دولة الرئيس اسعد الله أوقاتكم صبحا ومساء راجين أن تلقى زاويتنا هذه صدرا واسعا من دولتكم للأخذ ما يمكن من وقتكم للاطلاع على مضامينها وذلك من منطلق الاخذ بالعبر ولتصويب الاختلالات والاخطاء في بعض الاجراءات والمستجدات الاخيرة التي شهدتها ساحتنا الداخلية .
فيا دولة الرئيس ان ما نجده منكم هو فقط الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي كمرجعية رئيسة تبنون عليها قراراتكم وكأن تلك المواقع التي احتلت مساحة واسعة من وقتكم أمست مركزا لادارة الازمات في حين انها لا تمثل الا الجزء اليسير من المجتمع الاردني كما وانها خليط من الافكار المتضاربة التي تعكس لكم صورا مختلفة جدا عن الواقع الاردني ولا يعبر عن فكر بالمستوى الذي تدار على نحوه الدولة في ظل غياب ادارة حقيقية لعمل حكومتكم (فالاردن ليس فيس بوك) وما هي افكاركم في اطلاق منصات الكترونية بهذا الاتجاه الا تشجيعا للفوضى عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
اذ نرى عجبا من قراراتكم في اصدار قانون يقيد تلك الصفحات فيما يسمى بقانون الجرائم الالكترونية نظرا لانتشار الاشاعة والمساس بالوحدة الوطنية والحاق الاذى بالاخرين فان اهتمامكم المتضارب سوف يشجع من التعاطي بين المدونين والتفاعل مع اصحاب الصفحات السوداء كما ونجد هذا الاهتمام الزائد عن حده يعني للاخرين بان الفيس بوك اصبح في مكان المواقع الاخبارية وأن كل الاردنيين صحفيين واوصى للجميع انها صفحات اعلامية تتعاطى معها الحكومة بعيدا عن الخبر والموضوعية .
دولة الرئيس اما وعن الحراك والاعتصامات التي لا يعرف لها رأس من ذيل فقد جاءت بخليط من الشعارات والهتافات ومنها لا يعبر عن وجع المواطن وهمه وذهبت بعيدا عن الاولويات التي تتطلبها المرحلة تحت عناوين الاصلاح السياسي والذي لا نشك انه من الضروريات للانتقال الى مرحلة جديدة ولكن وأنتم اكثر معرفة بأن ذلك يحتاج لوقت وسنوات ولهذا فانه من الواجب في هذه الاثناء الاخذ فورا بالمطالب القريبة والتي ينادي بها راي الاغلبية في اصلاح ملموس للوضع المالي والاقتصادي ووقف الاجراءات في مواد قانون ضريبة الدخل التي احدثت خللا في حركة الاسهم والرجوع عنها بحسب تقديرات كبار الاقتصاد كما وأن هناك من يدعي قولا بأن حكومتكم تدار من جهات غير مرغوبة فيها في المجتمع الاردني والذي كان جزءا من دوافع الحراك ولم نجد منكم نفيا او موقفا ازاء هذه الادعاءات وان البعض ممن كانوا يتوافدون الخميس الماضي على الرابع فقد كانت ثورتهم عليكم بسبب لقائكم مع حراكين واغفال اخرين وسوف يكون لهذا تداعيات لا يحمد عقباها فانظر بعين العقل لها ولا تنظر لمن يوصي لك بمقترحات تقود المركبة نحو الهاوية والمجهول.