أخر الأخبار

منحنى خطير

05-11-2020 12:00 PM

رمضان الرواشدة


الأعداد الكبيرة لحالات المصابين بفيروس كورونا، خلال الايام القليلة الماضية، والتي وصلت في بعضها الى ستة آلاف حالة مصابة، تؤشر بشكل واضح على وجود نسبة لا بأس بها من المواطنين غير الملتزمين باجراءات السلامة من ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وعدم الاختلاط من مسافة قريبة والعناية بالنظافة الشخصية خاصة مع موسم الدعاية الانتخابية حيث شاهدنا فيديوهات لمرشحين وهم يجمعون الآلاف من المؤازرين في مقارهم دون اي اجراءات للسلامة بل شاهدنا بعضهم وهم يقبلون الناخبين بالعشرات.

الانتخابات النيابية استحقاق دستوري مهم لا يبعدنا عنه سوى ايام قليلة وينتهي الماراثون الكبير من عدم الالتزام ولكن يبقى هناك خطورة في يوم الانتخابات من حيث التجمعات الكبيرة والاختلاط بين الناخبين وغيرها من تصرفات ستؤدي بالنهاية الى اصابة اعداد كبيرة من الناس. وقد فعلت حسنا الحكومة عندما اعلنت عن حظر التجول الشامل من بعد ظهور نتائج الانتخابات يوم الاربعاء وحتى صباح يوم الاحد للحد من التجمعات والتهاني والاختلاط الكبير.

منذ بداية الازمة وحتى الان كتبنا عشرات المقالات التي تحذر من العادات السيئة التي يمارسها كثير من المواطنين غير عابئين بانتشار فيروس كورونا وطالبنا بتغيير العادات الاجتماعية بما فيها عادة السلام والتقبيل والاكل من صحن واحد ولكن رغم كل التحذيرات الحكومية والاعلامية ما زال كثير من المواطنين غير ملتزمين بهذه الاجراءات التي تحفظ لهم سلامتهم في وقت اصبح فيه الوباء منتشرا اجتماعيا وفاقت الارقام المعلنة الخيال، ناهيك عن الارقام المخفية للمصابين الذين لم يفحصوا اضافة للمخالطين الذين يعدون بعشرات الآلاف ويتحركون في المجتمع.

ليس امام الحكومة اذا لم يلتزم المواطنون باجراءات السلامة والمحافظة على الصحة العامة غير الذهاب الى اقسى الاجراءات بما فيها الحظر الشامل الذي قد يمتد الى اسابيع لكسر منحنى الوباء المنتشر بشكل رهيب وهو خيار قاس جدا مع ما يعنيه من خسائر اقتصادية على المستوى الوطني وخسائر ماليه لكل القطاعات التجارية والاقتصادية والسياحية وغيرها.

الحكومة التي ورثت هذه الازمة الوبائية وجاءت في وقت صعب من كل النواحي ليس بيدها حلول سحرية ولو كان ايٌ منّا مكانها لما اجترحنا من الحلول غير المطروح، اليوم، على طاولة البحث ومنها العودة الى الحظر الشامل الذي اصبحتُ من مؤيديه بعدما كنت من المعارضين له نظراً لما اراه واشاهده واقرأه واسمعه كل يوم في مجتمعنا الاردني من استهتار بالحالة الوبائية العامة حيث ما زالت نسبة من الناس تعتبر الامر مؤامرة وان الحل والعلاج بالسماق والبصل واليانسون!

نحن على مفترق طرق صعب وبائياً ومجتمعياً فإما أن نعود للسيطرة على الحالات المتزايدة من الاصابات وذلك بالالتزام باجراءات السلامة واوامر الدفاع وتشديد الغرامات على المخالفين واما أن نذهب إلى المجهول كما قال أحد خبراء الاوبئة أخيراً. وأعتقد أن الكرة هي بمرمى الناس وهذا سيؤشر على مدى وعيهم والتزامهم. والقادم أخطر.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :