أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة غضب عالمي بعد قرارات ترامب بشأن منع مواطني 7...

غضب عالمي بعد قرارات ترامب بشأن منع مواطني 7 دول اسلامية من دخول امريكا

08-02-2017 11:14 AM
الشاهد -

لقيت انتقادا من الدول العربية والاسلامية وحفلت امريكا باحتجاجات وتظاهرات رافضة لها

الشاهد: عبدالله محمد القاق

ثلاثة اسابيع مضى على الرئيس الاميركي ترامب تسلمه سدة الرئاسة الاميركية الخامس والاربعين باتخاذه قرارات جريئة لقيت انتقادا من الدول العربية الاسلامية وحفلت اميركا بتظاهرات في مختلف الولايات الاميركية احتجاجا على قرارات ترامب ضد ي دول اسلامية بمنعهم من الدخول للاراض الاميركية لمدة تسعين يوما ومنع ادخال اللاجئين السوريين الى بلاده لمدة اربعة شهور فضلا عن توجيهه انذارا لايران لاطلاقها صاروخا بلاستينا عابرا للقارات ولتدخلها في شؤون المنطقة . ترامب تسلم السلطة رسميا في 20 يناير ا الماضي إلا أن خبرا صغيرا بثته "رويترز" يقول الكثير عن ما ينتظر العالم في الأيام والأسابيع والشهور المقبلة.. ويعرف عن ترامب عداوته الشديدة لإيران، لدرجة أنه أصدر بيانا في أبريل الماضي –حين كان مرشحا للرئاسة- عن خمسة أخطاء كبرى لإدارة أوباما للسياسة الخارجية، اختار أن يتعلق الخطأ الأول بإيران، فقال ترامب: "الخطأ رقم 1 هو التحالف مع إيران على حساب حلفاء أمريكا التقليديين. وخسارة ثقة حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط، حتى أصبحت إيران قوة عظمي في المنطقة". وعن علاج هذا الخطأ "الأوبامي"، أشار ترامب إلى أنه حال نجاحه لن يسمح "مهما كان الثمن أن تمتلك إيران القنبلة النووية"، وأوضح "لن أسمح أن تكون إيران قوة نووية.. أو حتى قوة عظمي في المنطقة.. وسأتحالف في هذا الشأن مع من يبدي استعدادا حقيقيًّا لهذه المعركة". قال روجوف عن المدير الجديد لوكالة الاستخبارات: "كان بومبيو، خلال توليه عضوية لجنة شؤون الاستطلاع التابعة لمجلس النواب، يلتزم بموقف ثابت من الصفقة النووية مع إيران، ويدل تعيين بومبيو على أن ترامب يعتزم تنفيذ تعهداته وإيقاف عمل هذا الاتفاق".
بالنظر إلى خطاب الرئيس المنتخب، فقد أعلن أنه سيعمل على إعادة فتح باب التفاوض بخصوص"البرنامج النووي الإيراني، وأنه يعتقد أن الاتفاق أعطى لإيران ما لا تستحق. بالطبع الحديث عن إعادة التفاوض يعني وقف جميع الإجراءات التي كانت إيران تركز عليها في بناء ثقة مع المجتمع الدولي. هذه الإجراءات تركز على رفع العقوبات حتى يستطيع النظام السياسي الإيراني الحصول على الحد الأدنى الذي يمكن أن يقدمه للرأي العام الداخلي الإيراني الذي كان يشكك في الاتفاق ويرى فيه استسلاما للغرب.
والواقع أن وقف تلك الإجراءات سيؤدي تدريجيا إلى صعوبات اقتصادية ويمكن أن يهدد كل ذلك احتمالات عودة الرئيس الإيراني الحالي حجة الإسلام حسن روحاني في فترة رئاسية ثانية.
تطورات الأحداث في الفترة الزمنية بين يناير/كانون الثاني، ومايو/أيار ٢٠١٧ تذكر بالفترة بين يناير/كانون الثاني، ويونيو/حزيران من العام ٢٠٠٩ حيث باشر الرئيس باراك أوباما مهامه في البيت الأبيض، حينها كانت إيران تستعد للانتخابات الرئاسية العاشرة والتي عقدت في يونيو/حزيران، والتي أتت بالرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. الفرق يكمن في تصور باراك أوباما ودونالد ترامب للتعامل مع إيران، أوباما كان عازما على كسر بعض الحواجز المتعلقة بالملف النووي الإيراني، بينما يركز ترامب على منع أية مكتسبات قد تحصل عليها إيران من الاتفاق النووي.
ويشير الخطاب السياسي للرئيس المنتخب ترامب وتصريحاته القليلة حتى الآن إلى وجود حالة من عدم اليقين الأقرب إلى التشاؤم بخصوص استمرار مسار الانفتاح على إيران والذي أُقر وفق الاتفاق النووي. مثل هذا السيناريو سيرسل رسائل سلبية للجمهورية الإسلامية؛ وهو ما سينعكس في عودة إيران إلى مربع ما قبل الاتفاق من حيث إخفاء أنشطتها من جهة والتعاون مع وكالة الطاقة النووية من جهة أخرى.

المهم في هذا السياق هو أن ترامب وفريقه مقتنعون أن الاتفاق لم يكن ليحصل لولا رغبة المؤسسة السياسية الأميركية التقليدية التي انتقدها بشكل شديد. من هنا فإن القوى الأخرى لا يمكنها أن تنفذ أي التزام بمعزل عن الولايات المتحدة التي يريدها أن تعود قوية. كما أن تلك الدول ستحتاج واشنطن للتوصل إلى مخرج ديبلوماسي. وللتذكير فإنه وخلال الفترة ما بين عامي ٢٠٠٣ و ٢٠١٤ كان غياب مشاركة واشنطن الفاعلة عن عملية التفاوض بين الأوروبيين وإيران أحد أهم العوامل في عدم التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي.
هناك من يقول إن الاتفاق النووي اتفاق أممي، وأن العقوبات كانت تحت الفصل السابع وأزيلت وبالتالي من الصعب إعادة العجلة إلى الوراء؛ ولكن مثل هذا الكلام يمكن أن يكون له تأثير إذا ما كانت الإدارة الجديدة لا تملك خيارات أخرى لتجاوز كل ذلك، وهي في الحقيقة لديها هذه الخيارات"
سيناريو البناء على الاتفاق بطريقة تعيد إيران إلى المجتمع الدولي يبدو بعيدا وذلك لأن ترامب كان قد عهد إلى فريق ضمن حملته الانتخابية للعمل على تقييم شامل للاتفاق النووي والمزايا التي تحصل عليها إيران بموجب الاتفاق، وكذلك الالتزامات المطالبة بها من قبل المجتمع الدولي. مثل هذا التقييم سيصبح الآن أحد أهم المرجعيات لخطواته القادمة نحو إيران.
ثمة ما هو ملفت بالنسبة لموقف ترامب من إيران، وهو أن الإدارات السابقة بما فيها إدارة باراك أوباما تأخذ بعين الاعتبار -ولو بالحد الأدنى- قلق حلفائها من سياستها نحو إيران، لكن ترامب لا يبدو كذلك. مثل هذا الأمر سيعقد وسائل الرد الإيرانية التي كانت تختفي دائما وراء إدانة بعض حلفاء واشنطن لا سيما في منطقة الخليج العربي في التحريض على إيران.
إن خيارات ترامب المحدودة بالنسبة لمعالجة العلاقة مع إيران لا سيما الملف النووي الإيراني ستدفع النظام السياسي في إيران إلى اتباع سياسة أكثر عدائية وربما ستنعكس في رفض أي مقترحات أميركية بخصوص إعادة التفاوض أو حتى إبطاء خطوات تنفيذ الاتفاق. مثل هذا الخيار ربما يدفع إلى تصعيد كلامي وسياسي، الأمر الذي قد يعيد الخيار العسكري المحدود ضد المنشآت النووية الإيرانية بعد غياب لحوالي عامين إلى دائرة التوقعات. مثل هذا السيناريو ستكون له ارتداداته الإقليمية من قبل إيران لا سيما في ملفات مثل الملفين السوري واليمني.
ثمة من يقول إن الاتفاق النووي اتفاق أممي، وأن العقوبات كانت تحت الفصل السابع وأزيلت وبالتالي من الصعب إعادة العجلة إلى الوراء؛ ولكن مثل هذا الكلام يمكن أن يكون له تأثير إذا ما كانت الإدارة الجديدة لا تملك خيارات أخرى لتجاوز كل ذلك، وهي في الحقيقة لديها هذه الخيارات.
قبل العقوبات الأممية كانت الولايات المتحدة تفرض عقوبات أحادية على إيران وكانت تمنع الشركات الأميركية من التعامل مع إيران؛ بعبارة أخرى يمكن لإدارة ترامب الاكتفاء بإجراءات تعقد تنفيذ الاتفاق وتحد من تفاعل قطاع الشركات والأعمال وكذلك النظام المالي الأميركي مع إيران.
ما هو مهم في هذا السياق هو أن الإدارة الجديدة قد تلجأ إلى مزيد من شيطنة إيران داخليا وخارجيا وهو ما سيضيف تعقيدات أكثر على طريق تنفيذ الاتفاق النووي. من المتوقع أن يتلقى ترامب مساعدة في هذا المجال من الكونغرس الذي يسجل حضور الأغلبية الجمهورية في مجلسيه وكذلك من إسرائيل وربما من الغاضبين من سياسة إيران في الشرق الأوسط. والواقع ان كثيرة هي المقالات التي تناولت أسباب فوز الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بمواقف سلبية؛ بسبب فظاظة ألفاظه وفظاعة تصريحاته نحو المسلمين المهاجرين إلى أمريكا والأقليات والنساء، والعلاقات الدولية الخطيرة مع الدولة الإسرائيلية والسعودية وإيران وغيرها.
لكن القليل من المقالات تناولت مستقبل أمريكا في عهد ترامب، وهل ستكون أمريكا أقوى أو أضعف مع ترامب، إن بقي رئيساً ولم يتم اغتياله، وقليلة هي المقالات التي بحثت مستقبل العلاقات الأمريكية مع العديد من الدول التي تجد نفسها متضررة أو مستفيدة من انتخاب ترامب رئيساً لأمريكا.
والأهم من ذلك كما يقول المحلل السياسي التركي محمد زاهد جول ولكل الأطراف كيف ينبغي على هذه الدول اتخاذ سياسة ذاتية متجددة مع أمريكا إذا غيرت أمريكا سياستها معها، فلا ينبغي أن تنتظر هذه الدول كيف تتعامل أمريكا معها، وإنما كيف يمكنها هي أن تصنع سياستها الناجحة مع أمريكا، بغض النظر عن الرئيس الحاكم، فهل تستسلم للسياسات الأمريكية الجديدة، أم أن عليها أن تصنع هي سياساتها الجديدة مع العهد الأمريكي الجديد، بما يخدم مصالحها ويحفظ حقوقها مع أمريكا بعد انتخاب ترامب، أي أن الحديث عن الفعل الإيجابي هو الأولى بأن يتم الحديث عن الخطط السياسية التي ينبغي أن تتعامل بها كل الدول العربية والاسلامية مع أمريكا في عهد ترامب، فالتشرذم السابق أحد أهم وأكبر الأسباب في انفراد أمريكا باحتلال دولة بعد أخرى، أو تركها تموت في الحروب الطائفية والقومية، كما فعلت أمريكا بالعراق وسوريا واليمن في عهد أوباما، عندما أطلقت يد الحرس الثوري الإيراني فيها، وضعف الموقف العربي والإسلامي من ذلك. بداية هناك تفاؤل في تركيا بأن السياسة الأميركية في عهد ترامب ستكون أكثر تفهماً للموقف التركي، وهذا ما عبر عنه الرئيس الأمريكي ترامب للرئيس التركي أردوغان في اتصال التهنئة يوم 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، أي في اليوم التالي لفوز ترامب، فقد عبر ترامب عن احترامه وتقديره لما حققه أردوغان لبلاده، كما نقل إعجاب ابنته بشخصية أردوغان لما حققه لبلاده من تقدم في سنوات حكمه . رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :