أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية عالم الجريمة (عمر انا بالجنة) آخر ما قاله بلال قبل وفاته

(عمر انا بالجنة) آخر ما قاله بلال قبل وفاته

01-06-2016 01:02 PM
الشاهد -


كان ضحية مشاجرة بين اصحاب السوابق في منطقة الوحدات

والده: يجب (سحل) المتهم في كل المخيم حتى يكون عبرة لغيره

الشاهد - نظيرة السيد

لم تكن عائلة المرحوم بلال محمد حسن حمدان تدري بما يخبئه لها القدر ولابنها الشاب الخلوق الملتزم الذي بذل والده كرمال تربيته ليصنع منه شابا يافعا ملتزما له سمعة طيبة وبارزة بين اقرانه وهذا بشهادة الجميع من الاقارب والمحيطين الذين كانوا يتواجدون في المنطقة (الوحدات) وفي بيت العزاء لكن القدر كان لبلال بالمرصاد وجاءت حادثة وفاته (مقتله) مثل الصاعقة علي والدته ووالده واشقائه وكل من عرفه والتفاصيل تابعتها الشاهد من خلال لقاءات عدة مع ذويه واشقائه الذين روا التفاصيل وهم يذرفون الدموع بغزارة حزن وألم على شاب لم يبلغ بعد الثالثة والعشرين من عمره.

والدة المرحوم

بداية الحديث كان مع الحاجة ام محمد والدة المرحوم بلال والتي كان لديها ثلاثة ابناء ليصبحوا بعد وفاته (رحمه الله) اثنان واربع بنات. تقول الحاجة ام محمد للشاهد ان بلال انهى دراسته من كلية ناعور تخصص مستودعات وهو يعمل حاليا موظف في شركة اورنج منذ ستة شهور وتضيف الحاجة ام محمد للشاهد انه يوم الحادث عاد بلال الى البيت متعبا وطلب منها تجهيز الغداء وبعد ان مكث في البيت قليلا وقال انه ذاهب برفقة شقيقه عمر ليلعب كرة قدم وخرج من المنزل ولم يعد اليه بعد ان توفاه الله نتيجة مشاجرة في الحي بين اصحاب سوابق (ليس له علاقة بهم لا من قريب ولا من بعيد) وكان احدهم يحمل سلاح (البابمكشن) يهدد به الطرف الثاني واخذ يطلق الرصاص عشوائيا ليصيب مجموعة من الناس المتواجدين في المنطقة ومن بينهم بلال.

التفاصيل

تفاصيل المشاجرة والوفاة رواها للشاهد والد المرحوم بلال السيد منير محمد حسن حمدان قائلا انه حسب الشهود كان المرحوم بلال ذهبا لممارسة هوايته المفضلة لعبة كرة القدم مع شقيقه في ساحة مسجد المدارس وبعد انتهاء اللعبة حانت صلاة المغرب وذهب بلال برفقة شقيقه وبعض الشباب للصلاة واثناء خروجهم كان هناك مشاجرة بين اثنين من اصحاب السوابق في المنطقة وكانوا يحملون السكاكين والامواس والادوات الحادة يهددون فيها بعضهم البعض وعندما شاهدهم بلال واصدقائه (وهم يعرفون انهم اصحاب سوابق) هربوا من امامهم حتى لا يصيبهم مكروه لكن احد المتشاجرين (وهو القاتل) دخل الى منزله واحضر سلاح (البابمكشن) واخذ باطلاق النار عشوائيا من نافذة المنزل وكان القاتل من اصحاب السوابق وخرج من السجن منذ يومين واثناء اطلاق النار عشوائيا اصيب كثيرون من المتواجدين في المنطقة ومن بينهم المرحوم بلال وتم نقله من قبل شقيقه عمر والمتواجدين الشباب الى مستشفى البشير وهو بحالة خطرة كما اخبروني حيث كنت في هذه اللحظة في المنزل وذهبت مسرعا الى مستشفى البشير وكان بلال ما زال على قيد الحياة وفي حالة اغماء وكان الاطباء يجرون له صدمات كهربائية حتى يصحو وطلبوا منا تأمين واحدات دم له والذهاب الى بنك الدم لاحضارها حيث كان النزيف داخليا وعملية انقاذه تتطلب وحدات دم كثيرة لكن عندما عدنا كان المرحوم بلال قد اسلم الروح.

واضاف والده للشاهد انهم قاموا باخذ عطوة امنية لمدة ثلاثة ايام لكن اقارب القاتل لم يحضروا وطلبت الاجهزة الامنية تمديد العطوة حتى صباح اليوم الاربعاء وقد وافقنا على ذلك وعلى تمديد العطوة لمرة واحدة وبعدها تتخذ الاجراءات حسب الانظمة والقوانين وما هو متعارف عليه وطالب والد المرحوم بلال بضرورة اعدام القاتل لان القاتل يقتل ولو بعد حين وقال ان دم ولده لن يذهب هدرا مطالبا الحكومة ان تمنع كل شخص من اقتناء واستخدام السلاح دون ترخيص واعدامه فورا ليكون عبرة لمن يعتبر وتكون العقوبة لهؤلاء اصحاب السوابق اعداما بطيئا على مرأى ومسمع كل اهل المخيم حتى يكونوا عبرة لغيرهم.

اشقاء المرحوم

عمر شاب موظف في شركة اورنج ايضا روى للشاهد التفاصيل الدقيقة للحادث كونه كان برفقة شقيقه بلال وقال عمر اننا انا وشقيقي بلال نحب لعبة كرة القدم ودائما ما نشارك في مباريات في المنطقة وفي نفس اليوم الذي ذهبنا فيه الى لعب المباراة الاخيرة في حياة بلال كان وكأنه يشعر في ذلك اذ بدأ يسلم على كل من يقابله وتعمد ايضا الذهاب لبعض المعارف والاصدقاء المحيطين بنا وسلم عليهم وكان يمازحهم جميعا وطلب ممن كان على خلاف معه ان يسامحوه ووعدهم بان يشكل فريقا لكرة القدم ويشاركهم في اللعبة، وانا كنت استغرب كل ما قام به بلال وانه سلم على الجميع وذهب حتى الى مناطقهم التي تبعد عنا مسافة كبيرة وكأنه يودع كل معارفه واصدقائه بعدها سلكنا شارع سمية في منطقة الوحدات مقابل المسجد (مسجد المدارس) ونحن في الطريق صادفتنا مشاجرة بين اصحاب السوابق في المنطقة وهم اسماء معروفة للجميع وكانوا مشتركين مع بعضهم البعض وكانوا يحملون الامواس والمشارط ويوجهون الطعنات لبعضهم البعض عندها تجمعت الناس وبدأت تشاهد المشاجرة وعندما وجدنا ان المشاجرة اشتدت وان هناك اطلاق للرصاص طلب منا بلال ان نهرب لكن احد اصدقائه اوقفه لبعض الوقت لمشاهدة المشاجرة وانا كنت اعتقد ان شقيقي بلال يركض ورائي لتفادي الرصاص ولكنني عندما نظرت خلفي وعدت الى الوراء شاهدت اناس كثر مطروحين ارضا مصابين برصاص اطلقه احد المتشاجرين من سلاح (بامبكشن) وكان المصابون اكثر من ثلاثة وشقيقي المرحوم بلال الرابع وجميعهم لم يكن لهم علاقة بالمشاجرة وعندما اقتربت لمشاهدة شقيقي بلال وجدته مقبلا عليّ ويضع يده على صدره وقال لي (عمر انا بالجنة) وكنت اعتقد انه يمازحني وعادها مرة اخرى وكان ينظر الى اعلى ولم يظهر عليه انه مصاب وعندما فهمت انه مصاب واستوعبت الامر وحاولت حمله لاسعافه وطلبت منه ان يتشهد وردد ورائي (اشهد ان لا اله الا الله) وبعدها اعادها مرة ثانية وثالثة ولم تحضر الاسعاف حتى هذه اللحظة وكان جميع المصابين مطروحين ارضا وكلهم شباب يافعين بعدها غاب بلال عن الوعي ووجدنا مركبة استقليناها الى المستشفى وذهبنا به سريعا الى مستشفى البشير وحملت شقيقي على كتفي ونزلت وكنت اركض وقبل ان اصل غرفة الانعاش بدأ جسم المرحوم بلال يثقل بين يدي وجلست على الارض واخذت ازحف معه الى ان وصلت غرفة الانعاش وجاء رجال الامن لمساعدتي وعندما وصلنا الى غرفة الانعاش كان بلال يصارع الموت في لحظاته الاخيرة ولكن الاطباء اخبرونا انه ما زال حيا ويحتاج الى دم وعندما ذهبنا لاحضاره وعدنا كان بلال قد فارق الحياة وكان هناك اكثر من 200 شخص جاءوا للتبرع بالدم لكنه اسلم الروح قبل ان ينقل له الدم. شقيقه الاكبر محمد قال للشاهد ان بلال ذهب ضحية اناس متهورين لا يعرفون معنى المسؤولية واصحاب سوابق ونحن جميعا تأثرنا بوفاته وهو في ريعان شبابه دون ذنب يذكر ونطالب ان يكون هناك عقوبة رادعة فوريه بحق القاتل وان لا يبقى فترة طويلة في السجن ليتم تكفيله وتضيع الجريمة وحق الضحايا ويخرج من السجن ويتنازل صاحب الحق ومن هنا يأتي دور الحق العام لان القاتل يقتل ويجب ان يكون هناك عقوبة رادعة والاعدام الفوري حتى يكون عبرة لغيره.







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :