أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة تعهد ترامب بنقل السفارة الاميركية الى القدس...

تعهد ترامب بنقل السفارة الاميركية الى القدس سيقوض السلام بالمنطقة

25-01-2017 12:55 PM
الشاهد -

حفل تنصيب ترامب شهده مليون اميركي وقاطعه اعضاء من الحزب الديمقراطي

بوتين يبلغ الرئيس الجديد بان نجاح مهمته تكمن بالتعاون مع روسيا

الشاهد : عبدالله القاق

نصّب دونالد ترامب يوم المعة الماضي رئيساً للولايات المتحدة، في واشنطن التي اتُخذت فيها تدابير أمن استثنائية، تحسباً لأي طارئ، لا سيّما أن مئات الآلاف تدفقوا إلى العاصمة، من مؤيّدي الرئيس المنتخب، ومعارضيه الذين نظموا تظاهرات احتجاج ضخمة. في وقت يراقب العالم بقلق القرارات التي يمكن ان يتخذها في عهده. وسيدخل ترامب البيت الأبيض، بعدما أسقط استطلاعات الرأي وتوقّعات المحللين، إذ هزم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، في معركة صاخبة اعتُبرت سابقة في تاريخ الولايات المتحدة 0 ويخلف ترامب باراك أوباما، أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة، والذي رفع شعار «نعم نستطيع»، لكنه خرج من البيت الأبيض بحصيلة ملتبسة، وإن بشعبية تُعتبر سابقة (60 في المئة)، بسبب إنجازات اقتصادية داخلية، وسحبه القوات الأميركية من العراق، ونأيه عن الفضائح، عكس سلفيه جورج بوش الابن وبيل كلينتون. ووصل ترامب إلى واشنطن مع زوجته في طائرة الرئاسة، التي حطّت في قاعدة أندروز الجوية، علماً أن الاحتفالات بدأت بتنصيبه الرئيس الـ45 للولايات المتحدة. وتوجّه ترامب ونائبه مايك بنس إلى مقبرة الجندي المجهول في أرلينغتون ، وعادا منها إلى النصب التذكاري لأبراهام لينكولن، حيث شاركا في تجمّع ضخم لأنصارهما، غاب عنه نجوم بارزون في الغناء وفي هوليوود. وشكر الرئيس لمؤيّديه «الجميل والتاريخي». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عنه قوله، واصفاً الحركة التي حملته إلى الحكم: «لم نرَ شيئاً مشابهاً منذ أندرو جاكسون»، مقارناً نفسه مع الرئيس الشعبوي الذي انتُخب عام 1828. واستضاف أوباما، للمرة الأخيرة في البيت الأبيض، تناولا قهوة الصباح، قبل توجّههما في السيارة ذاتها، مع زوجتيهما، إلى باحة الكونغرس حيث القى ترامب خطاباً بعد أدائه القسم الدستوري أمام رئيس المحكمة العليا القاضي الأعلى جون روبرتس. وحمل خطاب ترامب أبعادا سياستيه، الداخلية والخارجية، على رغم أن غالبية تعييناته تبقى عالقة في الكونغرس، بينها وزير الخزانة ستيفن مانوشن الذي مثل أمام مجلس الشيوخ ، متعهداً تطبيق كل العقوبات المفروضة على روسيا، إلا إذا توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. وكان شون سبيسر، الناطق باسم ترامب، اتهم الديموقراطيين بممارسة «تكتيك التأخير» لعرقلة تثبيت مرشحين لمناصب حكومية، بينهم إلين تشاو وزيرة للنقل، وبن كارسون وزيراً للإسكان ونيكي هايلي مندوبة لدى الأمم المتحدة، علماً أن بنس أشار إلى أن التعاون الذي أبداه أوباما ونائبه جوزف بايدن «يجعل كل أميركي فخوراً». وأعلن تشاك شومر، زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، أن المجلس صوت على تعيين الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس وزيراً للدفاع، والجنرال المتقاعد جون كيلي وزيراً للأمن الداخلي. ويُرجّح تثبيت الرجلين بسهولة. وأشار إلى أن المجلس سيبدأ مناقشة ترشيح مايك بومبيو، وهو سيناتور جمهوري، لقيادة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي). وعيّن ترامب أمس آخر أعضاء إدارته، وهو حاكم جورجيا سوني بيردو، وزيراً للزراعة، فيما تبقى مناصب من الدرجة الثانية شاغرة في وزارات. ودعا سبيسر مراسلين إلى «انتظار إعلان» سيصدر في شأن نقل الولايات المتحدة سفارتها لدى إسرائيل، من تل أبيب إلى القدس، علماً أن ترامب كان تعهد ذلك خلال حملته الانتخابية. وقال سبيسر: «أوضح الرئيس بجلاء أن إسرائيل لم تحصل على الاهتمام أو الاحترام الذي تستحقه، في السنوات الثماني الماضية. ويعتزم أن يظهر فعلاً احترامه لإسرائيل وأهميتها في الشرق الأوسط». وقاطع ثلث النواب الديموقراطيين احتفال التنصيب الذي ستتشارك فيه هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، والذي رجّحت السلطات أن يحضره 900 ألف شخص. وخصصت أجهزة الأمن أكثر من 28 ألفاً من أفرادها وعناصر الأجهزة السرية، لحماية المناسبة، وأغلقت مداخل العاصمة ووضعت سوراً حديدياً على جادة بنسلفانيا التي سيستقلّها موكب الرئيس اليوم، من مبنى الكابيتول إلى البيت الأبيض.. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن إيغور شوفالوف، نائب رئيس الوزراء الروسي، اعتبر أن ترامب لا يمكن أن ينجح إلا إذا «تعاون» مع موسكو، ودعاه إلى حضور منتدى رائد للاستثمار في بلاده، لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبي.
فمجلس التعاون تتطلَّب أن تكون لديها استراتيجية عملية ترتكز على التوازن وتبتعد عن سياسة المجاملة والتردد، وتتوقف عن الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة كصمام أمن واستقرار للمنطقة، فالاعتماد عليها كحليف تاريخي واستراتيجي وحيد لأمن واستقرار المنطقة أثبت فشله التام نتيجة الخلط الأمريكي بين (المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية)، و(مبادئ حقوق الإنسان) التي أصبحت ركيزة أساسية في النظرية الأمريكية لعلاقات الصداقة مع دول العالم.
كما يتلب تعزيز الجبهة الداخلية لدول المجلس والدول العربية فوراً، عبر إجراء مزيد من الإصلاحات وتعزيز المشاركة الشعبية وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان والديموقراطية لمواجهة التحديات والتدخلات الخارجية المتعلقة بهذا الأمر. وختاماً، رغم تصريحات ترمب الأخيرة التي ركَّزت في مجملها على حماية مصالح أمريكا الاقتصادية، إلا أن الأمن سيبقى هو الهاجس الأساس؛ لذلك وفي ضوء الاستراتيجية الأمنية التي يعلمها الجمهوريون ومؤسسات الحكم في البيت الأبيض جيداً، ستعمل الإدارة الجديدة على توجيه دفة المصالح الاستراتيجية الأمريكية تجاه حلفائها التاريخيين في الخليج إذا وضعنا في الاعتبار الدعوات التي أطلقها ترمب لإعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني، وتعيينه شخصيات معادية لإيران في مناصب أساسية كوزير الخارجية الذي يدعو إلى مراجعة الاتفاق بشكل كلّي. والواقع ان الرئيس ترامب يدلف عبر بوابة البيت الأبيض الرئيس الخامس والأربعين لأميركا ليتسلم مهام عمله كرئيس لأربع سنوات تبدأ من العشرين من الشهر الجاري وربما زادت إلى ثماني سنوات لو انتخب لولاية ثانية وأخيرة. ولا شك في أن دخول ترامب المكتب البيضاوي لا يشبه دخول أي رئيس آخر، فالرجل يسبقه حضور عاصف وانقسام بين مؤيد لما اقترحه ووعد به ومعارض لما يقوله وما صرح ويصرح به قبل تسلمه إدارة أكبر اقتصاد في العالم بدءاً بالساعات الأولى لهذا الصباح. وعلى رغم الخلاف على ما قاله ويقوله ترامب، إلا أنه وبحكم منصبه الجديد سيكون أكثر شخص مؤثر على مستوى الاقتصاد العالمي منذ الساعات الباكرة ليوم الجمعة هذا، وربما صادف دخوله البيت الأبيض تحركاً واضطراباً في بورصات العالم التي تنتظر حدثاً كهذا لتتجاوب سريعاً بالارتفاع أو الانخفاض. ترامب الذي لم يتسلم أي منصب رسمي في الحكومة من قبل كانت تصريحاته غريبة قبل فوزه وبعد فوزه، وكان فوزه بالانتخابات بحد ذاته مثار دهشة للسياسيين والمحللين وأسواق المال، إذ كانت التكهنات كلها تميل لمصلحة منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، إلا أن ما توقعه الجميع لم يحصل. اقتصادياً، يُعتقد أن البليونير الجديد في المكتب البيضاوي سيتراجع عن كثير من الوعود التي أطلقها قبل انتصاره وبعده، وعلى رغم أن الرئيس الجمهوري الجديد يتسلم اليوم اقتصاداً تدب العافية والحيوية في مفاصله، وهو ما يعطيه قوة إضافية لتنفيذ بعض ما وعد به سابقاً، إلا أن الشكوك تدور حول مقدرته على تنفيذ وعوده لأسباب منها: أولاً: الرئيس الجديد وعد بزيادة الإنفاق الحكومي بما يصل إلى ثلاثة في المئة من حجم الناتج المحلي الأميركي، وفي الوقت ذاته تعهد بخفض الضرائب على الشركات ودخل المواطن الأميركي، وهو ما يبعث على التساؤل من أين سيمول ترامب إذن الإنفاق الكبير الذي وعد به؟ ثانياً وهو مرتبط بما قبله: السقف المحدد للدين الأميركي هو 18.4 تريليون دولار، لكن الدين العام فعلياً يتجاوز هذا الرقم ويسجل اليوم 19.9 تريليون دولار، وهو ما يعني أن ترامب يستطيع خفض الضرائب على الشركات والمداخيل لكنه لن يكون قادراً على الحفز والإنفاق المالي الذي وعد به في ظل مديونية ضخمة وكبيرة. ثالثاً: اتهم ترامب الصين بالتلاعب بالعملة ووعد بسياسة حمائية ضد صادراتها لأميركا، وهو الشيء ذاته الذي قاله عن المنتجات الأوروبية، إذ وعد بفرض ضريبة على صادراتها إلى بلاده (ومنها شركة «بي أم دبليو» الألمانية التي تصنع سيارات في المكسيك)، لكن إذا عرفنا أن ثلثي واردات أميركا هي سلع غير نهائية تتطلب مزيداً من القيمة المضافة من العمال الأميركيين في الداخل، فما الذي سيحدث لهذه الأعمال إذا فرضت تعرفات ضريبية وجزائية مرتفعة على هذه الواردات؟ بالتأكيد سيؤثر الأمر في شكل مباشر على الإنتاج الأميركي ما يؤدي إلى فقد أميركيين أعمالهم. رابعاً: على رغم أن ترامب قادر نظرياً على تنفيذ بعض وعوده بسبب سيطرة الجمهوريين الموالين له على مقاعد الكونغرس، إلا أن سياسة الحمائية ليست مقبولة لدى كثر من أعضاء الكونغرس، وعلى رغم أن ادعاءه أن التجارة الحرة تسببت في تدمير الوظائف الأميركية مقبول جزئياً إلا أنه ليس صحيحاً على إطلاقه، فالبيانات تؤكد أن المواطن والاقتصاد الأميركيين انتفعا في شكل كبير من الحصول على سلع وخدمات رخيصة وتدفقات رأسمالية بأضعاف ما فقداه من فرص وظيفية (أولاً إلى رابعاً من تقرير لـ «بنك سامبا» عن الاقتصاد العالمي، كانون الأول - ديسمبر 2016). خامساً، وصف ترامب برنامج «أوباماكير» للتأمينات الصحية بالكارثة وتعهد بإلغائه، إلا أن حديثه عمومي يناقض ما يراه كثر من أن البرنامج هو أحد البرامج الناجحة والكبيرة التي تُحسب لإدارة الرئيس باراك أوباما، كما أن ترامب لم يفصح عن برنامج بديل متفق عليه، ولذا فسيجد صعوبة في إلغاء البرنامج، وربما لن يتمكن إلا من تعديل بعض بنوده فقط, رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :