أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية عربي ودولي أشباح الخوف تطارد سكان أنطاكيا التركية

أشباح الخوف تطارد سكان أنطاكيا التركية

22-02-2023 10:50 AM
الشاهد -

عندما وقع زلزال جديد، مساء الإثنين 20 فبراير/شباط 2023، كانت‭‭ ‬‬هافا تونجاي تعيش في خيمة في وسط مدينة أنطاكيا التركية.

وكانت هافا أصلاً تواجه صعوبات في النوم بعد أن حولتها الهزات الزلزالية السابقة هي وأطفالها إلى مشردين بلا مأوى منذ أسبوعين.

تقول هافا وهي تقف خارج خيمتها: "لا أستطيع النوم ليلاً. هل سيحدث نفس الشيء؟ هل سنشهد زلزالاً آخر؟ نحن خائفون جداً. لم أنم منذ أسبوع".

وبعد دقائق، بدأت الأرض تميد تحت قدميها، وسقط الموقد الذي كان عليه إبريق شاي يغلي.

واهتزت بعنف المباني المتضررة القليلة التي نجت من الهزات السابقة قبل أسبوعين، وسقط مزيد من واجهاتها.

تصاعد الغبار من الأرض مع تحطم الخرسانة والطوب، ما أثار سحابة داكنة في الهواء أعاقت الرؤية. وظلت بعض المباني المحيطة بالمتنزه ينبعث منها صرير التصدع بعد دقائق من وقوع الزلزال.

تعالت الصرخات وارتفعت الأصوات بالتكبير في المخيم المقام بالمتنزه المركزي. وحين استبد الخوف بالناس لاذوا بالفرار بعضهم بلا أحذية.

وأمسك البعض بأطفالهم وزوجاتهم واحتضنوهم بشدة، وركض البعض بلا حول ولا قوة. ووقع آخرون على الأرض.

وهربت هافا (33 عاماً)، وهي أم لثلاثة أطفال وبلا زوج، أولاً من خيمتها وهي تصرخ وتبكي. وخرت على الأرض، وكادت تفقد الوعي. فالخوف الذي منعها النوم ليلاً أسبوعين قد تجسد الآن وصار حقيقة تعيشها وتكابد مرارتها.

وركض محمد أوسلو (18 عاماً)، ابن هافا، وسكان آخرون إليها محاولين مواساتها. قالت: "قلبي يخفق بشدة".

وطلب منها عمال الإغاثة الذين انتشروا في المتنزه لتفقد الناس أن تجلس وتهدأ وتشرب بعض الماء. لكن قلبها كان في مكان آخر فقد كانت تريد الاطمئنان على ابنتيها اللتين مكثتا مع جدتهما في قرية مجاورة طوال الليل حتى يتمكنا من الاستحمام.

وأخبر محمد شقيقتيه عبر الهاتف ألا يدخلوا أي مبنى. وردت واحدة منهن قائلة "حدث زلزال وخرجنا" وأضافت أن الكهرباء انقطعت.

وقالت هافا إنها ستغادر المدينة وتذهب إلى أدرنة على الحدود الشمالية الغربية لتركيا على بعد 1350 كيلومتراً.

وقالت لابنتها "سأصطحبك وسنغادر". فأجابت الابنة "إلى أين نذهب؟ ألن يكون هناك زلزال؟ سيقع زلزال هناك أيضاً".

وشعر مراد فورال، وهو حداد يبلغ من العمر 47 عاماً، كان في المخيم أمس الإثنين، أن الزلزال كما لو أنه القيامة.

وقال: "بالنسبة لي هذه واحدة من علامات الساعة. شعرت أننا سنموت، وأننا سندفن هنا".

واتصل بصديقه بعد وقت قصير من وقوع الزلزال أمس الإثنين ليخبره أن عليهما مغادرة المدينة أيضا.

وأضاف: "هذا لم يعد مكاناً يمكننا البقاء فيه. نحن قلقون على حياتنا في أغلب الوقت. الموت راحة للجميع لكن الحياة جميلة أيضاً".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :