أخر الأخبار

"هالبلد حتظل واقفة "

21-03-2019 10:25 AM

ربى العطار

يعاني المجتمع الأردني من ضغوطات كبيرة نتيجة الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي أسهمت في سهولة انقياده للتأثر بالشائعات والدعايات التي من شأنها إحباط المعنويات العامة.
أما سياسيا فتغيير التحالفات بين بعض دول الجوار والصراع بين الدول الكبرى والدول القوية في الاقليم على النفوذ انعكس سلبيا على المستوى المحلي وخلق حالة من الارتباك بسبب انقسام الأراء في التأييد والمساندة والدعم، مع حديث يومي ومستمر عن صفقة القرن التي إلى الآن هي مجرد تصريحات غير رسمية ولكنها تحمل رائحة الواقع.
أما اقتصاديا فلا يخفى بأن الوضع المعيشي صعب وقاسي على الأسرة الأردنية، مع ارتفاع في حجم البطالة وغياب إحصائيات خط الفقر التي لن تكون إيجابية في حال الإعلان عنها، بالإضافة إلى العجز المتكرر في الموازنة وارتفاع الدين العام محليا وخارجيا.
بالنسبة للوضع الاجتماعي فهو انعكاس لمرآة الاقتصاد والسياسة وفي ظل الوضع القائم فنحن نرى أشكال الجريمة تعددت وأخذت بعدا جديدا يتم فيه التخطيط للجريمة على غرار أفلام الأكشن، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير الإشاعات وانتشارها والذي يساهم في زعزعة القيم المجتمعية وأفضى للتشكيك في رموز الدولة وسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية.
تلك التراكمات واكبها جيل جديد مصدره في بناء فكره وتربيته نابع من اعتماده على مواقع التواصل الاجتماعي وما تحمله من أخبار وأحداث وأفكار صعب التحكم في فلترتها وتقييمها بسبب الزخم والتسارع الكبير في الانتشار، مع قصور حكومي واضح في مواجهة هذا التيار الكبير الذي ترتفع شدته باستمرار، ومن أشكال القصور الحكومي بعض التصريحات التي ترد على لسان وزراء ومسؤولين يدرك معها القاصي والداني حجم الفجوة بين المسؤول والشعب حتى لو لم تكن تلك التصريحات مقصودة فهي تساهم في رسم صورة ذهنية يتم تداولها ونشرها بسرعة النار في الهشيم.
نحن بحاجة إلى وقفة حازمة لندرك حجم الخطر الذي يترصدنا ويتفنن أعداء الداخل والخارج لوضعنا في دائرته للرضوخ والاستسلام، وأن نتعاون نحن كأفراد في هذا المجتمع وخلال هذه الفترة الحساسة ونترك مناكفتنا السياسية جانبا لحماية هذا الوطن ليبقى عزيزا كما هو على الدوام بقيادته وشعبه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :