أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة الشاهد تنفرد بنشر تقرير عن عمليات التهويد...

الشاهد تنفرد بنشر تقرير عن عمليات التهويد والاستيطان في مدينة القدس ..

11-10-2012 11:11 AM
الشاهد -

محاولات اسرائيلية لتغيير هوية المسجد الاقصى وتسويق القدس كعاصمة ابدية..
اعداد مشروع استيطاني وتقديم تسهيلات للمستوطنين لاحلالهم مكان المقدسيين
الشاهد – عبدالله القاق
في الوقت الذي تواصل فيه عملية التهويد في مدينة القدس ومواصلة الاستيطان وقضم الاراضي تقتحم قطعان المستوطنين باحات المسجد الاقصى والصخرة المشرفة تحت نظر وسمع قوات الاحتلال التي قامت بتسهيل هذه الاجراءات الاحتلالية في هذه المدينة المقدسة بالرغم من شجب دول العالم لهذه الاجراءات القمعية الاسرائيلية المتكررة. لقد قرأت تحليلا سياسيا لمؤسسة القدس الدولية هذا الاسبوع يسلط الضوء على الاجراءات الاسرائيلية التوسعية حول هذه المدينة والذي اشتمل على قراءة منهجية لهذه الأحداث تضعها في سياق الصراع بين مشروعٍ تهويديّ شامل يطال مختلف جوانب الحياة في المدينة، تنفذه وترعاه دولة الاحتلال والجمعيات المرتبطة بها، وبين محاولات مقاومة هذا المشروع من قبل المقدسيين المعتمدين على قدراتهم الذاتية وقليلٍ من الدعم الخارجيّ. وهذا التقرير يشتمل التطوّر الميدانيّ لمشروع تهويد المدينة ومحاولات مقاومته من خلال مسارين أساسيّين هما: التهويد الدينيّ والثقافيّ: ويشتمل هذا المسار على محاولات تغيير هويّة المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس من خلال الحفريّات الهادفة لبناء مدينة تاريخيّة يهوديّة أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، ومن خلال بناء الكنس والمتاحف، فضلاً عن محاولة نزع الحصريّة الإسلاميّة للمسجد الأقصى وتحويله من معلمٍ إسلاميّ إلى موقعٍ دينيّ مشترك مفتوحٍ أمام أتباع الديانات كافّة. يُضاف إلى ذلك كما يقول تقرير مؤسسة القدس الدولية محاولة تغيير الطابع السكاني العربيّ للمنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى والبلدة القديمة إلى طابعٍ يهوديّ، وتهجير سكان هذه المنطقة العرب إلى الأطراف. كما يشتمل هذا المسار على محاولة تسويق القدس سياحيّاً كـ"عاصمةٍ يهوديّة" وذلك من خلال المهرجانات والاحتفالات وتشجيع السياحة بهدف البحث عن الآثار وبناء المتاحف اليهوديّة في سائر أرجاء المدينة. التهويد الديموغرافيّ: ويشتمل هذا المسار كما قال المعدان له في مؤسسة القدس الدولية عبدالله بحيص وبراءة درزي على مجالين أساسيين الأوّل هو محاولات زيادة عدد المستوطنين اليهود في المدينة من خلال بناء المستوطنات وتوسعتها وتقديم تسهيلات لمختلف الفئات للسكن في القدس، ونقل مؤسسات الدولة المركزيّة إلى المدينة وتشجيع بناء المصانع ومراكز الشركات عالية التقنية في مركز المدينة لجذب اليد العاملة. أمّا المجال الثاني فهو محاولة تهجير السكّان المقدسيّين من خلال سحب بطاقات الإقامة ومصادرة الأراضي والعقارات وفرض ظروف معيشية واقتصاديّة صعبة عليهم، فضلاً عن بناء الجدار العازل. أمّا التطوّر السياسيّ لمشروع التهويد فيتتبعه التقرير من خلال متابعة المواقف السياسيّة لأبرز الجهات الفاعلة في القدس والمؤثرة فيها وهي دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينيّة وفصائل المقاومة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومن بعدهم الدول العربيّة وبعض الدول الإسلاميّة. ويرصد التقرير مواقف هذه الأطراف من أبرز الأحداث الدائرة في القدس كما يرصد أي تطوّرٍ في الموقف السياسيّ العامّ لهذه الأطراف تجاه المدينة. لقد تمحورت التطوّرات في القدس خلال الأشهر الثلاثة الماضية حول سعي رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس للحصول على عضويّة كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، إذ شكّل هذا الحدث حافزًا لدولة الاحتلال لتكثيف مشاريعها الاستيطانيّة والتهويديّة في المدينة لمنع أيّ تغييرٍ في واقعها مستقبلاً مهما كانت نتيجة الطلب الفلسطينيّ في مجلس الأمن والجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، في الوقت نفسه لم تتخذ السلطة الفلسطينيّة أيّ إجراءات وقائيّة للحدّ من الانعكاسات السلبيّة لاستحقاق الدولة على واقع القدس المحتلّة. اما على مستوى التهويد الدينيّ والثقافيّ صعّد الاحتلال ومتطرفوه من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى خلال الفترة الماضية، إذ شهد المسجد في رمضان حصارًا وقيودًا مشدّدة على حركة المصلّين حتى من فلسطينيّي الأراضي المحتلّة عام 1948، كما شهد أكبر اقتحامٍ وصلاةٍ علنيّة للمتطرّفين اليهود في ساحاته منذ الاحتلال، إذ اقتحم ساحات المسجد أكثر من 500 مستوطن يوم التاسع من آب/أغسطس الذي يُوافق ذكرى "خراب المعبد" وفق التقويم العبريّ، وكان لافتاً أنّ المتطرّفين نفّذوا اقتحامهم خلال شهر رمضان المبارك الذي كانوا يتحاشون اقتحام المسجد خلاله في السابق أو على الأقل كانت شرطة الاحتلال تمنعهم من ذلك خوفًا من وقوع اشتباكات قد تتطوّر إلى انتفاضةٍ جديدة، ويُظهر هذا الأمر أنّ الاحتلال قد بات مطمئنًّا إلى حدٍّ كبير إلى البنية الأمنية التي أقامها في المسجد الأقصى ومحيطه وهو يعتقد أنّه أصبح قادرًا على احتواء المواجهات حتى في أوقات الذروة، الأمر الذي قد يُشجعه على فرض تقسيم المسجد فعلاً في المدى القريب. كما صعّد الاحتلال من استهدافه كما يقول تقرير مؤسسة القدس القيم لسائر المقدّسات الإسلاميّة في المدينة إذ بدأ الخطوات التنفيذيّة لبناء "متحف التسامح" على أراضي مقبرة مأمن الله التاريخيّة غرب البلدة القديمة للقدس بعد أن صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس في 13/7/2011 بشكل نهائي على خطة إقامة المتحف. وفي سياقٍ متّصل يُعتقد أنّه يهدف لجرف ما تبقى من جثامين وقبور في المكان تعرضت الجهة الغربيّة لمقبرة مأمن الله في 25/9/2011 للغمر بكميات كبيرة من المياه ولم تحرك الشركة الإسرائيليّة المسؤولة عن صيانة شبكات المياه ساكنًا من أجل إيقاف المياه التي ظلّت تصب في المقبرة لساعات متلفة الكثير من شواهدها ومعالمها. من جهةٍ أخرى حاولت بلديّة الاحتلال في أيلول/سبتمبر بالتزامن مع بدء العام الدراسيّ الجديد في مدارس القدس فرض تدريس نسخة معدّلة من المنهاج الفلسطينيّ المعتمد في مدارس القدس العربيّة. كما شهدت الفترة التي يُغطّيها التقرير بدء العمل بقطار القدس الخفيف الذي يربط مستوطنات شرقيّ القدس ببعضها من جهة ويربطها بالشطر الغربيّ من القدس من جهةٍ أخرى وذلك بهدف منع فصل شرقيّ القدس عن غربها في إطار أي تسوية من خلال إسكان عددٍ كبير من المستوطنين في الشرق وربط الشرق بالغرب بشبكةٍ من الطرق والبنى التحتيّة والمصالح الاقتصاديّة تجعل من المستحيل على أي سياسيّ كان أن يتعهد بالانسحاب من شرق القدس مهما بلغت به طموحات "السلام". وقد انطلقت أولى الرحلات في 19/8/2011، وبحسب صحف الاحتلال فقد استخدم القطار في يوم عمله الأوّل أكثر من 40 ألف راكب. ويصبح الوضع أكثر خطورة في ظلّ اشتداد حملة التهويد في المدينة ووقوع بلديّة الاحتلال فيها أكثر فأكثر تحت سيطرة اليهود "الحريديم" الذين يُشكّلون %29 من سكّان القدس اليهود ويُعدّون الفئة الأكثر نموَّا في المدينة، وهم يدعون لتبنّي سياسات أكثر عنصريّة تجاه السكّان المقدسيّين ستُترجم في المستقبل عبر تزايد استهدافهم من خلال التهجير وزيادة الضرائب ومصادرة الأملاك وبشكلٍ قد لا يُراعي حتى الإجراءات الشكليّة التي يُراعيها رؤساء البلديّات في القدس عادةً والتي إن لم تكن تمنح المقدسيين حقّهم فإنّها كانت تُعطيهم بعض الوقت لمواجهتها، وهو أمرٌ قد لا يعود متاحًا في المستقبل في قدسٍ تحت قبضة المتديّنين اليهود. على المستوى السياسيّ يقول التقرير كان الحدث بلا منازع هو استحقاق الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة في الأمم المتحدة في الثالث والعشرين من أيلول/سبتمبر إذ كان للقدس مشاركةٌ استثنائيّة في دعم هذا الاستحقاق على الصعيدين الميدانيّ والسياسيّ. فعلى الأرض شهدت المدينة قُبيل هذا الاستحقاق مجموعةً من إجراءات الاحتلال التي كانت تهدف لمنع وقوع أيّ تغيير على وضعها في إطار أيّ تسويةٍ أو حلّ مستقبليّ مهما كان شكله أو مضمونه، وقد أبلغ مسؤولو شرطة الاحتلال المقدسيّين صراحةً بذلك قائلين إنّ لديهم تعليمات سياسيّة تقضي بتغيير الوضع القائم وتعزيز السيطرة الإسرائيليّة على المدينة ومنع أيّ شكلٍ من أشكال التواجد الفلسطينيّ فيها. وقبل 6 أيّام من موعد إعلان الدولة عزّز الاحتلال تواجده العسكريّ في القدس وأغلق جميع معابرها الرئيسة من الشمال إلى الجنوب، وشهدت المدينة مواجهات في كلّ أحيائها العربيّة تقريبًا أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى واعتقال عشرات آخرين.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :