أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة قرارات ترامب قي شأن نقل السفارة الاميركية الى...

قرارات ترامب قي شأن نقل السفارة الاميركية الى القدس ووقف المساعدات للاونروا ونقض الاتفاقات التجارية يشكل تخبطا لا مثيل له للسياسة الاميركية

16-01-2019 11:16 AM

بدء بوادر خلافات بين الرئيس ترامب والكونغرس على خلفية بناء جدار المكسيك
دبلوماسيون ل" الشاهد ":

الشاهد : عبدالله محمد القاق
قرارات ترامب الواقع ان قرارات الرئيس الاميركي تتسم بالتخبط والارتباك في جميع القضايا الدولية والعربية ومنها الا نسحاب الاميركي من سورية الذي خلق الكثير من الاشكالات العربية والدولية وقرارات الاتقا قات التجارة الدولية التي وافق على اعادتهامع الصين وكندا وقراره الخطير بنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس وهو الذي رفضته كل الدول المحبة للسلام والهادف الى تصفية القضية الفلسطيني خاصة بوقف المساعدات التي تقدم لمؤسسة الاونروا لدعم اللاجئين الفلسطينيين الذين شردتهم اسرائيل منذ عام 1948وغيرهم .فضلا عن قراره الاخير والذي رفضه الديمقراطيون بانشاء الجدارالعازل مع المكسيك بحجة من التهريب واستقبال اللاجئين غيرالشرعيين الى الولايات المتحدة الاميركية وهو الامر الذي استاط الرئيس الاميركي غضبا وووعد باقامته بحجة ان الابقاءعلى هذا الحال يشكل خطرأ على امن الولايات الكتحدة الاميركية
فقرار الانسحاب الأمريكي من سوريا ولَّد ردود فعل كثيرة منتشرة في دول الجوار الإقليمي وزاد من قلق الرموز الإيرانية فجاءت التصريحات المتلاطمة الدالة على شعور بالقلق والخوف من تداعيات هذه الحركة المفاجئة لتجميع القوات الأمريكية في منطقة واحدة في شمال العراق وزادتها جدية في أهدافها المستقبلية الزيارة اللغز للرئيس الأمريكي لقاعدة الأسد في منطقة الأنبار غرب بغداد. وظهر المؤشر الأول لتداعيات انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وما جاء في كلمة ترامب حين هنأ الجنود في القاعدة بقوله: ليس لدي أي خطط للانسحاب من العراق. وأضاف قائلاً: في الواقع بإمكاننا استخدام العراق كقاعدة إذا رغبنا في القيام بأي عمل في المنطقة. هذا التصريح الذي يحمل في طياته خطر التحرك الأمريكي شرقًا نحو إيران

إن تداعيات الانسحاب الأمريكي البطيء من سوريا على طريقة الخطوة والنصف كما يقول الدكتور عبد الاله السعدون في تحليله في صحيفة اخبارالخليج البحرينية أصبحت تكتيكا عسكريا مدروسا ومتفقا بشأنه من كل اللاعبين الأساسيين وخاصة بين روسيا وتركيا بالتفاهم المشترك على ضمان حياة القوات الكردية شرق الفرات بعد تخلي الغطاء الأمريكي الحامي بوجوده العسكري لقوات الحزب الكردي الديمقراطي والذي تبددت كل أحلامه بتكون الحكم الذاتي في شمال شرق سوريا حتى القامشلي ولكن الإصرار التركي على إبعاد خطر الانفصال الكردي في الخط الحدودي من شمال العراق حتى الشمال الشرقي لسوريا ودفع قواتهم نحو الداخل السوري بأكثر من خمسين كيلو مع تعهدهم المباشر لروسيا بعدم إبادة القوات الكردية داخل سوريا. ويتزايد قلق الإدارة التركية على حدودها مع شمال العراق بعد تنامي سيطرة حزب العمال الكردستاني الانفصالي الإرهابي على منطقة سنجار وإعلانها إدارة محلية كردية تابعة لها. وطرد السلطة العراقية منها، ما دعا الحكومة العراقية إلى أن تعرض تعاونها مع القوات التركية لتخليص هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة للأمن القومي لكلا البلدين الجارين وقد عرض الرئيس العراقي برهم صالح تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي المشترك بين العراق وتركيا خلال زيارته الأولى لأنقرة الأسبوع الماضي وركّز في مطالبته على تأمين توفير الماء الكافي لدجلة والفرات من منبعهما بتركيا وتوصلا لحلول لهذه المعضلة المهمة لحياة العراقيين وتطوير زراعتهم التي هددها الجفاف نحو التصحر.
الأحداث المتغيرة داخل العملية السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وسيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب وانتخاب نانسي بيلوسي الديمقراطية المعروفة بمعارضتها لسياسة الرئيس ترامب في نظام الهجرة والسياسة الخارجية وعدم موافقة الكونجرس الأمريكي على صرف مليارات الدولارات على الجدار الفاصل بين أمريكا والمكسيك كل هذا دعا ترامب إلى التهديد بإعلان حالة الطوارئ وتمويل الجدار بأمر الرئيس من دون الرجوع للكونجرس.
كل هذه المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية ستنعكس على الأوضاع داخل سوريا والعراق، ما سيحقق أوضاعًا سياسية واقتصادية مختلفة وجديدة في المشهد السياسي في كلتا الدولتين العربيتين وبانت بوادر الخسران الإيراني وإجباره على ترك الساحة العربية بانسحاب قوات حزب الله من سوريا ومعه عديد من المليشيات التابعة لملالي إيران عن الوطن العربي السوري نتيجة التفاهم التركي الروسي مقرونة باصطفاف النظام السوري مع هذا التوجه في السياسة الجديدة لمستقبل الشعب العربي السوري.

إن الجغرافيا المشتركة بين العراق وسوريا وتركيا ستشهد الكثير من التغيرات الجيوسياسية نتيجة الانسحاب المتدرج الأمريكي من شرق الفرات وإعادة انتشاره في المنطقة الغربية من العراق، ما سيؤدي إلى إعادة تصحيح المشهد السياسي في العراق وسوريا بعيدًا عن سيطرة النفوذ الإيراني في مراكز القرار السياسي.
وقد آن الأوان أن تتم مراجعة الاستراتيجية العربية في علاقاتها الإقليمية والدولية بالسعي الجاد والصادق نحو تصفير الخلافات وتثبيت أسس التعاون الجديد والتي تجنب المنطقة العربية محرقة مطبخ الصراعات الإقليمية والدولية بعد علو نارها في شمال سوريا والعراق ولنسعى جاهدين لتجنب المحاور المتصارعة على مصالحة على حساب ثرواتنا وترابنا الوطني ونتجه نحو التنمية والاستثمار الحقيقي في اقتصاداتنا العربية والتي احترقت طوال عقود مضت نتيجة النزاعات المسلحة، آن للشعب العربي أن يتطلع إلى الغد بأمل السلام والتعاون وعودة الأخوة العربية التي هاجرت من منطقتنا بسبب الأطماع والتدخل والتحريض الإقليمي والدولي
رئيس تحرير جريدة سلوان الاخباارية .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :