أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات لماذا اذعنت اسرائيل لمواقف الاردن العادلة !؟

لماذا اذعنت اسرائيل لمواقف الاردن العادلة !؟

01-02-2018 02:13 PM

بقلم عبدالله محمد القاق

.. و اخيرا اذعنت اسرائيل لمطالب الاردن العادلة بالاعتذار والاسف الشديدين لمقتل القاضي الشهيد رائد زعيتر من جهة والدكتور بشار الحمارنة ومحمد الجواودة في حادث السفارة الاسرائيلية من جهة اخرى؛ وقد كان واضحا للموقف الاردني الصامد بضرورة اعتذار اسرائيل ومحاكمة القتلة الذين نفذوا الجريمة ضد المواطنين الاردنيين؛ ما اضطر الحكومة الى اغلاق السفارة الاسرائيلية في عمان وعدم عودة السفيرة الاسرائيلية السابقة الى ممارسة عملها في الاردن. هذا الموقف الاردني الحازم كان موضع تقدير كبير من ذوي الشهداء، حيث رفعوا اسمى ايات الشكر والتقدير لجلالة الملك عبدالله الثاني لجهوده الكبيرة في تبني هذه القضية دفاعا عن ابنائنا وقضايانا العادلة.
ولعل هذا الموقف الاردني الذي حدث في الأول من أمس يستحق التقدير في اطار الرفض الاردني لمواصلة اسرائيل استباحتها بشكل فاضح للمقدسات الاسلامية خاصة المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة الشريفة، فضلا عن مواصلتها اعتقال الابرياء من الشعب الفلسطيني والاستمرار في عملية التهويد بالاراضي العربية المحتلة وخاصة في القدس وسلوان واراضي الضفة الغربية؛ ما يمثل تعديا فاضحا على الحقوق العربية والدولية. فالجهود التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني عبر لقاءاته واتصالاته العربية والدولية ومطالبته قادة اسرائيل بوقف استباحة المسجد االاقصى تمثل الدور الكبير الذي يلعبه الاردن في الحفاظ على المقدسات واتصالاته الاخيرة في شأن هدم جسر باب المغاربة والتي أسفرت عن وقف هذا الاجراء والممارسات العبثية والتوسعية في مدينة القدس، خاصة وان السلطات الاسرائيلية كانت قررت هدم هذا الجسر المؤدي الى الحرم القدسي واستكملت استعدادها لتحقيق ذلك؛ بالرغم من المناشدات العربية والدولية للمجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوقف هذا القرار الذي ينضم الى قرارات جائرة اخرى كالحصار المفروض على الفلسطينيين وبناء الجدار العازل، وهدم حي البستان في سلوان وتغيير المعالم الدينية والأثرية في القدس، واعادة النظر في الاسماء العربية في مختلف مناطق المدينة المقدسة، وكذلك سعيها لاجراء الحفريات بالقرب من حائط البراق لكي تُفضي الى هدم اجزاء واسعة من المسجد الاقصى.
والموقف الاردني الحازم من قضية الاعتداء على مواطنين في السفارة الاسرائيلية والقاضي زعيتر والذي اودت بحياتهم والطلب الاردني بوقف استباحة المسجد الاقصى يجيء في خضم رغبة الاردن في الوصول الى الحفاظ على تحصيل حقوق ابنائه باذعان اسرائيل على الاعتذار واجراء محاكمة عادلة للقتلة الاسرائيليين خاصة وان الاردن يقوم بالاشراف على الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية وسعيه المستمر للحفاظ عليها وعدم اجراء اي تغييرات تستهدف العبث بهذه الحقوق الفلسطينية التي يشرف عليها الاردن. وقال جلالة الملك الراحل الحسين في التاسع من شهر اذار عام 1956 بمناسبة بدء اسبوع الحرس الوطني الاردني “اني ادعوكم الى البذل لاقدس ووأجب وأنبل غاية وأسمى هدف، فلبوا نداء البذل للدفاع عن مسرى الرسول ومهد المسيح، والحفاظ على تراثنا العالمي، ووطننا الحبيب، انني أدعوكم الى السبيل الذي دعانا الله اليه”، وهذا يؤكد الموقف الاردني الحازم والحاسم ايضاً لجلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن مواطني الاردن والقدس الشريف والذود عن حمى المسجد الاقصى ومجد العروبة وتراث الانسانية والاسلام. فهذا الباب، هو أقرب الأبواب الى حائط البراق، وهو جزء من حارة المغاربة وهي من اشهر الحارات الموجودة في المدينة المقدسة، ويرجع جزء من شهرة الحارة الى اقدام السلطات الاسرائيلية على تسويتها بالارض بعد احتلالها عام 1967، حيث حولتها الى ساحة سمتها “ساحة المبكى” لخدمة الاسرائيليين المتشددين عند حائط البراق، علماً بأنه يتدفق من هذا الباب المطل على سلوان الاثيرة على نفوس المقدسيين حوالي (10%) من ساكني القدس المسلمين للصلاة في المسجد الاقصى، لقد شرعت اسرائيل في الثامن من شباط عام 2007 في هدم الطريق المؤدي لهذا الباب؛ ما تسبب في وقوع مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال اسفرت عن سقوط عشرات الجرحى من الفلسطينيين.
ولعل استجابة جلالته للنداءات التي اطلقها العلماء المسلمون في مدينة القدس للدفاع عن هذه المدينة، وموقف جلالته الداعم تؤكد أهمية الدور الاردني في رفض اجراءات اسرائيل ودبلوماسيتها في التطاول على الاردنيين والتأكيد على حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية من أي مخططات اسرائيلية ضد المسجد الاقصى او غيره في المدينة، خاصة وان اسرائيل تواصل تنفيذ تهديداتها باجراء الحفريات حول وعند المسجد الاقصى، تجسيداً لمخططاتها الرامية الى تهويد المدينة والقضاء على أي معالم دينية او عربية بها كما يقول الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الاقصى المبارك ورئيس الهيئة الاسلامية العليا، ان اسرائيل اتخذت قراراً مؤخراً بهدم “تلة المغاربة” الموصولة بالمسجد الاقصى المبارك وتركيب جسر حديدي معلق بدلا من “التلة” المعروفة، وهذا يعني الاعتداء المتواصل من قبل السلطات الاسرائيلية على الوقف الاسلامي وتغيير معالم المنطقة الذي يصب نهاية المطاف في تهويد معالم المدينة..!!
موقف اردني حازم قاد اسرائيل الى الاعتذار للاردن في حادثي الاعتداء على مواطنين اردنيين؛ الامر الذي يجب على اسرائيل مراعاة حرمة القواعد الدبلوماسية وعدم تجاوز الحقوق الدولية بانتهاكاتها وغطرستها وعربدتها كما فعل حارس السفارة الاسرائيلية الذي قتل الاردنيين وقوبل بترحاب من رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو الذي اثنى على حهود القاتل وتساءل مستخفا بهذا الحادث الاجرامي الذي اقض مضجع الاردنيين بان سأل القاتل المجرم هل اتصلت بصديقتك الان!!.
المطلوب الوقوف على كامل التحقيقات التي تجريها اسرائيل حيال هذا المجرم وان تراقب المحاكمة التي وعدت الحكومة الاسرائيلة بان تكون عادلة ووفقا للقواعد الدولية وان تراقب السفارة الاسرائيلية بتصرفاتها تجاه الاردنيين خاصة وان السفير الاسرائيلي المرشح لاستمزاج للاردن- وهو كما ذكر – جلعاد- هو عراب للاستخبارات الاسرائيلية وهو يتقن اللغة العربية واشرف على لاتصالات التي قادت عن الافراج عن جنود يهود مجرمين مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين!.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :