أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك من يرحم كهولة هذا المواطن .. !

من يرحم كهولة هذا المواطن .. !

18-09-2018 07:58 PM
الشاهد -

-
أسامة بليبلة

عرف عن الجاهلية انها كانت تقدر الكبار في السن، ولا يسمح للأطفال بالاقتراب منهم الا بكل ادب وكياسة، وانتقلت هذه الحالة الى الإسلام، فقدرهم الرسول الكريم في حياته فقد كان انسانا رحيما يوقر الكبير ويعطف على الصغير، وقيل عنه أنه أرحم الناس بالضعفاء فقد اهتم بكبار السن نظرا لكونهم، صورة واضحة من صور الضعف، وبعد ان انتقل الى الرفيق الأعلى جاء عمر بن الخطاب، الذي له قصة التي لا يزال التاريخ يكتبها بأحرف من ذهب، عندما شاهد أحد الكبار في السن يعمل، فقال له: لماذا تعمل فكان جواب المسن حتى ادفع الجزية لأمير المؤمنين.

فكان الرد، ويحا لعمر اخذناها منكم شبابا وسنعطيكم إياها كبارا، وامر بكل الشيوخ عطية وراتب من بيت مال المسلمين، هذا هو الحال في التعامل مع الكبار، لكن في العصر الحديث وعصر المال وعصر الفساد، تغير كل شيء فأصبح كبار السن يقفون في اخر الصف ويقفون في الحافلات، ونادرا ما تجد من يحترمهم ويقدرهم، هؤلاء كبار السن، هم من بنوا هذا المجتمع على اكتافهم وأوصلونا الى هذه المرحلة، فلا يجوز ان نأخذهم لحما ونرميهم عظما فهم الأساس في البنيان.

في هذه الصورة يظهر ما يوضح حجم المأساة الكبيرة التي يعيشها بعض كبار السن، فهم بحاجة الى المال من اجل لقمة العيش، ومن اجل تعليم أبنائهم، ومن اجل العلاج ودفع أجور المنازل، هذه الطلبات كان على الدولة ان تتولاها بدلا من الانفاق على بناء الشوارع والانفاق والجسور وبدلا من الانفاق على مركبات المسؤولين الفاخرة والفخمة، فكان عليها ان تهتم بالإنسان فهو الوطن، فاذا بنينا الانسان بنينا الوطن، وإذا اهتممنا بالكبار فهي إشارة الى الشباب وحتى الأطفال، ان مستقبلكم مضمون في هذه الدولة.

ترى من الذي سمح بهدر كرامة هذا 'الختيار' الطاعن في السن، ومن سمح له ان يعمل ويهان في عمله تحت اشعة الشمس الحارقة والشتاء البارد، لماذا لا نجد التكافل والتكامل الاجتماعي يعود من جديد لهذا المجتمع.

ان حكوماتنا المتتالية لا هم لها الا جمع الضرائب، وكنا نتمنى ان يصل ولو جزء يسير الى هذه الفئة من الناس، ان صورة هذا المسكين البائس الكهل الطاعن في السن ما هي الا دليل قاطع على ان الضريبة تذهب الى غير مستحقيها، فهل يوجد في الوطن من يستحق المال أكثر من هذا الطاعن في السن، عذرا اننا نسير في الطريق الخاطئ، عذرا اننا لا نبني مستقبل امة، بل اننا نهدم تاريخ امة.

الا يحق لهذا المسن ان يحصل على حياة كريمة بعد هذا العمر، وان يكون له عناية خاصة من قبل الحكومة التي لا تزال تستنزف قواه الى هذا اليوم، حيث ان متداولي الصورة أكدوا من خلال تعليقاتهم ان هذا المسن يتبع لبلدية منطقة الفحيص في العاصمة عمان، فاين امانة عمان وأين وزارة البلديات وأين وزارة التنمية الاجتماعية وأين وأين وأين أصحاب الضمائر الحية لمساعدته.

وبعد هذه الصورة القاسية الا ينبغي ان يكون هناك توضيحا رسميا من قبل الجهات المعنية؟، وان يتم التوضيح متى سيحصل هذا المسن على الراحة والحياة الكريمة؟، وأين المسؤولين عن اخلاق نبينا الكريم.

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :