أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة .. وانتهى الشغور الرئاسي في لبنان

.. وانتهى الشغور الرئاسي في لبنان

09-11-2016 11:04 AM
الشاهد -

الملك يهنئ عون مؤكدا على عمق العلاقات المشتركة بين البلدين

الحريري عازم على تشكيل حكومة من كل الطوائف اللبنانية للنهوض بالاقتصاد

الشاهد : عبدالله محمد القاق

أنهى لبنان عامين ونصف العام من الشغور الرئاسي، وأصبح «الجنرال» ميشال عون «فخامة» الرئيس الثالث عشر للجمهورية.
هذا، وقد بعث جلالة الملك عبدالله الثاني ببرقية تهنئة الى الرئيس عون، عبر فيها جلالته عن خالص تهانيه بمناسبة انتخابه وأدائه اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية اللبنانية الشقيقة، مشيدا بالعلاقات الاخوية الطيبة التي تربط البلدين، مؤكدا على التطلع الدائم والمشترك لتطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات.. وكلف الرئيس عون السيد سعد الحرير ي رئيسا للوزراء وذلك بعدان حصل في اليوم الأول للاستشارات النيابية الملزمة، الرئيس سعد الحريري على 86 صوتاً، أحالته رئيساً مكلفاً تأليفَ الحكومة بشكل غير رسمي، ولما كانت «التسمية الرقمية» قد حُسمت، على الورقة والقلم، فإن التركيز بات منصبّاً على معرفة اتجاه الثنائي الشيعي الذي من شأن تصويته أن يساهم في التأثير سلباً أو إيجاباً على الوزن الميثاقي للتكليف.:
ـ والواقع إن بري هو راعي الحوار الشيعي ـ السني من خلال لقاءات عين التينة بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» بمشاركة «أمل»، وبالتالي فإن رفضه تكليف الحريري سيعطي إشارات سلبية في توقيت حساس، ما قد يؤثر سلباً على هذه التجربة الحوارية التي ربما تكون الوحيدة من نوعها حالياً في العالم العربي المتشظي، تحت وطأة الصراعات العابرة للحدود.
ـ إن حجب الأصوات الشيعية عن المرشح السني لرئاسة الحكومة قد يسبب إعادة إنعاش الاحتقان المذهبي، بينما المطلوب خفض منسوبه.
ـ إن رغبة رئيس المجلس في التعاون مع العهد الجديد وإنجاحه تستوجب إعطاء فرصة لرئيس أولى حكومات هذا العهد.
ـ إن بري يحرص على ألا يتحمل مسؤولية إجهاض أو تنفيس موجة الارتياح التي سادت إنهاء الشغور الرئاسي، وهو لا يريد لهذا البالون التفاؤلي أن ينفجر بدبوس عين التينة.
لكن أوساط بري تلفت الانتباه في الوقت ذاته إلى أن الفرصة التي سيمنحها رئيس المجلس، يواكبها حرص شديد منه على ضرورة تأمين شروط الشراكة المناسبة، بالتكافل والتضامن مع حليفيه وليد جنبلاط وسليمان فرنجية.
وتؤكد الأوساط أن بري لن يقع في فخ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي يحاول التشويش على انطلاقة العهد الجديد من خلال الترويج لمقولة إن من لم ينتخب عون، فعليه أن يبقى خارج الحكومة وأن ينتقل الى صفوف المعارضة..
والمفارقة، أن عدد المستوزرين الذين يتطلعون الى حجز مقاعد لهم في الحكومة المقبلة، لا يمكن أن تتسع له تركيبة من 24 أو 30 وزيراً، بل يحتاج إلى «مجمع» من الحكومات! وقد انتخب المجلس النيابي اللبناني، الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، في جلسة انتخابية دامت نحو ساعتين وتخللتها أكثر من دورة انتخابية، وانتهت بفوز عون بـ 83 صوتا. وذلك بعد قرابة 30 شهراً، من الشغور الرئاسي.وكانت حصيلة عملية الاقتراع الاولى 83 صوتا للعماد عون و36 ورقة بيضاء و5 اوراق ملغاة تحمل عبارة «ثورة الارز في خدمة لبنان» وسادسة تحمل اسم الفنانة ميريام كلينك التي اعتبرت ملغاة ايضا لأن صاحبتها ارثوذكسية، وبالتالي لا يحق لها الترشح للرئاسة المخصصة للموارنة، فيما قبلت ورقة باسم النائبة جيلبرت زوين كونها مارونية، وتبين لاحقا ان كتلة نواب الكتائب هي التي اقترعت لثورة الارز، وثبت ذلك من تغريدة لرئيس الحزب سامي الجميل على تويتر من داخل القاعة تضمنت العبارة نفسها «ثورة الارز في خدمة لبنان». وطلب رئيس المجلس نبيه بري من الموظف المختص توزيع الاوراق والمغلفات مجددا، واذ بعد الفرز تبين ان هناك ورقة زائدة. وبعد نقاش سريع طلب بري اعادة توزيع الاوراق للمرة الثالثة، مشددا على النواب الانتباه الى احتمال ان تكون هناك مظاريف متلاصقة، في حين غرد الوزير السابق وئام وهاب على تويتر قائلا: من وضع الورقتين واحد «ازعر»!ومرة ثالثة تبين بعد الاقتراع والفرز ان هناك ورقة اضافية ما جعل العملية باطلة ايضا. وتوجه الرئيس بري الى النواب قائلا: عليكم ان تدركوا اننا لسنا وحدنا في القاعة، فالسفراء هنا يتابعوننا واللبنانيون في كل مكان يتابعوننا. وفي الجولة الرابعة تطابق عدد المغلفات مع عدد النواب، وبعد الفرز تبين حصول العماد عون على 83 صوتا مقابل 36 ورقة بيضاء و7 لأوراق ملغاة منها 6 باسم «ثورة الارز» وورقة باسم زوربا اليوناني وورقة وضع عليها اسم النائبة ستريدا طوق جعجع. وعلى الاثر، هب انصار عون في الرابية وبعبدا وزحلة ابتهاجا بالمناسبة، وقد توجه اليه الرئيس بري بالتهنئة قائلا: انتخابكم يجب ان يكون بداية وليس نهاية، وهذا المجلس على استعداد لمد اليد لاعلاء لبنان. وتوجه بري الى عون قائلا: اليوم وقد انجز مجلس النواب هذا الاستحقاق الرئاسي بانتخابكم، فإنه يعهد اليكم قيادة السفينة الى بر الامان.ووصف بري الرئيس عون بأنه احد اركان شرعية هذا المجلس، مؤكدا على استمرار المؤسسات الدستورية والتمسك بالحرية والديموقراطية والعيش المشترك، مشيرا الى الاخطار التي تهدد لبنان، مؤكدا على ضرورة وضع قانون عصري للانتخابات. وتوجه بري بالتحية والشكر لهذا المجلس النيابي بالتحديد، ولحكومة الرئيس تمام سلام وللمعاناة التي تحملاها معا وصبرهما كل منهما صبر النبي ايوب. وقال: الريح تعصف والامواج تتلاطم من حولنا وتهدد بتقسيم المقسم من اقطارنا ومن اقطار جوارنا العربي ودخول المنطقة بحروب استتباع لا تنتهي، وتفضي بالتأكيد الى اسرائيليات على شكل فيدراليات او كونفيدراليات طائفية ومذهبية وعرقية وجهوية وفئوية، اما ما تقدم فهو احد التهديدات الجديدة لاستقرار المنطقة ولبنان، والتي زادت من حدة التهديدات المتمثلة بالارهاب، وكذلك من حدة ازمتنا الاقتصادية والاجتماعية والنازحين من اخواننا السوريين والفلسطينيين من الشقيقة سورية. اما التهديد الفعلي والمستمر لبلدنا فإنه ينبع دائما من عدوانية اسرائيل، من كونه المنافس الاقتصادي المحتمل لها. رئيس الجمهورية المنتخب العماد ميشال عون اكد في خطاب القسم على الاخلاص للامة وللبنانيين في الخيارات المصيرية وحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة اراضيه. وقال: اتيت من مسيرة نضالية طويلة مليئة بالتضحيات، خصوصا في المؤسسة العسكرية والسلطة العامة، آملا تأمين استقرار يطمح اليه اللبنانيون كي لا تكون اول خطوة لكل لبناني السفر.وشدد على ان اول خطوة نحو الاستقرار هي في الاستقرار السياسي ولا يمكن ان تطبق الا باحترام الميثاق والدستور والقوانين، ويجب تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني من دون استنسابية، وقال: علينا ان نعيش روح الدستور من خلال المناصفة الفعلية واقرار قانون انتخابي والوحدة الوطنية من مقومات الاستقرار الامني. ورأى ان لبنان السائر بين الالغام لايزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة، وسنمنع وصول اي شرارة اليه، مؤكدا الالتزام بقرارات الجامعة العربية وسنتبع سياسة خارجية تنأى بنفسها عن نيران المنطقة وسنحمي وطننا من العدو الاسرائيلي والتعامل مع الارهاب باستباقية وردعية حتى القضاء عليه، مشددا على ان لا حل في سورية من دون عودة النازحين، ويجب تثبيت حق العودة للفلسطينيين، لافتا الى معالجة مشكلة النازحين من خلال التعاون مع الدول والسلطات المعنية والتنسيق مع منظمة الامم المتحدة. وقال: الامن والقضاء مرتبطان بمهمات متكاملة، اما مشروع تعزيز الجيش وتطوير قدراته فسيكون هاجسي واولويتي ليصبح جيشنا قادرا على حماية ارضه. ودعا الى اعتماد خطة وطنية لمعالجة الوضع الاقتصادي، مؤكدا اعتماد اللامركزية الادارية وارساء منظومة قوانين تحمينا من الفساد والعمل على تفعيل اجهزة الرقابة. انتقل الرئيسان عون وبري عقب الانتخاب والقسم إلى صالون مجلس النواب، حيث تقبلا تهاني النواب والشخصيات السياسية والديبلوماسية، وكان بين مهنئي الرئيس عون النائب سليمان فرنجية صاحب فكرة الورقة البيضاء، والذي قال وهو يغادر المجلس، هنأت الجنرال الذي أصبح رئيس جمهورية لبنان وهو حليفنا في السياسة، وخطنا هو الذي انتصر. قبل الجلسة الانتخابية، كان للرئيس نبيه بري كلام عن خلفية التفاهمات التي آلت الى تسهيل انتخاب العماد عون، حيث قال امام زواره ان التسوية الحاصلة ربما تكون ايرانيةـ اميركية، لكنها حتما ليست تسوية لبنانية صرفة. وقال امام زواره: لقد اقترحت ان يكون هناك تفاهم وطني واتفاق على مرحلة ما بعد الرئاسة، حتى لا نقع فيما سنقع فيه بعد عصر الاثنين، لكن لم يسمعوا، ولنرَ ماذا سيحصل. وعن مشاركته في الحكومة، قال بري: ما بعرف، حتى الآن انا معارضة، ولن اعمل اي شيء، الآن بيفرجوني شغلة بتعجبني بمشي فيها، ما بتعجبني ما بمشي، عدس بترابوا كل شي بحسابوا. وقد رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان نتائج اليوم الانتخابي هو بفعل الوفاء والصدق والالتزام، وهذه مدرسة جديدة في السياسة اللبنانية وستكون لها تأثيرات في الحياة السياسية، ونحن امام عهد جديد ولابد من تثبيت الشراكة وتشكيل حكومة وحدة والانكباب على العمل لاقرار قانون انتخاب جديد، والانطلاق للعمل لما فيه مصلحة لبلدنا لبنان لنعالج مشاكل المواطنين والقضايا العالقة.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :