أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة هل يعيد اوباما النظر بسياسته تجاه المنطقة...

هل يعيد اوباما النظر بسياسته تجاه المنطقة العربية !؟

17-11-2012 03:25 PM
الشاهد -

بقلم : عبدالله محمد القاق
رسالة التهنئة التي بعث بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية اكدت على ضرورة استمرار تكثيف العمل والتعاون من أجل التعامل مع القضايا والتحديات الراهنة بهدف إيجاد عالم أكثر أمنا واستقرارا.وشدد جلالته أن مستقبل الشرق الأوسط يعتمد بشكل ملح على إيجاد حل للقضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية في المنطقة. ولم يغفل جلالته ان يؤكد للرئيس الاميركي اهمية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين الذي يلبي تطلعات الجانبين، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة ويوفر الأمن لإسرائيل ولدول المنطقة.وأضاف جلالته في الرسالة، «توفر فترتكم الرئاسية الثانية فرصة مهمة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وعليه يجب أن تستأنف جهودنا المشتركة للعمل سويا لتحقيق هذا الهدف»، مؤكدا جلالته أن «المطلوب الآن أن نقوم بعمل شجاع لوضع منطقتنا ذات الأهمية الاستراتيجية على طريق المستقبل المستقر والامن والمزدهر». فهذه الرسالة تدل على رغبة جلالته في مواصلة العملية السلمية وتحقيق السلام الناجز خلال فترة رئاسته الثانية خاصة وان الانتخابات الامريكية تشكل مناسبة للكتاب والصحافيين والمحللين من اجل اطلاق مقالاتهم التي تتناول فترة حكم الرئيس السابق وانجازاته خلال اربع سنوات او مزايا الرئيس القادم في حال فوزه وما يميزه عن الرئيس السابق..
والواقع انه اذا نظرنا الى الرؤساء الذين تعاقبوا على السلطة منذ عام 1948 أي منذ النكبة الفلسطينية لم يصادف وجود أي رئيس امريكي خذل اسرائيل، لكي نستطيع القول بانه كان افضل بالنسبة لقضايانا ومفضل لدينا، وانما كان هناك رئيس سيء واسوأ، من ناحية اخرى فهؤلاء الرؤساء دون شك كانوا كلهم جيدين لدولة الاحتلال الاسرائيلي.
من السذاجة ان نُفضل مرشحاً على آخر، ومن خلال التجربة الطويلة والتعامل مع السياسة الامريكية اتضح بأن الرهانات على الرؤساء الامريكيين من قِبل العرب كانت دائماً خاسرة، ومن السذاجة ايضا ان نعتمد على امريكا لكي تُعيد لنا اراضينا المحتلة أو الوقوف الى جانب قضايانا، هذا لن يحصل ابداً ما دام العرب لم يتعلموا لعبة الأمم ولعبة السياسة القائمة على المصالح المتبادلة. فكل الرؤساء الامريكيين وعدوا بحل القضية الفلسطينية، وخير مثال على ذلك هو الرئيس الحالي باراك اوباما الذي لم ننس وعوده بحل القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين، ولكن جهوده لم تكن مؤثرة وغير ناجعة ولم نشهد اي ضغط من قبله على اسرائيل لاجبارها على الحل او وقف الاستيطان يلتهم الارض الفلسطينية، وانما بالعكس عمل اوباما على تحريض الدول على عدم التصويت في الامم المتحدة على مسعى الفلسطينيين لنيل عضوية دولة فلسطين بصفة مراقب في الامم المتحدة، وعمل أيضاً على منع اي ادانة لاسرائيل في المحافل الدولية لما تقوم به من جرائم واستيطان وقتل وقرصنة.
فرومني صراحة اعلن بأن القدس ستكون عاصمة اسرائيل، أما اوباما لم يدلِ بتصريحات هوجاء كرومني وهذا لا يعني بان اوباما افضل من رومني، ولكنه عمل الكثير لاسرائيل ودعمها بكل الوسائل الممكنة، وبغض النظر عن تصريحات الرئيس اوباما والمرشح رومني، فالهدف يبقى واحداً، وهو بقاء اسرائيل قوية ومتفوقة على العرب في كل المجالات واهمها في المجال العسكري من اجل السيطرة على منطقة الشرق الاوسط، ويبدو ان اسرائيل النووية لا تخيف العرب وها هي تقيم المناورات مع الولايات المتحدة ومنفردة وكل هذا لا يزعج العرب وبالكاد نسمع الانتقادات او التعبير عن القلق أو الخوف من هذه المناورات، وكأن المعني ليس العرب ومنطقة الشرق الاوسط وانما جزر الواق واق. وكان رد فعل طهران الانتقادي على اعادة انتخاب اوباما متوقعا وحذرت واشنطن من الاعتقاد بأن بوسعها إقامة علاقة مع إيران سريعا. وقال صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية "بعد كل هذه الضغوط والجرائم ضد الشعب الايراني لا يمكن للعلاقات مع امريكا ان تعود بين ليلة وضحاها ولا يمكن للامريكيين الاعتقاد بأن بوسعهم اتخاذ بلادنا رهينة من خلال الحضور إلى طاولة المحادثات." لكن هناك مؤشرات الى ان القيادة الايرانية تعتبر استمرار أوباما أفضل من فوز منافسه الجمهوري ميت رومني في ظل الاعتقاد بأن رومني سيكون اكثر تعاونا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بضربة عسكرية محتملة لإيران. وقال سكوت لوكاس من موقع (اي.ايه) وورلد فيو الاخباري على الانترنت "قادة ايران يعرفون ان اوباما منع اسرائيل من شن هجوم عسكري عليها. انهم لا يعرفون ما كان سيفعله رومني وكانوا خائفين الى حد ما." وفي خطاب في طهران الاسبوع الماضي اثنى السفير الايراني السابق في باريس والامم المتحدة صادق خرازي على اوباما لجهوده في "خفض التوتر بين الاسلام والغرب" ومحاولة "التقارب مع ايران". وبدأ اوباما رئاسته في 2009 بمحاولات دبلوماسية تجاه طهران لكن جولات متتالية من العقوبات التي فرضتها واشنطن والاتحاد الاوروبي عليها خفضت الصادرات الايرانية من النفط بحدة وكان الكثيرون يخشون خطر التعرض لهجوم في حالة فوز رومني وان الولايات المتحدة كانت ستتدخل في منطقة الشرق الاوسط كما فعلت في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش الجمهوري ايضا. ومن بين هؤلاء الصحفية الايرانية المعارضة ميرا التي قالت ان "الايرانيين يعتقدون ان الحرب ستكون مدمرة وستدفع المنطقة عقدين او ثلاثة إلى الوراء وسيكون اختيار الرئيس الاميركي للمرشح السابق للرئاسة جون كيري الاثر الكبير في اعادة النظر بسياسة اميركا الشرق اوسطية وان كانت السياسة الاميركية تجاه المنطقة مرسومة ومبرمجة لصالح اسرائيل .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :