكاديمية في قسم الأدب الانكليزي وعلم اللغة في جامعة في عمان واستمر لنيل شهادة الدكتوراه في لندن، وتقدم بعد ذلك في وظائف ادارية في قسم الآداب في جامعة النجاح. ‘لم يُهبط بمظلة الى مكتب رئيس الجامعة’، يقول رجل الاعمال منيب المصري، ‘بل تسلق بين الاقسام المختلفة الى ان حصل على منصب نائب الرئيس، وفي 1998 دخل مكتب الرئيس.. قبل سبع سنوات ولدت مرح الابنة الرابعة التي اعتاد ان يأتي بها احيانا كثيرة الى مكتبه في الحرم الجامعي.
وبين قائلا: ‘انها تمنحني قوة’. ومنذ وقعت الكارثة اصبح يقوم بزيارات تعزية كثيرة في أنحاء الضفة بصورة ورعة. ‘وفي كل مرة تحدث فيها حالة وفاة’، يقول اقرباؤه، ‘يعرفون في عائلة اصحاب الحداد ان ‘البروفيسور’ سيحضر للتعزية’. وقبيل الانتقال الى مكتب رئيس الوزراء، منحه منيب المصري اللقب الملزم وهو ‘الضمير’. ‘منحته هذا الاسم لانه يهتم حقا بأبناء الشعب الفلسطيني’، يبين المصري. ‘ويعلمون في اسرائيل ايضا ان الحمد الله انسان معتدل جاء ليعمل وليقوم بالامور الصحيحة. وعنده الى ذلك ايضا وجه انساني لمن يعرف أبناء شعبه جيدا. وهو لا يتكبر ولا يتنكر ويعرف ما يحتاج اليه الناس وما الذي يريد ان يحرزه من اجلهم’.
وقد عبرت قيادة حماس في غزة عن عدم رضاها وهذه فقط بداية التعبيرات عن الغضب لتعيينه. ومن المهم ان نذكر ان له منفذ هرب لانه يستطيع اذا ضاق ذرعا ان يتمسك بكتاب تعيينه رئيسا لحكومة انتقالية وان يستقيل بعد ثلاثة اشهر’.
وقال امتحدث باسم حماس فوزي برهوم بأن التعيين ‘غير قانوني وغير شرعي’. وكان التوقع هناك ان ينتخب رئيس وزراء من القطاع يكون علامة على رغبة في التصالح بين حماس وفتح، ‘لكن في اللحظة التي عين فيها شخص من الضفة لا من غزة’، بين احد مساعدي رئيس الوزراء الجديد المرشحين، ‘ادركوا في حماس انه لا توجد نية حقيقية للمصالحة، وانه ليس (لأبو مازن) خطط لانشاء حكومة وحدة وطنية’.
في مقابلة صحافية قصيرة مع وسائل الاعلام الفلسطينية أشار الحمد الله اشارة خفية الى انه سيبقى في المنصب الى ان تنشأ حكومة فتح ـ حماس فقط. ‘صدر عن فياض ايضا هذا الكلام المردد لكنه بقي في منصبه ست سنوات’، يُذكر الزنانيري. ‘كل شيء مؤقت يصبح عندنا دائما بسبب الظروف. فأبو مازن هو الرئيس ‘الى الانتخابات’، ولانه لا توجد انتخابات رئاسية بقي في منصبه منذ اكثر من ثماني سنوات’.
يعتقد المحامي جلعاد شار الذي فاوض فلسطينيين في فترة حكومة باراك وهو يرأس اليوم حركة ‘مستقبل ازرق ابيض’، التي تعمل في حل على اساس دولتين للشعبين، ان الحمد الله يستطيع ان يصب مضمونا مهما في منصبه الجديد، رغم القيود. ‘لما كانت صلاحياته ومهماته تنحصر في موضوعات اقتصادية فانه يستطيع ان يؤدي دورا مهما في انشاء البنية التحتية الاقتصادية في الضفة’ في الواقع ن حكومة الحمدالله تواجه مازقا سياسيا واقتصاديا بسبب التحديات الاسرائيلية التي تواجهها بالمرحلة المقبلة وهو شح الاموال والتي جففت دول عربية مساعداته وتوجهت بها الى سورية في المرحلة الراهنة . ويتساءل المراقبون هل تسهم حكومة الحمدالله في تسريع الوحدة ولمصالحة الفلسطينية هذا ما يأمله الفلسطينيون في قادم الايام.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :