أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الأجندات الشائكة .. !

الأجندات الشائكة .. !

14-02-2013 11:10 AM

أ. د. فيصل الرفوع
شارك الأردن في مؤتمر القمة الإسلامي العادي الثاني عشر الذي عقد في القاهرة، الخميس 7/ 2/ 2013، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات وممثلي 56 عضواً في منظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية. وهنا لا بد من التذكير بأن الاردن من الدول المؤسسة لمجلس التعاون الاسلامي الذي كان أطلق عليه بداية تأسيسة ب « المؤتمر الاسلامي « سنة 1969 رداً على إحراق الصهاينة للمسجد الأقصى المبارك.
وقد جاء هذا المؤتمر في حالة استثنائية تمر بها الأمة العربية والعالم الإسلامي، خاصة ما يتعلق بتداعيات الربيع العربي ، والثورات التحررية التي تنتقل من مشرق الأمة إلى مغربها، مروراً بالدماء العربية التي تسيل هدرا في هذه البقعة أو تلك من بقاع الأمة، وحالات القتل الجماعي في كثير من أوطاننا العربية والإسلامية، إبتداءً من «مينامار» مرورأ بالشهباء وإنتهاءً بالفلوجة ودرابين بغداد وأزقتها. بالإضافة إلى أجندات الثورة المضادة للربيع العربي وحق الإنسان العربي في الوحدة والتحرر و الإنعتاق، هذه الأجندات التي تلتقي مع أهداف « مخلفات» المستعمر وعملائهم المتواجدين بين ظهرانينا.
في رحاب هذه الإرهاصات غير السارة التي يعيشها الإنسان العربي، إلتأم قادة الأمة لتدارس الظروف الإستثنائية بتحدياتها « الشريرة» التي تخيم بظلالها على خارطة العالم العربي والإسلامي، عسى ولعل أن يجدوا الحل من أجل وضع حد لتهاوي أركان الأمة أمام مخططات الأعداء، سواء كانوا أعداء الداخل المرتبطين بإجندات الغرب الإستعماري، ام أعداء الخارج من صفويين وصهاينة وفرنجة.
وبما أن الله في عليائه « لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فإن المطلوب من الأمة، قادةً وشعوباً، الإبتعاد عن البكاء على الأطلال، ووضع حد لحكاية جعل المستعمر شماعة لكل إخفاقاتنا، سواء الوطنية أم القومية أم الإسلامية، والتعامل مع الواقع، بديمقراطية الإسلام الحقيقية، وليس ضمن سياسات الإقصاء والإستحواذ والتخوين والتهميش.
إن إجتثاث أسباب تراجعنا وتخلفنا، يبدأ بتشخيص الحاله المرضية التي عاشتها الأمة قبل ربيعها، وما زالت بقايا « فيروساتها» تهيمن على جيناتنا اليعربية، تمهيداً لعلاقة بينية ايجابية بين أبناء الامة الاسلامية، وخاصة ما يتعلق بما طرحه الأردن والسعودية ومصر، حول توحيد المذاهب الاسلامية والخروج بصفة توافقية، لا تمس ثوابت العقيدة او جوهر الشرع، والتأسيس لعلاقات عقيدية- إستراتيجية بين المسلمين بتعدد مذاهبهم وأمصارهم .
بالإضافة إلى إخراج فكرة السعودية لحيز الوجود والمتعلقة بتأسيس مركز الدراسات الاسلامية، لرصد وتحليل السياسات الخارجية والداخلية التي تؤثر على العالم الاسلامي ، وتحديد والاخطار المحدقة بالامة الاسلامية، الأمر الذي يمثل توجهاً جديدا للتعامل مع الواقع كما هو و إستباق الاحداث من أجل مواجهتها بالحلول اللازمة.
كما أن مناقشة المؤتمر للملف السوري الدامي، وتأكيد المؤتمرين على مفهوم الحل السلمي، لما يضمن خير الشعب السوري الاصيل، ووحدة سوريا، والإعتراف بدورها التاريخي في النهوض بالامة والمساهمة في حماية امنها القومي، يمثل إنجازاً إيجابياً لهذا المؤتمر. وبالرغم من أن هذا المؤتمر لم يحاك في توصياته طموحات الإنسان العربي والمسلم فيما يتعلق بالملفات، السوري والفلسطيني والعراقي، إلا أنني أعتقد بأنه نجح بتواضع لأكثر من سبب وعلى رأسها تشخيصه لما يصيب هذه الامة ووضعه خارطة طريق من أجل بناء الثقة بين أبناء الامة ودرء العدوان عن أراضيها .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :