أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اهم الاخبار داودية: على الاسلاميين ان لا يسلكوا طريق مرسي...

داودية: على الاسلاميين ان لا يسلكوا طريق مرسي في التفرد والتغول

12-12-2012 09:32 AM
الشاهد -

في لقاء معه حول اهم وابرز الاحداث الدائرة على الساحة المحلية
رفع الدعم عن المشتقات »روليت روسي«
الديوان الملكي لا يُخرج »خرفان« بل يخرج »زلم«
التجربة المغربية لا تتوافق مع وضع الاردن الذي سبق الكل في اول حكومة ائتلافية
المجلس السابق اخذل شعبنا وما زالت رائحة الفساد تفوح
ابني وأعمامه ضربوه ونعترف بالحراك الشعبي
حاوره عبدالله العظم
جاء في اللقاء الذي تناولناه مع الوزير الاسبق محمد داودية جملة من القضايا المهمة والتي تعتبر حديث الساعة، وعلى رأسها الانتخابات النيابية الجارية والتعليق حولها، وموقفه من قرار رفع الدعم عن المشتقات وبيان الرأي في مطالب المعارضة والحراك وموقف الاسلاميين المعارض والمعلن في مقاطعة الانتخابات الى جانب ما تم بحثه معه كسياسي بارز على الساحة الاردنية، منذ ثلاثة عقود سابقة تنقل خلالها ما بين الديوان الملكي وعضوا في مجلس النواب وسفيرا للاردن في عدة دول ومنها المملكة المغربية ووزيرا للثقافة ووزيرا للتنمية السياسية والشؤون البرلمانية، حيث فتحت تلك الخبرات حوارا موسعا مع الشاهد تنوع ما بين محاور السياسة والملف الاقتصادي وملف مكافحة الفساد، للوقوف على الاصلاحات الدستورية وقانون الانتخابات والتعريج معه نحو القائمة الوطنية التي يجري اعدادها من قبله وعدد من السياسيين والقوميين واليساريين وتوضيح رؤيته فيما يتفق او يختلف به مع الحركة الاسلامية، ورؤيته للتجربة المغربية في التعديلات الدستورية نتيجة ما يظهر من جهات تطالب في اسقاط تلك التجربة على الوضع السياسي الاردني وفيما يلي اللقاء الكامل معه.
الشاهد: ما رأيك بالطريق التي تمت من خلالها تسوية ملفات الفساد والقضايا التي اغلقها مجلس النواب، ولو كنت عضوا بالمجلس المنحل ما الاجراء الذي كنت ستتخذه ازاء تلك الملفات؟
- واضح ان طريقة غلق عدد من ملفات الفساد في مجلس النواب المنحل لم ترض الرأي العام وخاصة قوى الحراك الشعبي التي ما تزال ترفع شعار "اسقاط الفساد" و "محاكمة الفاسدين".
ونستذكر ان عددا قليلا من النواب خرجوا من الجلسات منتحبين او محتجين صارخين بسبب حجم خذلان مجلسهم لشعبنا وبسبب طي ملفات فساد ما تزال روائحها تفوح وتزكم الانوف وتستجلب السخط الشعبي على قفلها.
وبكل وضوح فان سلوك برلمانيي 111 في موضوع الفساد اسهم في استمرار بقاء المواطنين في الشوارع، وبكل وضوح ايضا فإن عدم إعادة فتح تلك الملفات لا يجب و لا يمكن ان يستمر ولن تهدأ ثائرة الشوارع الا اذا تمت اعادة فتح تلك الملفات.
بالنسبة لي فانني امتثل بالكامل رأي جلالة الملك والحراك الشعبي في هذه الموضوعات. واستشهد هنا بحديث جلالة الملك الى اللجنة الملكية لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية (الاحد 9/12/2012) حين دعى الى "ضرورة الإسراع في البت بقضايا الفساد ومحاسبة كل من تثبت إدانته " وحين اكد على " أن قلق المواطنين من ظاهرة الفساد أمر لا يمكن تجاهله أو الحديث عنه فقط".
الشاهد: كيف تقيم التجربة المغربية في التعديلات الدستورية، هل ما ينطبق على المغرب من النواحي السياسية والاجتماعية يمكن تطبيقه على الدستور الاردني من حيث التعديلات؟
- تجربة المغرب مختلفة كليا عن التجربة الأردنية. في المغرب احزاب عريقة نشأت قبل الاستقلال و ساهمت في الاستقلال عام 1956
وابرز الاحزاب المغربية اليوم (عددها 34 حزبا) هي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي والاستقلال والتقدم والاشتراكية ومنظمة العمل والاتحاد الوطني والحركة الشعبية والنهضة والفضيلة والتجمع الوطني للاحرار والاتحاد الدستوري والحركة الوطنية الشعبية والطليعة ... الخ.
في المغرب يدعو الملك 10 من قادة الاحزاب الرئيسية حيث يتم الاتفاق على سبل حل اكبر تحد يواجه البلاد. تجربة المغرب تتحلى بقدر هائل من " الواقعية السياسية" بسبب التواصل والتفاعل المستمرين مع الحركة السياسية الفرنسية خصوصا والاوروبية عموما، ففرنسا كانت الملاذ الآمن للمعارضة المغربية ابان مطاردتها الطويلة. كما ان مئات الالاف من المغاربة متجنسون بالفرنسية وهناك في فرنسا انخرط المغاربة في حركة النضال المطلبي الجماهيري الفرنسي واكتسبوا مهارات النضال السياسي وخبرات النضال الفرنسي والاوروبي في العمل الحزبي باوساط الجماهير وخبرات التعامل مع السلطات والاحزاب الحاكمة. والمغاربة اجمالا يتحدثون ويقرأون ويكتبون باللغتين العربية والفرنسية وهذا امتياز مهم.
لكن ما هو جدير بالذكر هو ان الاردن كان السباق في تشكيل الحكومة الحزبية، فقد كلف الملك الحسين تغمده الله بواسع رحمته المرحوم سليمان النابلسي بتشكيل اول حكومة ائتلافية حزبية (29/10/1956-10/4/1957) ضمت 11 وزيرا: 6 من الحزب الوطني الإشتراكي و وزيرا من حزب البعث و وزيرا من الحزب الشيوعي و 3 وزراء مستقلين.
الشاهد: برأيك هل نحن بالاردن تقدمنا ديموقراطيا عن غيرنا في المنطقة ام اننا تأخرنا، وما تقيمك للحياة الديموقراطية في الاردن بشكل موجز او موسع؟
- بدات الحياة الديمقراطية مبكرا في بلادنا وتم تشكيل الاحزاب والحكومة الحزبية الاردنية حين كانت المغرب ما تزال ترسف في اغلال الاستعمارين الفرنسي والاسباني. اما في المنطقة فقد تم تدمير الحياة السياسية الديمقراطية بتركز الحكم الشمولي الذي ادى الى تدمير حقوق الانسان والديمقراطية والتعددية والحريات العامة والاعلام الحر. وقد اسهمت قوى الشد العكسي والقوى الرجعية والمحافظة في وقف عجلة التقدم السياسي وفي نشوء الفساد و تفشيه وفي الهيمنة الامنية على الاعلام وتعطيل البرلمان والحريات العامة.
اعتقد اننا نشهد انطلاقة جديدة للحياة الديمقراطية والاصلاح السياسي تتمثل في جملة من التعديلات الدستورية واقرار نقابة المعلمين والمحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخابات وغيرها.
الشاهد: تجربتك مع نجلك عمر دفعتك لتكون لجانب الحراك ام اعادتك للوراء وكيف تقيم اداء الحراك الشعبي وهل ترى ان جميع مطالبه شرعية وموجبة ولماذا؟
- ابني عمر لم يخالف القانون. ذهب للمشاركة في وقفة تضامنية مع معتقلي الحراك وهي وقفة سلمية يكفل القانون حق المواطن فيها. وحصل ان احد الصبية اطلق شعارات قبيحة لا اقرها ولا يقرها ابني عمر، المحتشد بالرشد وبالحكمة وبالمسؤولية وباحترام العرش والقانون، وعندما تولى الدرك تفريق المتضامنين طالت عمر اساءات ليست محقة. وقد ادنت ما حدث وقلت في توصيفه : (اعمامه وضربوه). وفي كل الاحوال فقد نسي عمر تلك الحادثة وتجاوزها في حينها.
الشاهد: لو كنت وزيرا للتنمية السياسية بهذه الفترة بالذات ما هو اهم ما تطلع اليه؟
- الهدف الوطني الراهن هو احداث الإنفراج السياسي والاعتراف بالحراك الشعبي ومحاورته والحوار التوافقي مع المعارضة والإفراج عن معتقلي احتجاجات رفع الدعم عن المشتقات النفطية والغاز واعادة بناء الحكومة ومجلس الاعيان ليضم ممثلين عن المعارضة وعدم رفع اسعار الكهرباء والماء وبناء مناخ ملائم لإجراء الانتخابات النيابية بعد التدمير الكبير الذي احدثه قرار رفع الاسعار.
الشاهد: رأيك في قانون الانتخابات؟ وهل بنيتكم خوض الانتخابات النيابية؟
- بدأنا مبكرا حوارا وطنيا مع احزاب المعارضة وقوى الحراك المقاطعة للانتخابات من اجل تحقيق اوسع مشاركة في الانتخابات وتوفير اكبر مشاركة سياسية فيها. و قد اسهم رفع الاسعار في تعليق احزاب المعارضة لمشاركتها فقدمنا مبادرة تكونت من العناصر التي ذكرتها اعلاه لدفع تلك الاحزاب للمشاركة في الانتخابات.
بالنسبة لي فان خوض الانتخابات النيابية حق وواجب. وان خطي هو ما قلته في مجلس النواب في كلمة الثقة بدولة عبد السلام المجالي: " النيابة مكان لدفع الثمن لا لقبضه ".
الشاهد: بماذا تلتقي مع الاخوان والجبهة وبماذا تختلف معهم؟
- الاخوان المسلمون تنظيم كبير وتيار واسع فيه كل شيء كما في الحياة:
فيه النبيل والانتهازي. الطيب والخبيث. الحمائم والصقور. الطاهر والملوث. وفيه الصادق والكاذب. الجاد والمدعي. ويجدر ان يتم التعامل مع هذا التنظيم وان يشارك في الحياة السياسية وان تتاح له الفرصة لخوض انتخابات نزيهة. وان يأخذ بعض وليس كل مطالبه فليست مطالبه كلها محقة وليست كلها رديئة.
نلتقي مع الاخوان ويلتقون مع القوى التقدمية والقومية الديمقراطية في عدة عناوين وطنية ابرزها العمل تحت مظلة الدستور والعرش والحفاظ على امن الاردن واستقراره والمحافظة على الوحدة الوطنية و مكافحة الفساد وتقديم الفاسدين الى العدالة والمضي في مسار الاصلاح واجراء انتخابات نزيهة وبناء النهج الاقتصادي على قاعدة العدالة الاجتماعية. لكننا نخشى ان هيمنوا على الحياة السياسية والتشريعية – وهذا مستحيل – ان يسلكوا طريق الاستئثار والاقصاء والتفرد والتغول كما فعل محمد مرسي .باختصار فان علاقتنا بالاخوان والجبهة هي علاقة تعاون على الخير وصراع لمنع التفرد والتغول. الشاهد: كيف ترى قرار رئيس الحكومة النسور في عملية رفع الدعم عن المشتقات النفطية وبماذا تعلق؟
- قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية والغاز صوّب اقتصاديا ودمّر سياسيا. كان ذلك القرار (روليت روسي) ولذلك يجدر ان لا نعيد رفع الاسعار. الشاهد: معاليكم تقومون فيهذه الاونة على اعداد كتلة لخوض الانتخابات النيابية على اساس القوائم، اين وصلتم في اعداد هذه القائمة وما هي الشخصيات التي ستترشح؟
- قمنا منذ فترة ليست بعيدة في تشاورات واجتماعات مع احزاب منها حشد واليساريين ويضم عدد من السياسيين التقدميين منهم مازن الساكت ومهند القضاة ومهند ابو رمان وموسى المعايطة وممكن ان يكون منهم جزء في الكتلة وجزء داعم ويمكن لنا ان نلتقي نحن والاحزاب ويمكن ان لا نتفق. الشاهد: من سيترأس القائمة او يتصدرها؟
- الدور الرئيسي في بناء الكتلة هو مازن الساكت ونميل ليكون هو رأس الكتلة لمواقفه السابقة وحضوره في الشارع ويحظى في احترام واسع وانا افضل بان يكون هو مصدر القائمة، وعلى كل الاحوال ما نتمتع به جميعا وما يميزنا هو نكران الذات وجميعنا لديه خط وطني يساري قومي، وجميعهم تسلموا مسؤولية وبقوا محافظين على نظافتهم ونزاهتهم وبقوا مع الخط الديموقراطي ومع الاصلاح والتعددية ولهذا فان جميع هذه التوجهات ستؤسس لبرنامج انتخابي، والمطالبة في اعادة بناء الحكومة لتشمل وزراء من المعارضة ومن القوى السياسية وجبهة العمل الاسلامي واعادة النظر في رفع الاسعار، وعدم رفع اسعار الكهرباء والماء المواطنين، والافراج عن المعتقلين.
الشاهد: في استذكارنا لمجلس النواب الثاني عشر في عام 93 كنت قد حجبت الثقة عن حكومة عبدالسلام المجالي وبذات الوقت سبق وكنت موظفا في الديوان الملكي حيث ما كان احد يتوقع حجبك للثقة، بحسب مقولة البعض »وانت ابن ديوان« ان جاز التعبير.
- ضحك وقال نحن نحجب الثقة عن الحكومات وليس عن الحكم وليس لدينا مشكلة تسقط اول حكومة وتبعها الثانية وتتهشم الثالثة ولا يوجد رئيس وزراء مقدس نحن لدينا دستور ولدينا عرش ويتوجب على كل الحكومات ان تعمل على منعة الكيان والعرش واذا وجدنا ان حكومة لا تمضي على هذا النهج لا نمنحها الثقة لا في السابق ولا في اللاحق، وفي السابق لما حكوا كيف تحجب الثقة وانت كنت في الديوان الملكي اقول ان الديوان الملكي لا يخرج »خرفان« والديوان يخرج »زلم« وطنيين وناس قلبهم علي الجميع وقلبها ملييء بالرحمة.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :