أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اخبار محلية بورتريه : عبد الرؤوف الروابدة بلدوزر يرسم...

بورتريه : عبد الرؤوف الروابدة بلدوزر يرسم سياسته بالنكتة الساخرة

29-11-2012 10:09 AM
الشاهد -

هشام عودة
مثل كل السياسيين المحترفين لا توجد له حياة خاصة ، لكن يكفي ان تقول" ابوعصام"ليعرف الاخرون انك تتحدث عن البلدوزر الذي ظل اسمه عبد الرؤوف الروابدة.
اول رئيس وزراء في المملكة الاردنية "الرابعة" واول سياسي اردني يمنحه الملك عبد الله الثاني ثقته لتشكيل الحكومة بعد تسلمه سلطاته الدستورية .
الصيدلاني الذي تخلى طوعا عن لقب الدكتور حين قرر خوض غمار العمل السياسي منذ سنوات بعيدة ، يتكئ اليوم على استحقاقات لقب "دولة" ليظل احد ابرز المرجعيات التي لا يمكن تجاوزها في المشهد السياسي الاردني المعاصر .
انتماؤه المبكر لجماعة الاخوان المسلمين ، لم يمنعه من اتخاذ قرارات سياسية خطيرة انعكست على طبيعة العلاقة بين اجهزة الدولة والتيار الاسلامي ، لعل ابرزها قرار ابعاد قادة حركة حماس من الاردن ، عندما كان يمسك بملفات القرار السياسي .
ابو عصام .. الاربداوي الذي شغل منصب عمدة عمان... حمل في تاريخه السياسي العديد من الحقائب الوزارية ، ابرزها التربية والتعليم ، قبل ان يتسلم مفاتيح الدوار الرابع في نهاية الالفية الثانية.
بسبب تجربته الحزبية القديمة ، اعتقد عبد الرؤوف الروابدة ، ان وجوده على رأس حزب سياسي سيمنحه المزيد من القوة والحضور ، فذهب مع ثلة من انصاره ومريديه الى تأسيس حزب اليقظة بعد عودة الحياة الحزبية الى البلاد ، سرعان ما اندمج في صفوف الحزب الوطني الدستوري ، لكن حسابات ابي عصام لم تتفق مع حسابات "رفاقه الجدد" في الحزب ، فغادره سريعا لقناعته ان طموحاته الشخصية اكبر من ان يتم تأخيرها داخل مسار حزبي ضيق ، ولم يعد لتكرار التجربة ثانية.
دارته تتحول الى صالون سياسي ، خاصة عند المنعطفات المهمة على الصعيدين المحلي والاقليمي ، وما يقوله ابو عصام يتردد صداه في الصالونات الاخرى ، في وقت لا يتجاهل فيه صانعو القرار في الاردن ، رؤية الروابدة وقراءته للاحداث.
منذ عدة دورات حجز الرجل لنفسه مقعدا دائما في مجلس النواب ، مراهنا على شعبيته في الشارع الاردني ، اكثر من مراهنته على ارثه السياسي واستحقاقات وظائفه العليا ، لذلك ظل ابو عصام في مقعده تحت قبة البرلمان ، فيما احتل زملاؤه في نادي الرؤساء مقاعدهم في مجلس الاعيان.
احد اقوى الركائز في السلطة التشريعية ، وتظل عيناه مفتوحتين على اتساعهما ، وهو يمارس دوره في الرقابة والتشريع ، في وقت ظل فيه هاتفه وابواب مكتبه ومنزله مفتوحة امام زملائه لتقديم النصح والمشورة والتفسير، ولم يذهب للمنافسة على مراكز القيادة في السلطة التشريعية ، مكتفيا بدوره المؤثر في المعادلة السياسية ، داخل حدود مجلس الامة وخارجه .
بديهته حاضرة دائما ، وربما كانت جدية شكله الخارجي ، سببا في تفجير ملامح النكته السياسية الساخرة لديه ، فصار من الطبيعي ان تتردد نكاته الساخرة في الصالونات السياسية المغلقة ، وفي فضاء الشارع المفتوح ، ليشكل عبد الرؤوف الروابدة ظاهرة سياسية يصعب تقليدها او تكرارها في الحياة السياسية الاردنية المعاصرة ، وحين لا يجد ابو عصام بطلا لنكته الموجعة احيانا ، فانه لا يتحرج في تقديم نفسه بطلا لهذه النكات .
الذين يعرفون عبد الرؤوف الروابدة يدركون جيدا ان الرجل يملك مشروعا سياسيا يشهره امام الرأي العام ويعرف متى يستخدم اسلحته ، ولم يذهب الى قطع شعرة الحوار مع الراى الاخر ، رغم تمترسه في الخندق الذي يعتقد انه المظلة لما يؤمن به من افكار وما يسعى لتحقيقه من اهداف .
ويرى خصوم الروابدة في الشارع السياسي ان الرجل يستعمل النكته الساخرة ضمن منظومة الاسلحة التي يحارب بها في الاتجاهات كلها ، وان خفة دمه الظاهرة لم تتناقض مع تسميته بالبلدوزر حين تكون الرياح في غير ما تشتهيه سفن هذا السياسي العتيق.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :