أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة بوتين سيزور الدول الخليجية الصيف المقبل وتحرك...

بوتين سيزور الدول الخليجية الصيف المقبل وتحرك روسيا لحل الخلافات بين دول الخليج

13-03-2019 10:30 AM
عبدالله محمد القاق
لافروف بحث مع قادةالخليج الازمة السورية والعمل على اعادة النازحين السوريين الى بلادهم
روسيا تسعى الى حشد تأييد اقليمي لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري ودفع مسار اعمار سوريا

المحادثات التي احراها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف مع قادة الدول الخليجية ، الجولة بدأها من الدوحة ، الاثنين قبل الماضي ومن ثم توجه إلى الرياض والكويت، وصولا إلى أبو ظبي، تناولت الشأن السوري، والتوصل الى حل لهذه الأزمة وعودة النازحين السوريين في كل من الاردن وتركيا ولبنان الى بلدهم بعد استقرار الوضع هناك .
وتطرق لافروف خلال مؤتمراته الصحفية من العواصم الخليجية، إلى أزمة الخليج التي اندلعت في حزيران/ يونيو 2017، مجددا دعم بلاده لجهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة، مؤكدا في الوقت ذاته أن "روسيا ليس لديها أي مبادرات لحل هذه الأزمة، ولكنها تدعم وساطة الكويت وترحب بالجهود الأخرى التي تسعى لإعادة الوحدة لمجلس التعاون الخليجي".
وأمام الأجندة المعلنة لجولة لافروف الخليجية، والتي أكد مراقبون لـ" الشاهد "، أنها تأتي بشكل أساسي لأجل التمهيد والتهيئة للزيارة المقررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمنطقة خلال العام الجاري، إلا أنهم أشاروا إلى مباحثات إضافية غير معلنة بين روسيا والدول الخليجية التي زارها لافروف.
والواقع ان "روسيا تريد أن تذهب إلى حشد تأييد إقليمي لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد"، الامر الذي كان لافتا خلال لقاءات لافروف التي ركز فيها على ضرورة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، إلى جانب ضرورة دفع مسار إعادة إعمار سوريا وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين".
"وهذه دعوة روسية للدول الخليجية التي لها إمكانيات مادية جيدة، وقد تساهم كدول مانحة في برامج إعادة الإعمار بسوريا"، ويتضح من هذه المحادثات أن "هناك ردود فعل متباينة داخل المنطقة وفي العواصم التي زارها لافروف حول هذا الموضوع".
ويرى مراقبون ان"هناك رأيا موحد ا بالرغم من الخلافات الداخلية أن الظروف لم تنضج بعد لعودة سوريا، وأنه لا بد أن تسير التسوية السياسية بخطوات إلى الأمام بسوريا، حتى يتم البت فيما بعد بمسألة عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية".
والواقع أن "جولة لافروف ركزت بشكل أساسي على التحضير لزيارة بوتين المتوقعة للمنطقة في بداية الصيف المقبل"، خاصة وأن "بوتين يريد توقيع عقودا مهمة لزيادة التبادل التجاري مع الدول الخليجية، إضافة إلى الوصول لنتائج لها أهمية خاصة".
واستبعد ت الاوساط السياسية أن تكون روسيا تهدف للتدخل بشكل جدي لحل الأزمة الخليجية، مشير الى أن موسكو استفادت من هذه الأزمة، لأنها عملت على تشجيع الأطراف العربية المتخاصمة على تعزيز علاقاتها مع الروس، من خلال توسيع البلدان الخليجية لاستثماراتها في روسيا.
وفي اعتقادي أن "النقطة الثانية من زيارة لافروف هدفت لاستقراء مواقف دول الخليج، لأنها تلعب دورا أساسيا في صنع القرار العربي عموما، وتحديدا في موضوع إعادة دمشق لجامعة الدول العربية وكذلك إعادة الإعمار بسوريا".وأنه "لا يمكن حل القضايا الخلافية بشكل سريع، وما يحدث هو محاولة روسية لمناقشة مفتوحة مع كل الأطراف، ولا يعني ذلك أن هناك تقاربا في وجهات النظر في جميع الملفات، ولا يمكننا الجزم أنه تم تجاوز الخلافات الأساسية في الموضوع السوري، والمتعلقة بشكل أساسي بمصير بشار الأسد، وكذلك الدور الإيراني ونفوذ طهران بالمنطقة"، وفق رأيه.
واعتبر المراقبون أن عدم التطرق للموضوع الإيراني في التصريحات التي خرجت خلال جولة لافروف للدول الخليجية، تؤشر على أنها نقطة خلافية لا تزال قائمة.
من جهته، أفاد المحلل السياسي الروسي فيتشسلاف ماتوزوف بأن المباحثات غير المعلنة شملت العلاقات بين السعودية وإيران، "لأن موسكو تدعو دائما دول الخليج للاجتماع في مؤتمر الأمن والاستقرار بالمنطقة، ومناقشة التناقضات ومعالجتها ضمن الحوار"، على حد قوله. "، أن تتدخل موسكو بشكل مباشر في الوساطة بين قطر والسعودية، مشيرا إلى أنها "منذ البداية قالت إن هذا أمر داخلي ودعمت جهود دول المنطقة وتحديدا الكويت في هذا الصدد".
وتوقع ماتوزوف استمرار الخلافات بين الموقف الروسي ودول الخليج بشأن الملف السوري، رغم التصريحات الإيجابية في هذا الإطار، مشددا في الوقت ذاته على أن "زيارة لافروف واضحة، وتطلب من الدول العربية موقفا أكبر لحل القضايا الملحة".
زيارة بوتين
: وراى المراقبون ان "موسكو ترى أن دول الخليج يجب أن تساهم بشكل أكبر لحل مشاكل المنطقة، وعلى هذا الأساس جاءت لقاءات لافروف مع قادة الخليج، إلى جانب تحضيره لزيارة بوتين المقررة خلال العام الجاري لمنطقة الشرق الأوسط".وحول مدى نجاح لافروف في تحقيق أهداف جولته، قال المحلل الروسي إنه "لم يكن يحمل أهدافا محددة، وإنما طرح المشاكل والقضايا وناقشها في ظل التقارب في بعض وجهات النظر والتباعد في الأخرى".
الأسد في طهران لافروف في الخليج
هذا وما زالت سياسة موسكو حيال منطقة الشرق الأوسط تجريبية فيها كثير من الاستعراض، قليل مما يمكن أن يعتبر تفوقا عما تملكه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المنطقة من نفوذ.
قد تحشر التحليلات جولة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الخليجية داخل زاوية المسألة السورية. لا يمكن إغفال الأمر كإحدى أهم أولويات موسكو في الشرق الأوسط، لكن النظرة الاستراتيجية الروسية تذهب إلى أبعد من ذلك داخل ورشة دؤوبة لقضم المساحات التي تتراجع عنها الولايات المتحدة داخل المنطقة.
تعرف موسكو ما تملكه واشنطن من علاقات تاريخية عريقة مع كامل دول مجلس التعاون الخليجي. لكن روسيا تدرك أيضا أن المزاج الأميركي حيال المنطقة والذي كان مستفزّا للخليجيين في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ولا يمكن اعتباره مطمئنا في عهد سلفه دونالد ترامب، أتاح لكافة بلدان النادي الخليجي تنشيط البديل الروسي في استراتيجيات الأمن والسياسة والاقتصاد.
ولئن يبقى البديل احتمالا فيما العلاقة مع الولايات المتحدة أصل لا استغناء عنه، استطاعت موسكو، مع ذلك، تحقيق اختراقات، يمكن اعتبارها تاريخية داخل هذه المنطقة مقارنة بالبرودة والجفاف اللذين طبعا علاقة المنطقة بموسكو السوفياتية قبل عقود.
لروسيا محاولات مشجعة في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة. طورت موسكو علاقاتها مع القاهرة وبغداد والخرطوم. وبدت البوابة الروسية القريبة بالنسبة للأردن ملاذا أكثر ثباتا ونجاعة من تلك الأميركية البعيدة. فيما بدا أن بيروت باتت تعتبر روسيا رقما صعبا في المنطقة، بحيث يلوذ رئيس الحكومة، سعد الحريري، بالخطة الروسية لإعادة اللاجئين دون غيرها، وتفتح موسكو أبوابها هذه الأيام لرئيس الجمهورية ميشال عون.
تعرف روسيا، جيدا، حساسية ملفات المغرب العربي، وتتحرك في مقاربة بلدانها آخذة بعين الاعتبار أهمية ملفات النزاع، سواء تلك المرتبطة بالمتاهة الليبية أو تلك المتعلقة بمسألة الصحراء التي تعطّل سبل الوّد بين المغرب والجزائر.
ومع ذلك ما زالت سياسة موسكو حيال منطقة الشرق الأوسط تجريبية فيها كثير من الاستعراض، قليل مما يمكن أن يعتبر تفوقا عما تملكه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المنطقة من نفوذ.
وعلى هذا فإن المغامرات الروسية البعيدة تبقى رمزية قابلة للتطور من ضمن الشراكة مع الغرب، فيما تبقى الورقة السورية هي أولوية الأولويات وهي الأقوى، ليس فقط في قيادة المآلات التي ستنتهي إليها الحرب السورية، بل بصفتها مناسبة لتعزيز الدور الروسي في الشرق الأوسط، كما تعزيز الدور الروسي في العالم أجمع. رئيس تحرير




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :