أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك هزاع المجالي .. الذي دفع الثمن غالياً - بورتريه

هزاع المجالي .. الذي دفع الثمن غالياً - بورتريه

27-05-2023 10:54 PM
الشاهد - كتب هشام عودة

حين كان والده بركات المجالي مقاتلاً في جيش الملك فيصل بن الحسين في سورية في مواجهة الفرنسيين، ولد هزاع المجالي عام ۱۹۱۹ في مضارب أخواله بقرية ماعين، ليدرس في مدرستها وفي مدرسة الربة والكرك قبل أن يلتحق بمدرسة السلط الثانوية .

لم يلتحق هزاع المجالي بالجامعة مباشرة مثل أقرانه، بل عمل لبعض الوقت في دائرة الأراضي والمساحة قبل أن يلتحق كاتباً في محكمة صلح مادبا، وربما كانت هذه الوظيفة، مع أسباب أخرى وراء قرار التحاقه بجامعة دمشق لدراسة الحقوق حيث تخرج منها عام ١٩٤٦ ، ليعمل بعد تخرجه مباشرة محامياً في الكرك قبل أن يلتحق بالتشريفات الملكية.

اختاره الملك المؤسس عبدالله الأول ليكون رئيساً لبلدية عمان، قبل أن يكمل الثلاثين من عمره ليكون بذلك اصغر من تولى هذا المنصب سناً منذ تأسيس البلدية التي تحولت لاحقا إلى أمانة ما جعله يواجه للمرة الأولى مسؤوليات إدارية كبرى في مسيرته الوظيفية.

وفي عهد قيادته لبلدية عمان، حدثت نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ وما رافقها من تداعيات سياسية واجتماعية، كان على رئيس البلدية حينها أن يستعد لاستقبال عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين اختاروا اللجوء إلى عمان وان يوفر لهم بعض احتياجاتهم الإنسانية من بلدية كانت فقيرة بمواردها المالية وقتذاك .

رئاسته لبلدية عمان وضعت هذا الشاب الكركي المتحمس تحت الأضواء، فقد أختير وزيرًا للزراعة ثم العدلية في حكومة سمير الرفاعي الثالثة، ووجد الطريق أمامه ممهدة باتجاه المناصب العليا.


خاض الانتخابات البرلمانية عن منطقة الكرك وفاز فيها لدورتين عام ١٩٥١ وعام ١٩٥٤، ليشغل أثناء نيابته منصب وزير العدلية والقائم بأعمال قاضي القضاة في حكومة الرئيس توفيق أبو الهدى الثانية عشرة ووزير الداخلية في حكومة الرئيس سعيد المفتي .

ساهم مع عدد من أصدقائه وزملائه من الناشطين السياسيين بتأسيس الحزب الوطني الاشتراكي واختير رئيسا للحزب، لكن قبوله بتأليف الحكومة نهاية عام ۱۹٥٥ ، التي كانت مهمتها التفاوض مع بريطانيا لدخول حلف بغداد، دفع برفاقه في الحزب إلى إعلان القطيعة معه وإنهاء علاقته بالحزب، في وقت اضطر فيه لتقديم إستقالة حكومته بعد أن إجتاحت التظاهرات المناهضة لحلف بغداد المدن الأردنية في الضفتين، ولم تستمر حكومة الرئيس هزاع المجالي تلك في الحكم سوى ستة أيام.

فضل العزلة في منزله بعض الوقت، قبل أن يذهب مع صديقه أمين أبو الشعر لإصدار جريدة صوت الأردن، حرص من خلالها على إعلان رأيه وموقفه من الأحداث العامة والقضايا الساخنة، لكنه غادر موقعه في الجريدة عندما تم اختياره عام ۱۹۵۸ وزيراً للبلاط، ليتم بعد ذلك تكليفه بتشكيل حكومته الثانية والأخيرة .


تعود الرئيس هزاع المجالي على استقبال المواطنين في مكتبه بدار رئاسة الوزراء صباح كل اثنين للاستماع لمطالبهم، وفي يوم الاثنين الموافق للتاسع والعشرين من شهر آب ١٩٦٠، حدث انفجار ضخم في دار الرئاسة راح ضحيته الرئيس هزاع المجالي وعدد من المواطنين وكبار الموظفين، ونعاه صلاح أبوزيد عبر الإذاعة.


أوائل عديدة في حياة الرئيس هزاع المجالي فهو أول كركي يتسلم منصب رئيس الوزراء، وهو أول رئيس يضطر إلى تقديم استقالة حكومته تحت الضغط الشعبي، وهو رئيس اقصر الحكومات عمرا في الأردن، وهو أول حزبي يتم فصله من الحزب بسبب مشاركته في الحكومة، وهو أول رئيس وزراء أردني يتم اغتياله بسبب مواقفه السياسية .


عمل الرئيس هزاع المجالي مع الملك المؤسس والملك طلال والملك الحسين وربما كان أكثر السياسيين الأردنيين الذين دفعوا ضرائب باهظة ثمناً لمواقفهم السياسية، ففي وقت غضب منه رفاقه كانت التظاهرات تملا شوارع المدن ضد سياسة حكومته الأولى، ليتم تتويج ذلك بدفع حياته ثمنا لتلك المواقف .

شوارع ومساجد ومدارس ومؤسسات عديدة تحمل اليوم اسم هزاع المجالي، الذي أنجب ثلاثة أبناء تولوا مناصب إدارية ووزارية متقدمة، هم امجد وأيمن وحسين الذين يحمل أبنائهم اسم هزاع، وهم الذين لم يتعرفوا جيداً على والدهم الذي كان رئيسا، فإذا كان حسين انتمى للمؤسسة العسكرية بعض وعمل مرافقا شخصيا للملك الحسين، فان امجد وأيمن شغلا مناصب وزارية وصل أيمن إلى موقع نائب الرئيس فيما استهوت الحياة الحزبية امجد الذي يرأس اليوم حزبا سياسيا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :