سببها مشاجرات النواب المتزايدة والمدفوعة من جهات غير معلومة

الشاهد-عبد الله العظم

برغم ما فيه من خبرات الا ان مجلس النواب ما زال عاجزا عن ضبط نفسه او ضبط بعض من اعضائه الذين يتعمدون احداث الشغب والمشاجرات او الملاسنات المصحوبة بالشتائم وهي حالة غير مبررة بالمطلق، كما ولم يفلح اي من المراقبين لأداء النواب للوصول في وقوفهم على تلك الحالات لأسباب مقنعة، او الوصول الى الدوافع الحقيقية التي تقف خلف ذلك الشغب وخلف تلك الممارسات النواب نفسهم في هذه الاثناء يطالبون رئاسة مجلسهم باستعجال اصدار مدونة السلوك لشعورهم وتذمرهم من الممارسة التي اساءت لهم امام الرأي العام الاردني كما ان النواب انفسهم لا يرون اي مبرر مشروع وراء تلك المشاجرات، فمنهم من يرى ان جهات غامضة تدفع بآلياتها داخل المجلس للإسراع بحله او للمساس بهيبته وفهم من يقف حائرا وملوحا للنواب للسكوت على الحالات المتكررة من زملائهم بين الحين والآخر وتسلسلا في ممارسات عدم ضبط النفس والممارسات المتعمدة او المدفوعة من الغير والغير مبرأة على الاطلاق وهنا لا نشير الى الحكومة كأداة من هذه الادوات لانه وفي كل حالة رصدت خلال المشاجرات السابقة ناجمة عن خلافات نيابية ومواقف واحتقانات بين الجسم النيابي نفسه وفي المشاجرة الاخيرة التي دارت ما بين النائب يحيى السعود وزميله معتز ابو رمان لا يخلو الامر من تلك الدوافع او المسببات وعلى وجه الخصوص ما قاله السعود لزملائه الذين فشلوا باقناعه بمغادرة القاعة عقب المشاجرة الاخيرة في انه سيبقى على هذا النهج من المشاجرات حتى لو ادى ذلك لحل المجلس. وفي استذكارنا لهذا المشهد المكرر من المشاجرات فليس هناك اشخاص محددين ممن تسببوا او شاركوا فيها ولم تعد المسألة مربوطة فقط بعضو واحد او اثنين فالاعضاء المتشاجرون او المشاغبون على وجه التحديد بتزايد وهذا احرج رئيس مجلس النواب سعد السرور بصورة واضحة من خلال ما عبر عنه سابقا بحرقة والم وكان السرور اول ما وجه اعتذارا للشعب الاردني وللإعلاميين قبل ان يوجه اي اعتذار لاحق له لزملاءه النواب ويعتبر هذا الموقف من رئيس المجلس الاول من نوعه بتاريخ المجالس النيابية ويبدو ان السرور لم يخنه الموقف والمواقف ذات الصبغة المؤلمة لهيبة النواب ولهيبة المجلس ولم توقفه الجهات التي تقف وراءها او دوافعها وهو ما دفع به نحو ذلك الاعتذار وهو ليس جزءا في تلك المشاجرات وليس سببا فيها لكن شعوره بالذي يحدث بين تارة واخرى ولديه ادب المسؤولية وبذات الوقت هو شعور النواب الاخرين المراقبين للمشهد الذي قال فيه السرور وهو على منصة الرئاسة "المشهد اكبر وأشمل من اي تعبير"، وفي محاولات سابقة وعندما كان السرور يلحظ اي تحرك تحت القبة من زميله النائب يحيى كان يبادر ممازحا له في قوله على مسمع الجميع تحت القبة "تعال عندي هون يا يحيى" وكان السعود يلاطفه ويمازحه بذات الطريقة ومسألة تحويل القبة الى حلبة مصارعة في الشهر الماضي تحديدا لا نراها مربوطة بذات السعود او اندفاعه حيث بدر اكثر من اتهام بأن هناك نوايا مبرمجين مع جهات حكومية وآخرين ممن يثيرون ويصطنعون المشاكل والمشاورات عبر الوعود من داخل الجسم النيابي، ولعل هذا ما دفع بالسرور لوصفه لذلك بأنه لا ينم عن العمل النيابي او عن نهج ديمقراطي ولكن يبقى السؤال انه وفي حال ان خلص المجلس من صياغة مدونة السلوك النيابية هل سيؤدي ذلك واقعيا الى خلق حالة من الانضباط تحت القبة او خارجها، ام ان المناكفات وحالات الاحتقان المسيطرة على نفسية النواب ستبقى المهيمن على سلوكيات النواب وتبقى القبة حلبة مصارعة الى ما لا نهاية.