عطر الوطن

المصري رجل ناعم من صنوان عنيد

لم تكن ممارسته للعمل السياسي مجرد وراثة فقد ترك الرجل بصماته في الاجندة الوطنية منذ الستينيات.

المصري تربع على كرسي القرار في عمان وظل قادرا على ادارة دفة المركز بما اعتقد ان فيه مصلحة الوطن وعند الحديث عن صناعة اي قرار لا يمكن تجاوز دائرة ابي نشأت او ضم الاذان عما يفعل او يقول فالرجل اختار دائما ان يكون ناجحا حتى لخصومه ولا يجامل احدا عندما يتعلق الامر بالمصلحة العامة العليا هدوء المصري واتزانه لا يمكن ان يكون ضعفا او تهاونا فهو سمة اساسية من سمات شخصيته ومن يعرفه عن قرب يعرف انه غير قابل للاستفزاز وغير مستعد لخوض معارك جانبية يعرف نتائجها مسبقا.

بوصلته لم تخطىء مسارها لذلك يحرص الاخرون على معرفة اتجاهه وقراءة دوافعه باستمرار.

المصري يعرف اين ينتهي واين يبدأ قراره تسلم حقائب وزارية كثيرة ووصل الى رئاسة مجلس النواب والاعيان وقبلها كان سفيرا في عدة دول الى ان اكتملت مسيرته ووصل الى الدوار الرابع ولم تكن طريقه سالكة غير انه استطاع ببراعةالسياسي ان يتخطى الصعاب ويبطل مفعول حقول الالغام التي وضعت في طريقه ببراعة السياسي المحنك.

ابو نشأت رجل ناعم صنوان عنيد هكذا يصفه اصدقاؤه والمقربون لذلك فان قاربه لم يفقد شراعه رغم كل الرياح التي عصفت به ومن حوله ولم يحن رأسه للعاصفة التي فقدت قوتها بين جناحيه وحولت اعداءه الى اصدقاء بعد ان كان عرضة للنقد القاسي منهم وعندما عرفوه وسمعوه ايقنوا انه محاور لبق لم يسجل عليه انه صادر الرأي الاخر وصم اذنيه عن سماعه وانه نفسه السياسي المحنك الهادىء البارع الذي لا يبدل عباءته ومبادئه تبعا لمصلحة او تمشيا مع مرحلة.