أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة دبلوماسيون ل – الشاهد - :التشرذم العربى...

دبلوماسيون ل – الشاهد - :التشرذم العربى والانقسام الفلسطينى سيزيدان من مجازر غزة ..

21-11-2012 01:48 PM
الشاهد -

الشاهد – عبدالله محمد القاق
في الوقت الذي لم تتوقف فيه ردود الأفعال على العدوان الإسرائيلى على غزة واغتيال قائد قوات حركة حماس أحمد الجعبرى، والذي امتد إلى عدد من الدول العربية من بينها مصر خاصة بعد الخطوات، التى اتخذها الرئيس الدكتور محمد مرسى، ، باستدعاء السفير المصرى من إسرائيل، فى ظل حالة غير واضحة حول طبيعة العلاقات بين مصر وإسرائيل بعد وصول أول رئيس مدنى للبلاد، والتى استهلها الرئيس بإرساله خطابًا لبيريز يوحى بتحسين العلاقات بين الجانبين.. أعلن الرئيس الدكتور مرسي رفضه عن ما يحدث بغزة، وظهور حالة من التوتر على الحدود المصرية الإسرائيلية، مما يطرح تساؤلا حول مدى تأثير قرار استدعاء السفير على العلاقة بين مصر وإسرائيل، وهل الخطوات، التى من الممكن أن تؤدى إلى تصعيد بين الطرفين أم لا.
والواقع إن الخطوات التى اتخذها الدكتور محمد مرسى تجاه ما حدث بغزة ، لم تبتعد عن المنظور الدبلوماسى وتمثل فى مجملها دعوة لتحرك دبلوماسى عربى ودولى بمساعدة الأمم المتحدة.
والملاحظ أن أي نجاح ستحققه مصر والدول العربية يساعد على وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، يمثل نجاحًا دون أن يتطلب الأمر تدخلا عسكريا، خاصة أنه لا يوجد هدف مباشر من المواجهة العسكرية مع إسرائيل فإذا كان تهدف إلى فك الحصار ووقف العدوان على غزة كلها أهداف يمكن تحقيقها دبلوماسيا وليس عسكريا..
إن القرار المصري المدعوم من بعض الدول العربية في اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي عقد السبت الماضي في القاهرة يمثل تصعيدا ضد الجانب الإسرائيلى ويعبر عن رفض القيادة المصرية للعدوان الإسرائيلى على غزة، مؤكدا أن هذا لن يؤدى إلى حدوث صدام مع الجانب الإسرائيلى ولن يتعدى الأمر حدود الردود السياسية دون حدوث قتال.
وبعيدا عن التوتر الدبلوماسى بين البلدين، شهدت العلاقات الثنائية بين مصر والكيان الصهيونى منذ قيام ثورة الـ25 من يناير، تأثرا ملحوظا على مستوى قطاع السياحى، والقطاع الاقتصادى، فقد انخفض معدل التجارة بين مصر والكيان الصهيونى، خلال عام 2011 بنسبة 23% عن عام 2010، وبلغ حجم التجارة بين الدولتين العام الماضى، 388 مليون دولار، فى حين زادت الصادرات الإسرائيلية إلى مصر بنسبة 42% بالمقارنة مع عام 2010، ووصلت إلى 210 ملايين دولار، بسبب زيادة الصادرات الإسرائيلية من الكيماويات، فيما انخفضت واردات الكيان الصهيونى من مصر بنسبة 50% لتصل إلى 180 مليون دولار، وانخفضت حجم التجارة بين مصر وإسرائيل، عن شهرى فبراير ويناير من العام الحالى بنسبة 21%، بسبب وقف تصدير الغاز المصرى إلى الكيان الصهيونى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعربت فيه الحكومة المصرية عن رغبتها فى تعديل اتفاقية الكويز، التى تعفي المنتجات المصرية من الرسوم الجمركية، فى موانئ الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل احتوائها على مواد من الكيان الصهيونى، بنسبة 10 ونصف فى المائة، وتطالب الحكومة المصرية بضرورة تخفيض تلك النسبة، لتصل إلى 8 ونصف% فقط، فى حين كشف تقرير حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال الـ7 أشهر الأخيرة، والصادر عن وزارة السياحة، أن السياحة الإسرائيلية إلى مصر تراجعت بنسبة 61%، خلال الستة أشهر الماضية، وأورد التقرير أن الانخفاض يرجع فى الأساس إلى التحذيرات الإسرائيلية المستمرة، عن الحالة الأمنية فى سيناء.
إن دخول مصر فى أى مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيونى كما يقول المراقبون ، يقضى تماما على خطط التنمية، خاصة مع الأزمة الاقتصادية، التى تعانى منها مصر منذ سنوات، وانخفاض احتياطى البنك المركزى إلى 15 مليار دولار، يدخل من ضمنها مليار ونصف، هى قيمة الوديعة القطرية، ومثلها الوديعة السعودية، ودخول مصر فى حرب يعني الحاجة إلى توجيه ميزانية الدولة كاملة إلى الجيش، وهو الأمر الذى لن يجدى نفعا، فى ظل دعم أمريكا الكامل لإسرائيل، وتصريح الرئيس الأمريكى أوباما أكثر من مرة، على أن دولته لن تسمح بأن تفوق قوة الدول العربية مجتمعة، قوة إسرائيل.
ويرى المراقبون ، أن سحب السفير المصرى من إسرائيل، واستدعاء السفير الإسرائيلى، خطوة جيدة، تعيد لمصر دورها فى المنطقة العربية، وتعلن المساندة الصريحة للقضية الفلسطينية، لكنها تطرح فى نفس الوقت عددا من التساؤلات الهامة، فهل كان الرئيس سيقدم على نفس الفعل، فى حالة ما إذا كانت غزة تحت حكم غير حكم حماس؟، إحدى فصائل المقاومة الإسلامية، المقربة من جماعة الإخوان المسلمين، ولماذا لم يقم الرئيس برد فعل بنفس السرعة والقوة، بعد مقتل جنودنا على الحدود، خلال إفطارهم فى شهر رمضان الماضى؟
ومن البديهي القول ، إنه فى غياب توازن القوى بين العرب وإسرائيل وفى وجود التشرذم العربى والانقسام الفلسطينى، بالإضافة إلى عدم وجود خطة عقلانية وإرادة حقيقية لحل النزاع العربى الإسرائيلى ستستمر مجازر الأبرياء وجاء ذلك فى تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعى وهذا يتطلب عقد قمة عربية في اقرب وقت ممكن للضغط على الولايات المتحدة الاميركية لتغيير مواقفها من الشعب الفلسطيني ودعمها اللامحدود لاسرائيل خاصة بعد نجاح اوباما في الانتخابات الرئاسية الاميركية
والواقع ، أن فشل مجلس اﻷمن فى إصدار بيان يدين العدوان اﻹسرائيلى على غزة كان متوقعًا، مشيرا إلى أن أمريكا وبريطانيا وقفتا فى صف إسرائيل، فالدولة الأولى مهدت لها باحتلال فلسطين وتشجيع الهجرة اليهودية، واﻷخرى أول من اعترف بها ودعمها عسكريا واقتصاديا طوال 60سنة، وحماها من أى إدانة فى المحافل الدولية.
ويرى المراقبون : "وكأن اﻷمم المتحدة أنشئت من أجل إقامة إسرائيل وحمايتها، وقضايا هامشية أخرى، بينما يتم تهديد محمود عباس بالويل والثبور وعظائم اﻷمور من أمريكا وإسرائيل لمجرد أنه يريد تنفيذ ما أعلنه من سنة، وأخرى بسبب الضغوط الشديدة، للحصول على اعتراف مضمون من غالبية أعضاء الجمعية العامة بدولة فلسطين كدولة مراقب غير عضو باﻷمم المتحدة، موجها حديثه إلى الرئيس الفلسطينى قائلا: "افعلها يا أبو مازن، ﻻ تخضع هذه المرة، دعنا نفضها سيرة". والواضح أن المعركة الدائرة على الأرض التي أطلقت عليها اسم (حجارة السجيل)، ستحدد معالم جديدة في طبيعة الصراع مع الاحتلال الذي حمله المسئولية الكاملة عن هذه الحرب المفتوحة التي بدأها ''ولا يملك قرار إنهائها؛ لأن ذلك مرهون بالثمن الذي سيتكبده على يد المقاومة''. والمطلوب العمل على ضرورة أن يضع الزعماء العرب استراتيجية جديدة لدعم الشعب الفلسطيني ونصرة المقاومة وصولًا لإنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية إلى النفير العام لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. ومن الواضح القول ان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مطالبة برفع اليد الثقيلة عن المقاومة في الضفة المحتلة ووقف التنسيق الأمني والإفراج عن المعتقلين السياسيين.، والتأكيد على وحدة الدم والمصير،خاصة أن العدو الذي يحاول استخدام دماء الشعب الفلسطيني في معركته الانتخابية سيكلف ساسته مستقبلهم السياسي.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :