أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اجتماعي عائلات تتضور جوعا في اربد

عائلات تتضور جوعا في اربد

02-03-2013 04:31 PM
الشاهد -

احمد الهنداوي .. مريض بسرطان الغدد اللمفاوية والعظم .. ويطلب منزلا صحيا من وزارة التنمية الاجتماعية

معاذ الكردي .. ارتطم رأسه ارضا وفقد بصره .. وبحاجة لراتب من صندوق المعونة

الارملة عائشة حامل في الشهر الخامس واطفالها ما زالوا صغارا

من ضمن الحالات الانسانية التي تتابعها صحيفة الشاهد اسبوعيا تجوب المحافظات والقرى لتطرق ابواب العائلات المستورة التي تعيش حياة قاسية من مرض وفقر وجوع والم نفسي عندما ترى اطفالها محرومين من ابسط انواع الحياة الكريمة في هذه الدنيا. هذا الاسبوع انطلقت صحيفة الشاهد لتطرق ابواب العائلات المستورة في محافظة اربد واستمعت لمعاناتهم وشكواهم واستنجادهم من سوء العيش الذي يعيشونه وافراد عائلاتهم.

الحالة الاولى

حياة قاسية ومؤلمة يعيشها احمد يوسف عيسى الهنداوي وعائلته عندما يجد نفسه لا يستطيع اعالة اسرته المكونة من تسعة افراد واكبر ابنائه يبلغ 15 عاما وهم جميعهم على مقاعد الدراسة. فريق الشاهد طرق باب الهنداوي واستمع لمعاناته والحياة المرضية التي يعيشها وابنائه الذين يعانون الحرمان من ابسط امورهم. وتجولت عين الكاميرا بالمنزل الذي يعيش فيه الهنداوي وكان عبارة عن غرفة صغيرة للضيوف وغرفة لنوم العائلة، وكان هذا المنزل معتما لا تدخله الشمس ولا الهواء النقي وتفوح من المنزل روائح العفونة فالمنزل غير صحي ويجلب الامراض الصدرية والروماتزم. المنرل رطبا باردا ودون تدفئة والابناء يرتجفون بردا ولباسهم بسيط لا يقي شر البرد وكانت وجوههم شاحبة صفرا وتساءلنا هل شحوب وجوههم كان ناتجا عن البرد ام سوء التغذية. وتحدث احمد يوسف الهنداوي وقال ابلغ من العمر 43 عاما وانا والد لسبعة ابناء منهم من هم على مقاعد الدراسة ومنهم ما زالوا اطفالا بحاجة الى رعاية وعناية صحية وكنت والدا صالحا ورب اسرة يعتمد عليه وكنت اعمل ليلا نهارا من اجل اعالة اسرتي لتوفير الراحة لهم، لكن مرضي جعل مني رجلا عاجزا لا يد له ولا حيلة بعد ان اصبت بمرض السرطان في الغدد اللمفاوية والعظم وتسبب مرضي بعدم استطاعتي العمل واصبحت عاجزا لا استطيع توفير ابسط الامور المعيشية لابنائي فابنائي صغار ومتطلبون جدا فهم بحاجة الى الغذاء الصحي واللباس الجيد والمتطلبات الدراسية من كتب ولباس. وبكى الهنداوي على حاله مع ابنائه وقال انني اعيش في منزل غير صحي وايجاره 90 دينارا عدا الماء والكهرباء واتقاضى من صندوق المعونة الوطنية راتبا شهريا قيمته 180 دينارا ولا يتبقى من هذا الراتب سوى 60 دينارا شهريا وهل هذا يكفي لاعالة اسرة مكونة من تسعة افراد. وناشد الهنداوي المسؤولين والمعنيين بتوفير منزل صحي تدخله الشمس والهواء من اجل اطفاله الذي يخاف عليهم من المرض. ونحن بدورنا نقول للجهات المعنية لقد دخلت منزل الهنداوي وهو غير صحي وابناؤه لا زالوا صغارا ووجوههم شاحبة وكأنهم يعانون المرض ويجب توفير السكن الصحي والمناسب لهذه الاسرة

.

الحالة الثانية

حياة قاسية ومؤلمة يعيشها الشاب معاذ الذي تألمت على حالته وما وصل اليه من حال. لقد انفطر قلبي الما وحزنا على ما وصل اليه هذا الشاب المقهور والذي يشعر بالضعف والعجز بعد ان اصيب بفقدان البصر. طرقت الشاهد باب الغرفة لا بل المغارة المظلمة التي يعيش بها الشاب واستمعنا لمعاناته المحزنة والمفجعة عندما روى لنا معاناته والمه الذي يضيق الصدر عند سماع ما حدث له. وعند تجوال عين الشاهد في الغرفة التي يعيش بها معاذ وجدنا ما لا نستطيع تحمله فقد كانت الغرفة مليئة بالزجاج المكسور وعقب السجائر والنفايات المرماة على الارض والفراش الرث الذي ينام عليه هذا الشاب المريض وكان لباسه رثا غير نظيف والغرفة معتمة لا يوجد بها تهوية ولم تدخلها الشمس ولا الهواء النقي وتفوح من هذا المنزل الروائح الكريهة العفنة. هذا هو المنظر العام للمكان الذي يعيش فيه هذا الشاب الضعيف الذي ليس له يد ولا حيلة ولا يستطيع اعالة نفسه لانه كفيف. وتحدث معاذ محمد خيرو الكردي 33 عاما وهو زوج ووالد لطفلتين عن المأساة التي دمرت حياته وقلبت اموره المعيشية للأسوأ. وقد بدا عليه الالم والحزن عندما بدأ يسرد الحادثة التي دمرته وجعلته يعيش هذه الحياة. قال انني كنت شابا عاديا منطلقا مرحا وزوجا ووالدا محبا لاسرته اقوم على توفير سبل الحياة المعيشية الكريمة لهم وكانت لي احلامي التي احببت ان اعيش من اجل تحقيقها لكن القدر اسرع بتحطيمي للابد ورغرغت عينا معاذ بالدمع وهو يتحدث ويفتح قلبه للشاهد. وقال معاذ انني موظف في شركة لتركيب الستالايت وقبل خمسة شهور وقعت من اعلى سطح المنزل اثناء تركيبي للستالايت وارتطمت ارضا وفقدت الوعي لساعات طويلة وقد تم اسعافي لاحد المستشفيات وعندما استيقظت من الغيبوبة فقدت بصري نهائيا وبعد اجراء الفحوصات الطبية لي تبين انني اصبحت كفيفا لا ارى في عيوني ومن ذلك الوقت انقلب حالي وساءت احوالي واصبحت عاجزا تماما على اعالة نفسي وانهار بيتي واصبحت بلا عائلة عندما قامت زوجتي بالذهاب مع طفلتي لمنزل والدها، وحجتها انني اصبحت رجلا عاجزا كفيفا لا استطيع اعالة اسرتي، واشقائي احضروني لهذا البيت بيت العائلة وطلبوا من زوجتي ان تأتي وتعيش معي لكنها رفضت تماما. والان اعيش على هذا النحو شخصا لا استطيع الحراك من فراشه بسبب خوفي من ارتطامي ووقعوي ارضا فانا لا اعرف الطريق ووالدتي امرأة عجوز تجاوز عمرها 80 عاما وهي مريضة وتعاني من مرض السرطان وبحاجة لمن يعيلها. وقال معاذ انه لا يأخذ من اية جهة ولا من صندوق المعونة الوطنية. وناشد المسؤولين بتوفير علاج له ليستطيع اعالة اسرته والرجوع اليها وقال ارجوكم اريد ان ارى بناتي ولا استطيع ان اموت وانا على قيد الحياة ونحن بدورنا نقول ان معاذ شاب فاقد للبصر عاجز تماما ويجب على صندوق المعونة توفير راتب شهري له ونتمنى من الجهات المسؤولة توفير فرصة علاج له.

الحالة الثالثة

من ضمن مسلسل الحالات الانسانية التي تحرق الفؤاد انطلقت الشاهد الى منطقة قرية جحفية وهي احدى قرى محافظة اربد بعد تلقيها هاتفا من اهل الخير يفيدون بوجود عائلة مستورة وهي امرأة حامل في الشهر الخامس ولديها طفلان توفي عنها زوجها قبل اسابيع قليل اثر حادث وتركها في هذه الدنيا لوحدها دون معيل ودون راتب يعيلها ويبعد عنها شبح العوز والفقر الشاهد قامت بزيارة هذه المرأة وكان لنا هذا التقرير لنضعه على طاولة المسؤولين والمعنيين ليقوموا على وجه السرعة بالاتصال بالمرأة التي لا تجد ما يعيلها واسرتها. وطرقنا باب منزل صغير في قرية جحفية وفتح لنا والدها الحاج محمد طلافحة واخبرنا ان ابنته »بالعدة« وهي لا تقابل احدا وحالتها النفسية والصحية سيئة بسبب وفاة زوجها والذي ما زال شابا وهو في عمر 33 عاما اثر حادث اليم، وتركها حاملا في الشهر الخامس وام لطفلين اكبرهما يبلغ من العمر 4 سنوات. وقال الحاج والد الارملة عائشة عقلة الطلافحة اطفالها الصغار وهم ما زالوا بحاجة الى رعاية والدهم وهي تقف عاجزة مقيدة لا تعلم ماذا تفعل لهم فابنتي ربة بيت ولا يوجد معها شهادة تعمل بها وابناؤها ما زالوا اطفالا وهي ايضا حامل لا تستطيع عمل شيء تجاه ما يحدث وحدث معها، فالحياة قاسية جدا ولا تستطيع ابنتي تنشئة اطفالها بدون مساندة احد، وزوجها كان يعمل جاهدا من اجل توفير حياة كريمة لعائلته. وقال الحاج ابنتي كانت في غاية السعادة مع زوجها الذي احبها وابنائها فهي لم تدرك يوما بان زوجها وسياج بيتها ووالد اطفالها سيفارقها بهذه السرعة وهو في هذا العمر وسيترك اطفالها صغارا دون ان يترك لهم دخلا يعيلهم ويجنبهم العوز والسؤال. وقال ان المرحوم زوج ابنتي كان يحلم كيف سينشيء ويربي اطفاله وماذا سيدرسهم ليكونوا له سندا في هذه الدنيا. لقد رحل دون ان يودعهم وهذا ما حرق قلوبنا فاطفال ابنتي يسألون عن ووالدهم اين ذهب ولمن تركهم ومتى سيعود لهم. وناشد الحاج صندوق المعونة الوطنية ان يصرفوا لابنته الارملة راتبا شهريا يقيها العجز والعوز واطفالها وكذلك معونة عاجلة بعد وفاة زوجها لانه لم يترك لها شيئا بعد رحيله

.








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :