المليك تواصل مع الاجهزة الامنية والعسكرية للتوجيه والاطمئنان عن صحة المواطنين 

المطلوب تقييد الرحلات المدرسية بموافقات ادارات الدفاع المدني والارصاد الجوية وعدم السماح بهابموسم الخريف

الشاهد : عبدالله محمد القاق
الحادث المؤسف الذ ي تعرض له الاردن والذي نجم عنه وفاة حوالي ثمانية عشر طالب من مدرسة خاصة في عمان بالاضافة الى مواطنين كانوا يستجمون على شواطئء البحر سبب هلعا و الاما كبيرة وحزنا عميقا للاسرة الاردنية بهذا المصاب الاكبر والجلل في حادثة غير مسيوقة لمدرسة اردنية ارادت ان يستمتع الابناء الطلبة بمناظر الاردن الخلابة على اخفض بقعة على وجه الارض ,وقد ادى هذا الحادث الكارثي الذي اعتصرت القلوب نتيجة حدوثه ان هب الاردن يدا واحدة في مشاركة ذوي المفقودين احزانهم وجلسوا متسمرين خلف اجهزة التلفزيون لمتابعة الاخبار الكارثية التي حلت بالاردن . وقد اتخذت الاجهزة المدنية والعسكرية والامنية بناء على توجيهات جلالة الملك حفظه الله كل الاجراءات الاحترازية من احل انتشال هولاء المتوفين والجرحى من البحر الميت بالا ضافة الى ان جلالته الذي كان دائم التواصل مع رئيس الوزراء والقيادات الامنية والعسكرية والصحية للتوجيه والاطمئنان غلى صحة المواطنين الغى المشاركة في مؤتمر دولي كان من المقرر عقده في البحرين يوم الجمعة الماضي والقاء كلمة الاردن الرئيسة بسبب هذا الحادث الكبير, كما تلقى جلالته اتصالات وبرقيات تعزية من زعماء العالم للتعزية واملواساة بهذا المصاب الكبير الذي لم تشهد المملكة مثله من قبل .
والواقع ان الاجهزة الحكوميةبرئاسة الدكتور عمر الرزاز رئيس الوزراء والوزراء المعنين ومن بينهم وزراء الداخلية والتربية والتعليم والصحة وقائد الجيش اللواء محمود فريحات ومدير الامن العام ومدير الدفاع المدني وغيرهم من كبار المسؤولين قد هبوا بمشاركةالاجهزة الامنية والعسكرية والطائرت والقوارب بالاضافةالى الغطاسين للتفتيش عن ضحاياهذه السيول لانقاذهم .
واذا كانت الظروف الجوية قد تعرضت العقبةوغيرها لحوادث خلال الأيام الماضيةو لموجات متفاوتة من السيول فى بعض محافظات المملكة أدت إلى حدوث انهيارات وتصدعات بالطرق وإعاقة حركة المرور فى شوارع المدن والقرى المتضررة منها، حيث تسببت تلك الكارثة فى البحر الميت الى وفاة أكثر من 18 مواطناً وإصابة العشرات، وبما يمكن تصنيفها ضمن الكوارث نتيجة حدوثها فى أكثر من محافظة وارتفاع حجم الخسائر البشرية والمادية بها، وقد سارعت مؤسسات الدولة المعنية على مختلف مستويات إدارة الكارثة (الاستراتيجية والقومية والمحلية) للحد من أخطار تلك الكارثة والمساعدة فى احتواء آثارها من خلال جهود التعامل معها ومحاولة التخفيف عن المواطنين المتضررين منها، وتقديم أوجه الرعايةالصحية اللازمة لهم.
والواقع ومع شكرنا الكبير للاجهزة الامنية والعسكريةالنشامى والجهد الذي بذله المختصون في مختلف الوزارات والدوائر ومن بينهم كوادر وزارة الصحةفان الكوارث الطبيعية لا يمكن لأي دولة أن تمنع حدوثها، ولكن النجاح يحسب على أساس مدى القدرة على احتواء خسائرها والحد من مخاطرها على المجتمع، لا سيما أن التغيرات المناخية تسببت فى حدوث متغيرات فى الطقس والبيئة بصورة غير مسبوقة..
ومن البديهي القول ان إجراءات مواجهة وإدارة الأزمات والكوارث يحتاج لتضافر الجهود والإمكانيات بين وزارات الدولة والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى، ارتباطاً بدورها التطوعى فى خدمة المجتمع وغيرها من منظمات المجتمع المدنى الوطنية التى تعمل فى مواجهة الأزمات والكوارث،كما حصل فيي الاردن حيث تعتمد على النشاط الأهلى الذى يوازى ويكمل النشاط الحكومى وذلك عن طريق الجهود التطوعية للأعضاء والمتطوعين، حيث تظهر أنشطة ومهام تلك المؤسسات فى تقديم الخدمات للمجتمع (الإنسانية - الطبية - الاجتماعية) وإعداد برامج توعية وتدريب فى مجال إدارة الأزمات والكوارث إيماناً منها بأن التدريب يقلل من الآثار السلبية الناتجة عنها، سواء فى مرحلة ما قبل الكارثة بإعداد الدراسات المتعلقة بالكوارث التى حدثت فى الاردن .
لقد امتد تأثير تكنولوجيا المعلومات ليشمل كافة جوانب التخطيط الاستراتيجى للدولة، ومن ثم تبرز أهمية الاستفادة منها فى معالجة الكوارث الطبيعية، ويمكن لوسائل الإعلام غير التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعى (فيس بوك - تويتر - يوتيوب) أن تلعب دوراً مهماً فى إعادة تشكيل كيفية الاستجابة للكوارث الطبيعية ومواجهة الأزمات، خاصة مع تزايد استخدامها عبر الهواتف المحمولة، الأمر الذى جعل الهواتف المحمولة أداة حاسمة أثناء إدارة الأزمات والكوارث، حيث نجد أن أكثر من نصف مستخدمى تلك المنصات الاجتماعية يعتبرونها المصدر الرئيسى فى الحصول على الأخبار، خاصة مع قيام مراسلى الصحف والقنوات الفضائية بالبث المباشر من مواقع الحدث في البحر الميت ، كذلك يستخدم المسئولون تلك الوسائل كجزء من أدواتهم المعلوماتية، ومن أشهر الكوارث التى تم الاستعانة فيها بوسائل الإعلام الاجتماعى، «إعصار إيرين» و«إعصار ساندى» و«إعصار بوفا» من خلال استخدام موقع تويتر فى تنسيق الملاجئ والأغذية وغيرها من جهود الإغاثة للمتضررين.
وتفرض التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية التي تواجه الدول المتضررة من الاعاصير أن تصبح منظومة إدارة الأزمات والكوارث فى البلدان التي اجتاحتها من أهم أولويات العمل الوطنى، مع اتباع أسلوب متطور وجاد لدرء ومعالجة الأزمات والحد من مخاطر الكوارث، والتخطيط لمواجهتها والعمل على تقليل الخسائر الناتجة عنها والحماية من المخاطر المتوقعة بعد معرفة الإمكانيات والقدرات المتاحة والمستهدفة من أجل الإحاطة بالواقع ومعطياته كمنهج أساسى، فإدارة الأزمات ليست غاية فى حد ذاتها، وإنما هى هدف مستمر لتحقيق الأمن القومى للدولة وتحقيق الأمن والأمان وصولاً إلى الرفاهية للشعب.
وهنا تبرز أهمية بناء منظومة قومية لإدارة الأزمات والكوارث والإجراءات اللازمة للتصدى لها واحتوائها على المستويين الرسمى والشعبى، باعتبارها أساساً قوياً للانطلاق لتطوير منظومة إدارة الأزمات والكوارث لاستكمال آليات ومستويات وأساليب التنسيق التى تتيح تفعيل المنظومة وزيادة فاعليتها لتحقيق أهدافها، مع أهمية الاستفادة من التجارب الدولية، حيث اهتمت أغلب الدول المتقدمة بوجود منظومات لإدارة الأزمات ومجابهة الكوارث على المستوى القومى وتحت قيادة أعلى المستويات السياسية والتنفيذية مع الاعتماد على التخطيط الاستراتيجى والتنسيق الفعال بين المؤسسات المعنية داخل هذه المنظومات، بالإضافة إلى التدريب والبحث والتطوير والاستفادة من التطور الكبير فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنسيق مع المنظمات الدولية لدعم جهود الإغاثة مع الحرص على بناء قدرات العاملين فى وسائل الإعلام ورفع الوعى لدى المواطنين فى حالات الأزمات والكوارث انه مصاب جلل حدث في الاردن وفاجعة كبيرة حلت بالاسرة الارنية الواحدةفالمطلوب الغاء الرحلات المدرسية في فصل الخريف وتعاون المدارس الخاصة وغيرها مع وزارة التربية والتعليم في منح الاذونات للرحلات الخاصةوان ترتب هذه الجولات والتنقلات بمدى تطبيق التحذيرات الجوية الصادرة من ادارة الارصاد الجوية والدفاع المدني حتى لا تقع الحوادث مثل الحودث المؤسفة لا سمح الله في الاردن.
رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية .