أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية منوعات غاب الساحر .. وترجل ” الفنان محمود عبدالعزيز”

غاب الساحر .. وترجل ” الفنان محمود عبدالعزيز”

16-11-2016 01:26 PM
الشاهد -


الشاهد - فن

كان احد اهم فرسانها، وهو افضل ابناء جيله من الممثلين من حيث الاداء واختيار الادوار، واي مقارنة بينه وبين نجوم جيله ، فهو من بين اكثرهم تميزا.

في مسيرة فنية شارك بها في 84 فيلما سينمائيا، فان البداية كانت عادية، عندما اسند اليه المخرج” نور الدمرداش” دورا في مسلسل الدوامة اوائل السبعينات مع نيللي ومحمود ياسين، وشارك بعدها بفيلم ” الحفيد” عام 1974،فانه شارك بعدها في حوالي 22 فيلما، ربما كان اهمها فيلم “شفيقة ومتولي” مع الفنان احمد مظهر، لكن مع فيلم” العار” 1982، ظهرت القدرات الحقيقية للفنان محمود عبد العزيز، الذي ادى دورا تحت ادارة المخرج علي عبدالخالق،دور الطبيب الذي يقنع اخويه باستكمال دور والدهم تاجر المخدرات،وقد كانت افلام العار، 1982، وفيلم الكيف 1985، وفيلم جري الوحوش، افلاما تسجل في ذاكرة السينما المصرية، وثلاثتها بتوقيع المخرج علي عبدالخالق، حيث يقوم محمود عبدالعزيز في فيلم الكيف، بدر الشاب الجامعي الفاشل الذي يتجه للمخدرات، والتسكع ومرافقة الفرق الموسيقية الشعبية، ليعود مرة علي عبدالخالق بجمع ثلاثي ابطال فيلم العار” محمود عبدالعزيز، وحسين فهمي ونور الشريف” في فيلم لم يحقق النجاح الجماهيري، لكنه يصنف من بين الافلام الجادة نظرا للموضوع الذي يطرحه، واداء الممثلين، فقد قام محمود عبدالعزيز بدور” المنجدّ” الذي يوضب الصوف، وقد بقي محمود عبدالعزيز اسبوعا كاملا بين اصحاب المهنة، ويلتقي مع المنجدين، حتى يفهم الشخصية ويقترب من واقعها، فكان هذا الاداء المدهش له. خلال هذه الفترة كانت له مجموعة من الافلام منها وكالة البلح، والخبز المر والمعتوه، ونصف ارنب، والعذراء والشعر الابيض، والسادة المرتشون، وبيت القاصرات، ودرب الهوى، وارجوك اعطني هذا الدواء، وابناء وقتله، والسادة الرجال، لكن لابد من التوقف عند واحد من الافلام العربية المهمة، وهو فيلم” البريء” للمخرج عاطف الطيب، والذي اثار ضجة كبيرة لنضجه الفني، وللمضمون الذي طرحه الفيلم، وكذلك فيلم” الجوع” للمخرج علي عبدالخالق، الذي قدم فيه مع سعاد حسني دورا مركبا، وشخصية تراوح بين الخير والشر، في اجواء الفتوات، حيث ينتصر على الفتوات لاهانة امه، ليجد نفسه وقد اصبح واحدا من فتوات تلك الفترة. ومع المخرج” داوود عبدالسيد” يقدم فيلم الصعاليك، عن شخصية احد الهامشيين، تقتحم مع صديق لها عالم التهريب وتدخل في نادي القطط السمان التي تحاول ان تفرض سطوتها بالمال، وتوظيف هذا المال لدخول الحياة الاجتماعية التي تتناسب مع مستوى دخلها المرتفع،ويقدم محمود عبدالعزيز ادءا عاليا وهو يجسد الشخصية بهواجسها وندمها وعفويتها.
كنا في مهرجان دمشق السينمائي 1991، وشارك محمود عبدالعزيز بفيلم” الكيت كات” للمخرج داوود عبدالسيد، وكان الجميع مبهورا باداء دور “الشيخ حسني” الاعمى الذي تتقاطع من خلاله كل الشخصيات والاحداث،في اقتراح مدهش للاداء، لايقدر عليه الا ممثل ينتمي الى مدرسة الممثل، مثل محمود عبدالعزيز، ىهذا الدور الذي يكشف عن تلك الشروخ التي اصابت العلاقة بين الاجيال،وهذه البيئة من الفقر والتهميش والضياع الذي اصاب المجتمع.وفي نفس الوقت يحمل رسالة انسانية، ويبعث الامل في حياة جديدة.فكان ان حصل على جائزة التمثيل الذهبية للمهرجان. ولاحقا قدم افلاما مهمة مثل” زيارة السيد الرئيس” عن خيبات الامل للناس البسطاء، وفيلم” القبطان” الذي يمثل فيه دور شخصية غامضة، ومن ادواره التي تبقى عالقة بالذاكرة، دور “منصور” الذي يحاول ان يضفي البهجة اينما كان،في فيلم الساحر،الى جانب افلام متفاوتة المستوى مثل” ليلة البيبي دول” و”ابراهيم الابيض” والجنتل والبحر بيضحك ليه.

في التلفزيون قام محمود عبدالعزيز ببطولة عدة مسلسلات مثل البشاير ومحمود المصري وباب الخلق، وراس الغول، لكن يبقى مسلسل رأفت الهجان، 1987، باجزائه الثلاث، واحدا من الاعمال الاكثر مشاهدة ومتابعة واهتماما،على مستوى العالم العربي، في قصة ماخوذة من ملفات المخابرات المصرية، وجاءت لتعزيز الروح المصرية، من خلال ” رافت الهجان” الذي اخترق جهاز الموساد الاسرائيلي.
تم تكريم محمود عبدالعزيز بالكثير من الجوائز التي استحقها عن جدارة في مهرجانات دمشق والاسكندرية، والقاهرة ومسقط، وغيرها. غادر محمود عبدالعزيز بعد رحلة طويلة من الابداع، ومعايشة مع المرض في الفترة الاخيرة،ليغيب القبطان عن ساحة تسيدّها لفترة طويلة.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :