أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة هجمة اميركية على المنطقة بمناسبة قرب انتهاء...

هجمة اميركية على المنطقة بمناسبة قرب انتهاء ولاية اوباما في نوفمبر المقبل

31-08-2016 12:43 PM
الشاهد -

كيري يطرح على القادة السعوديين وقف الحل العسكري باليمن واللجوء الى الحل االسياسي حقنا للدماء بين المدنيين !

الشاهد : عبدالله محمد القاق

تشهد المنطقة العربية تحركا اميركيا واسعا بمناسبة قرب انتهاء ولاية الرئيس الاميركي اوباما واحتدام منافسة السباق الرئاسي بين ترامب مرشح الحزب الجمهوري وهيلاري كلنتون مرشحة الحزب الديمقراطي . فقد استقبل خادم الحرمين الشريفين وفدا اميركيا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتناول الحديث الاوضاع في المنطقة ومن بينها سورية واليمن وايران ومكافحة الارهاب وسيزور كيري وزير الخارجية الاميركي المنطقة خلال هذا الاسبوع لبحث عدد من القضايا خاصة الاوضاع في اليمن وامكانية ايجاد حل سياسي بدلا من استمرار المواجهة العسكرية بين الطرفين التحالف العربي والمتمردين من مليشيات الحوثيين وعلي عبدالله صالح . وكانت زيار ة بايدن نائب الرئيس الاميركي الى تركيا بالغة الامية حيث بحث مع اردوغان رئيس الجمهورية التركية محاولة الانقلاب ضد نظام الحكم في تركيا وموضوع تسليم غولن المتهم بتدبير مؤامرة قلب الحكم في تركيا . والواقع انه سيتذكر الاميركيون أوباما على انه اكثر الرؤساء الذي لم تشب ولايتيه اي شائبة: لا فضائح مالية لمستشارين، ولا عشيقة سرية للرئيس، ولا استخدام للنفوذ لاغراض شخصية. بعد ثماني سنوات على دخوله البيت الابيض، سيتذكر الاميركيون أوباما على انه اكثر الرؤساء الزاهدين في حياته الشخصية، فهو يبتعد عن الاضواء غالبا بعد الساعة الخامسة، وينتقل الى الجناح الشرقي من البيت الابيض المخصص لعائلته.

ويروي أوباما انه منذ دخوله وعائلته المنزل الرئاسي، يندر ان لم تجلس العائلة على الطاولة مساء لتناول العشاء، و»يتحدث كل منهم عن يومه وشؤونه». ويتمتع أوباما بعلاقة متينه مع زوجه، وابنتيه، ووالدة زوجه، التي تسكن معهما للاهتمام بالبنتين بسبب ارتباطات الرئيس والسيدة الاولى معظم اوقات النهار.

وأوباما هو قصة نجاح شخصية قبل ان ينخرط في العمل السياسي، فهو خريج جامعتين من جامعات النخبة في الولايات المتحدة، «كولومبيا» و»هارفرد»، التي يحمل منها دكتواره في القانون، وكذلك زوجه ميشيل.

ويقضي أوباما معظم اوقات المساء وهو يقرأ الكتب والصحف، ويطلب من العاملين لديه اختيار عشر رسائل من رسائل المواطنين التي يرسلونها الى البيت الابيض، فيقرأ هذه ايضا، وهي غالبا ما تكون طلبات شخصية، ويحاول تقديم المساعدة لاصحابها، وغالبا ما يتصل بهم ويقدم لهم العون المالي من جيبه الخاص.

والى كونه رجل عائلة وقارئ مثقف، يتمتع أوباما بكاريزما سهّلت من فوزه بالرئاسة في ولايتين، فهو الى مواهبه الخطابية، يتمتع بجاذبية يتحدث عنها الاميركيون، خصوصا عن اطلاقه ابتسامته العريضة او عند مشاركته في نشاطات غير سياسية. في عيد الفصح مثلا، يفتح البيت الابيض ابوابه للتقليد المعروف بـ «مفاقسة البيض»، بحضور ومشاركة باراك وميشيل، ويعقد الرئيس حلقة قراءة للأطفال المشاركين، ويقرأ لهم الكتب فيما يتظاهر وانه الشخصيات في الكتب التي يقرأها.

كذلك، لفت الاميركيين اداء أوباما الفكاهي في العشاءات السنوية لرابطة مراسلي البيت الابيض. وبعتبر الاميركيون أوباما من بين رؤسائهم «المضحكين». وحس الفكاهة الرئاسي غالبا ما يظهر على التلفزيون اثناء مشاركة أوباما في برامج فكاهية معروفة مع كوميديين مشاهير من امثال جون ستيورات وسيتفن كولبير.

وترافقت شخصية أوباما وميشيل المميزة، وغياب الفضائح عن فترة حكمه، مع تقديمه اداء في السياسة الداخلية مقبول نسبيا، فنسبة البطالة تدنت الى ما دون ٥ في المئة، والاقتصاد عاد للنمو في عهده، وان في شكل خجول، في وقت تعاني كل الاقتصادات الكبرى من عثرات وتباطؤ.

المأخذ الوحيد ضد أوباما يأتي من السياسة الخارجية، ان كان في فشله في التعامل مع قضية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، ام في فشله في وقف المجازر السورية، ام في توقيعه اتفاقية نووية مع ايران بدا وكأن غالبية المعنيين بالسياسة الخارجية ضدها.

لكن استطلاعات الرأي تظهر ان ٣ في المئة فقط من الاميركيين يتابعون الشؤون الدولية، وهو ما يجعل السياسة الخارجية في اسفل سلم اولوياتهم، الا اذا كانت اميركا منخرطة مباشرة في حرب مكلفة ماليا وبشريا، مثل حربي العراق وافغانستان. وأوباما حصد شعبيةهائلة بعد سحبه أميركا من الاولى وتقليصه الانخراط الاميركي في الثانية.

الحكم الاميركي الاولي على ولايتي أوباما ايجابي حتى الآن. صحيح ان العالم سيتذكر أوباما ويتذكر تقاعسه عن وقف المجازر في سورية او فشله في منع قيام تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، الا ان هذه الشؤون الخارجية لن تعكر على أوباما المجد الذي سيحوزه على الارجح بعد خروجه من الحكم.

وعلى عكس سلفه جورج بوش، الذي خرج من البيت الابيض ونسبة تأييده لا تتخطى ٢٥ في المئة، يتمتع أوباما بتأييد حالي يتخطى الخمسين في المئة، اي غالبية الاميركيين.

ومن المعروف ان المسؤولين الاميركيين، ومنهم الرؤساء، ترتفع شعبيتهم عند خروجهم من المسؤولية، فشعبية بوش مثلا تكاد تقارب الخمسين في المئة اليوم، بعد ثماني سنوات على خروجه من الحكم، رغم تدنيها في السنوات الاخيرة لحكمه.

هكذا، من المتوقع ان ترتفع شعبية أوباما المرتفعة اصلا، بعد ١٧ يناير، يوم خروجه من البيت الابيض. هذا الارتفاع الكبير في شعبية أوباما سيؤثر ايجابا لدى المؤرخين الذين سيعكفون على كتابة سيرته.
أوباما من الرؤساء الاميركيين القلائل الذين سيتذكر التاريخ انه كان بامكانه الفوز بولاية ثالثة لو ان الدستور الاميركي يسمح ذلك. لكن أوباما سيخرج من الحكم، وسيدخل التاريخ عند الاميركيين، حتى لو ان عددا كبيرا من الشعوب، وفي طليعتهم العرب، يتحينون فرصة خروجه كي لا يترحموا على ولايتيه.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :