كتب: محمود كريشان

أما قبل، أو أما بعد.. كانت الشمس مشرقة، وكان "عقيل" مزهوا في ذلك الصباح الجميل.. قال في قرارة نفسه: عنقر عقالك، الأردن بخير.. المعنوية عالية.. "يلا" على وسط البلد.. أكتب بالحبر الأسود، عن الغياب الصعب، فما بالك الفراق!.. إذهب عند "حسن ابوعلي" الذي "يتمسمر" أمام كشكه.. يا هلا.. هات قهوة بفنجال يا طوباسي.. "فوق الوسط" و"ميه" باردة.. جيب الجرايد.. ولا تنسى "الشاهد"!.. اشرب قهوتك يا "عقيل".. وأبوعلي يؤشر نحو "أخبار نار" في تلك "الاسبوعية" الجريئة، الجميلة.. ويطرح سؤاله: شو مال "أبوعنزة" نازل طخ وسلخ.. شمال، يمين.. لاعن سنسفيل الحكومة.. وماخذ "الإخوان" في طريقه!..
صفن "عقيل" وإبتسم بخبث، ورد بجواب ساخر: "ما هو الباص.. طالع، طالع".. وبمنتهى الحزم والجدية قال عقيل: صدقني ان "صخر " كان باسلاً وعنيداً، عابراً للمصاعب والعقبات والعقوبات، التي تعددت كثيراً جداً، وتنوعت ما بين سجنه، بمعية رئيس تحريره غير مرة، وجرجرته في المحاكم والدوائر لعدة اعوام، ووقف طباعة جريدته.. مراراً وتكراراً، وسحب إمتياز إصدارها، ومنع توزيع الكثير من أعدادها في زمن سابق.. لكن فريضة الصبر، وفضيلة الصمود، وقوة الارادة والعزيمة، أزالت من درب هذة "المطبوعة الأردنية" رهط أعدائها..
يا أبوعلي.. ما دامها سيرة وانفتحت: “الشاهد”.. و"الشاهد علي الله".. انها شيخة العائلة الورقية "أردنية" ترفع باعتزاز راية الدولة الأبية، بمفهومها الهاشمي العروبي النقي، وتعارض بشجاعة فساد حكومات، وإستبداد مسؤولين، على مساحة تأثيرها، ورصاصاتها تصيب لصوص المال العام، وأعداء الوطن بمقتل..
المهم.. بل المهمات.. "الشاهد" تخوض صراع البقاء شأنها في ذلك شأن معظم "الورقيات".. لكن "ناشرها" يصر أن تبقى "الشاهد" على الإنتماء.. وبالطبع كما يقول "ابومعاذ".. الإنتماء الزائد.. مشكلة..
مجددا.. كلام من القلب.. لوجه الله.. و"الشاهد" علي الله..