أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اخبار محلية أبوقبلان" يتحدث عن عمان أيام زمان"

أبوقبلان" يتحدث عن عمان أيام زمان"

11-10-2012 10:53 AM
الشاهد -

الحلقة الأولى.. نجل "شاعر البلقاء" الشيخ عبدالله اللوزي "أبوقبلان" يتحدث عن عمان أيام زمان..
المحافظ الأسبق أحمد عبدالله اللوزي: أتذكر الجبيهة "أيام زمان" كانت مصيفا جميلا، فيها بساتين من الأشجار المثمرة، هواؤها عليل، وفيها ينابيع مياه نقية..
كان الملك المؤسس يعشق الجبيهة، وقد ذكرها في مذكراته، ونظم فيها قصيدة..
في سنة 1936م تم إستملاك "600 دونما" من أراضي عشيرة اللوزيين في الجبيهة وقد أقيم عليها مستنبت زراعي، وفي عام 1962م أقيم على هذه الأرض الجامعة الأردنية.
عشيرة اللوزيين لم تأخذ تعويضا ماليا من الحكومة مقابل إستملاك الأرض التي أقيمت عليها مباني الجامعة الأردنية..
رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر زارت مضارب عشيرة اللوزيين في الجبيهة وقالت: إنه أجمل موقع زرته بالأردن.
حركة العمران إكتسحت الأراضي الزراعية وحولتها إلى حجر وإسمنت..
أدى زحف العمران الكثيف على أراضي الجبيهة إلى جفاف عيون الماء فيها وأثر ذلك سلبيا على البيئة.
الشاهد - عمر العرموطي
السيرة الذاتية:
أحمد عبدالله علي اللوزي مواليد الجبيهة عام 1947م. درست بالكتاب في صويلح عند الأستاذ علي السعد العبادي لمدة ثلاث أشهر، ثم التحقت بمدرسة صويلح الإعدادية وقد تم قبولي في الصف الثاني الإبتدائي مباشرة نظرا لأني درست لمدة ثلاث أشهر بالكتاب، وقد أتممت دراستي بهذه المدرسة حتى الصف الثالث الإعدادي، أتذكر مدير هذه المدرسة الأستاذ حافظ أبوعميرة، أتذكر من أساتذة المدرسة الأساتذة: محمد بني حبيب وعدنان غنايم ومحمد سعيد عناية وعدنان أبورمان، وأتذكر من زملاء الدراسة السادة: غازي العساف، ومحمود شراري العساف، والمهندس جميل أحمد الضامن الوريكات، وعبدالحميد يوسف المنور الوريكات، ومحمد عبدالقادر العدوان، وعمر إدريس، ونعيم رشاد عمر، ونعيم بهاء الدين، وعلي أحمد خليف الخرابشة. ثم انتقلت إلى مدرسة رغدان بجبل الحسين وقد درست بها سنة واحدة وأتذكر مديرها الأستاذ مصطفى الحسن، ثم انتقلت إلى مدرسة الكلية العلمية الإسلامية في جبل عمان وكان مديرها آنذاك الأستاذ أنور الحناوي وأتذكر من الأساتذة: زهير كحالة، ويوسف عصفور، ومحمد نور الكيلاني، وأتذكر من زملاء الدراسة السادة: معالي أمجد هزاع المجالي، والدكتور رفيفان المجالي، وعصام الديموني، وحاتم المبيضين، وسمير بركات، ومحمود عمر الفقير، وقد أنهيت دراسة الثانوية العامة "التوجيهي" وتخرجت من هذه المدرسة عام 1965م. ثم درست في العاصمة المصرية القاهرة والتحقت بجامعة الأزهر تخصص "لغة عربية" وحصلت على شهادة البكالوريوس منها عام 1969م. بعد عودتي إلى الأردن حصلت على وظيفة في مجلس شيوخ العشائر الذي كان يرأسه سمو الأمير محمد بن طلال وكان أمين عام المجلس معالي صالح المجالي وقد بقيت بهذه الوظيفة لمدة 8 شهور. وبعد ذلك تم نقلي إلى وزارة الداخلية وعينت مديرا لناحية الطيبة ـ إربد ثم مديرا لناحية سحاب ثم مساعدا لمتصرف الزرقاء ثم مديرا لقضاء وادي السير. وبعد ذلك ترأست لجنة بلدية الجبيهة لمدة ثلاث سنوات، ثم عينت مساعدا لمحافظ الزرقاء ثم محافظا للطفيلة ثم محافظا للمفرق ثم محافظا لجرش ثم محافظا للكرك، وقد أحلت للتقاعد في سنة 2001م. بعد أن تقاعدت أصبحت رئيسا لجمعية الجبيهة الخيرية ولا أزال بهذا المنصب حتى الآن، كما أنني كنت عضوا لمجلس أمناء جامعة الزرقاء الأهلية لمدة 4 سنوات، وأقضي معظم أوقاتي في إصلاح ذات البين والخروج بالجاهات والعطوات.
الجبيهة..
أنا أتذكر الجبيهة منذ الخمسينات من القرن الماضي، أتذكر أن الجبيهة كانت مصيفا متميزا، كما أن تربتها كانت لا تثير غبارا، وكان فيها بساتين من الأشجار المثمرة، وهواؤها نقي، وفيها ينابيع ماء كثيرة بعيدة عن التلوث وكان فيها ينابيع نقية كان يشرب منها أهل الجبيهة قبل أن يتم مد شبكة المياه إلى بلدتنا، كانت الجبيهة متميزة بموقعها حيث أنها ترتفع عن سطح البحر ب "1068 مترا" مما يعطيها هواء عليلا فيه برودة محتملة "محببة" مما يجعلها مصيفا جميلا، وكان أهلها يعملون بالزراعة بمختلف أنواعها ومنها تربية المواشي، وكان جميع سكانها فقط من عشيرة اللوزيين وكانوا خلال فصل الشتاء يسكنون في بيوت الحجر أما في فصل الصيف فكانوا يسكنون في بيوت الشعر، وكنت تجد أمام كل بيت "الرواحل" ومنها الخيول التي كانوا يستعملونها كوسيلة مواصلات فكان اللوزيون يعتنون بالخيول الأصيلة وكثيرا ما كانوا يقيمون سباقات "طراد خيل" في نفس المنطقة التي أقيم عليها الآن بناية محكمة شمال عمان لأنها أرض منبسطة تصلح لاستخدامها مضمارا للسباق. كان عدد بيوت بلدة الجبيهة لا يزيد عن "70 بيتا"، وكان الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين "طيب الله ثراه" يعشق الجبيهة وقد ذكرها في مذكراته حيث قال: بأنه عندما نتحرك من القدس نأتي إلى الغور ثم إلى السلط ثم إلى الجبيهة وهي "مصيف جميل" ثم نصل إلى عمان وقد نظم بالجبيهة قصيدة. وكان الملك المؤسس كثيرا ما يفاجئ عشيرة اللوزيين بزيارة إلى مضاربهم بالجبيهة ومعظم هذه الزيارات كانت في وقت العصر. وفي يوم من الأيام كان الملك المؤسس قادما بسيارته من منطقة الحمر إلى عمان "ليلا" فرأى أضوية بيوت الشعر من المصابيح "اللوكسات" وكان يرافقه مخلد العتيبي وقد جاء جلالته "رحمه الله" إلى بيت الشعر الذي يجلس به والدي وقد أعجبه الليل والسمار الذين كانوا يجلسون واستمتع بأحاديثهم وأشعارهم علما بأن الملك المؤسس كان يعشق الشعر لأنه كان شاعرا فنظم قصيدة تتحدث عن الجبيهة حيث قال: ياليل والهوا سارح ونجومها كالمشاعيل قمنا نتوجد على البارح والعمر يا دلقة سهيل جو الجبيهة ذهب سارح واخص وقت بهاليل والورع يا مشابه القارح والشيبة زين التعاليل وقد كان الشيخ ماجد العدوان وعدد من أفراد عشائر العدوان يقضون فترة الصيف في بيوت الشعر بالجبيهة وذلك نظرا لطيب مناخها وطيب هوائها العليل أثناء فصل الصيف. وكان يتردد لزيارة الجبيهة "أيام زمان" بشكل مستمر أصدقاء حميمين لوالدي وهم: عبدالحليم النمر الحمود العربيات، والشاعر حسني فريز، وعبدالحليم الواكد، والشاعر مصطفى وهبي التل "عرار"، كما كان الصديق العزيز ضيف الله الحمود على تواصل دائم مع اللوزيين.
الجامعة الأردنية..
في سنة 1963م كان موقع الجامعة الأردنية "الحالي" خاليا تماما من الأبنية والأشجار وكانت هذه الأراضي تملكها عشيرة اللوزيين. وقد استدعى المغفور له الملك عبدالله الأول ابن الحسين "طيب الله ثراه" مجموعة من اللوزيين وعلى رأسهم والدي عبدالله اللوزي وقال لوالدي: إننا بصدد إنشاء حقل زراعي للتجاب "مستنبت" وسوف نجني من هذا المشروع فوائد للبلاد والعباد، وقد وافق فورا وفد عشيرة اللوزيين على إقتراح المؤسس وقد تم استملاك "600 دونما" وهي من أجود الأراضي الزراعية خصوبة وموقعا وتربة، ومنذ سنة 1936م حتى سنة 1962م أصبحت هذه الأرض المستملكة منا مستنبتا زراعيا وأنشئت عليها كلية زراعة تقوم بتدريس فقط المواد الزراعية تماما مثل مدرسة خضوري الزراعية ومدرسة الربة الزراعية، وإنني أقول للتاريخ بأن عشيرة اللوزيين لم تأخذ تعويضا ماليا مقابل استملاك هذه الأرض التي يبلغ مساحتها "600 دونما". وفي عام 1962م صدرت الإرادة الملكية السامية في عهد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال "طيب الله ثراه" بإنشاء الجامعة الأردنية في الجبيهة، وقد تم إنشاء الجامعة الأردنية منذ ذلك التاريخ على نفس موقع المستنبت الزراعي، وقد بدأت الجامعة بالتدريس بكلية الآداب وقد نمت وازدهرت حتى وصلت إلى مكانة مرموقة بين الجامعات وهي الجامعة الأم في الأردن. وفي عام 1968م أضيف إلى أراضي الجامعة الأردنية ما مساحته "600 دونما" جديدة تم إستملاكها أيضا من أراضي عشيرة اللوزيين فأصبح مجموع مساحة أراضي الجامعة "1200 دونما". وبعد ذلك إستملكت الحكومة من أراضي اللوزيين "أيضا" موقع الجمعية العلمية الملكية وكذلك موقع المركز الجغرافي فأصبحت الجبيهة مزدهرة ولها ميزة خاصة نظرا لوجود هذه الصروح العلمية العظيمة فيها.
الجبيهة ما بين الماضي والحاضر...
الجبيهة في الماضي كانت بلدة وادعة ومصيف جميل وأرضها زراعية خصبة، وكان يزرع بها مختلف أنواع المحاصيل الزراعية، ويصدر منها مادة البندورة إلى العراق والكويت أثناء فترة الستينات من القرن الماضي حيث كانت تشتهر بهذه المادة وهي "البندورة البعلية" التي كانت لها نكهة ومذاق جميل أي ليس كما هو الحال بالنسبة للبندورة المهرمنة "الآن"؟!.. إضافة إلى كروم العنب وأشجار التفاح والدراق والكرز، والموجود الآن هو ما تبقى من مزارع الدراق. وكذلك كنا نربي في بلدتنا المواشي حيث كان يوجد لدينا آلاف الرؤوس من الأغنام والتي كانت تشتهر بسلالاتها والتي كنا ننتج منها السمن والجميد ومختلف أنواع منتجات الألبان، وقد ذكر ذلك المرحوم معالي السيد سامي أيوب "وزير الزراعة الأسبق" عندما رفع تقرير إلى سمو الأمير عبدالله "آنذاك" الملك المؤسس فيما بعد وقد ذكر بهذا التقرير بأن حلال اللوزيين تنتج أطيب أنواع السمن. "أيام زمان" كان سكان الجبيهة متجانسون ولهم علاقات حميمة وطيبة مع العشائر المجاورة لهم كأنهم عشيرة واحدة يتشاركون بالأفراح والأتراح وفي جميع مناحي الحياة.
وبعد أن بدأت حركة العمران بشكل واسع وإن صح القول بأنه اقتلع واكتسح كافة الأراضي الزراعية وحولها إلى أبنية من الحجر والإسمنت. وصار في الجبيهة نمو سكاني مفاجئ ومذهل لا سيما في عقد الثمانينات من القرن الماضي. أتذكر بأن رئيسة وزراء بريطانيا السابقة "مارغريث تاتشر" كانت تقوم بزيارة إلى الأردن في الثمانينات من القرن الماضي وقد طلبت بأن تزور منطقة أردنية فيها مسحة بدوية فوقع الإختيار على الجبيهة ومضارب عشيرة اللوزيين وقد تم بناء بيت شعر لإستقبالها فيه بالقرب من قصر المرحوم الشيخ مفلح اللوزي "أبوصالح" وقد أعجبت السيدة تاتشر بهذه الزيارة وكانت مسرورة حيث قالت عن الجبيهة: إنه أجمل موقع زارته بالأردن، وقالت بالحرف الواحد: بأن بيت الشعر هذا كما لمست يجمع ما بين الحضارة والبداوة، وكنت "آنذاك" بين الحضور أثناء هذه الزيارة لأنني كنت رئيسا لبلدية الجبيهة وقد أهدت عشيرة اللوزيين حصانا عربيا أصيلا لرئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشد بمناسبة زيارتها للجبيهة. وحتى ذلك التاريخ كان يوجد أراضي فارغة من البناء في الجبيهة من أجل بناء بيوت الشعر، أما "الآن" فلا يوجد عندنا مكان يتسع لمثل هذا البيت العربي إلا ما ندر؟!، فقد اكتظت بلدتنا بالسكان من مختلف الأصول والمنابت والجنسيات وتحولت أراضيها إلى بنايات مكتظة مما أفقدها رونقها، عندما كانت "أيام زمان" بلدة هادئة وادعة ومصيف هادي جميل وتحولت إلى مدينة مزدحمة وأصبحت جزءا من عمان بعد أن تم ضم الجبيهة إلى أمانة عمان الكبرى. وإنني أقول هنا بأن هذه النقلة الحضارية التي شهدتها بلدتنا كان لها إيجابيات وسلبيات، من الإيجابيات الأثر الإقتصادي وتحسن دخل وأحوال المواطنين في بلدتنا وكذلك حصلنا على الخدمات بمختلف أنواعها من مياه وكهرباء وهواتف وإتصالات... الخ. أما السلبيات التي جاءتنا بعد هذه النقلة الحضارية فهي كثيرة فقد تم تدمير الأرض الزراعية وتم القضاء على شكل ومنظر هذه البلدة الجميلة فأصبحت "الآن" غابة من الحجارة والإسمنت والعمران، غابة من الأبراج والأسواق والبيوت والإسكانات فأفقدها كل ذلك رونقها السابق الهادئ الجميل؟! كما أدى ذلك إلى جفاف عيون المياه التي كانت مضرب المثل في نقائها وكثرتها، كذلك أثر ذلك على البيئة والطبيعة والحيوانات البرية التي كانت تعيش بكثرة في منطقتنا ومنها الطيور البرية الجميلة مثل الحجل والحمام البري والطيور بأنواعها التي انقرضت "الآن"؟! يتبع "الحلقة الثانية" العدد القادم.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :