أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الفساد .. عدو الدول

الفساد .. عدو الدول

29-10-2022 10:31 AM

- د هايل ودعان الدعجة

من خطورة الفساد في اي دولة من دول العالم ، انه أفة داخلية يمارس من بعض ابنائها ومن مواقع المسؤولية التي أؤتمنوا عليها ، وبدلا من الاسهام من خلال تقلدهم لهذه المواقع بالنهوض ببلدهم واعماره، يتحولون الى معاول هدم وخراب واعداء له من الداخل .. فيضعفونه ويفككونه باستهدافهم لاهم مقوماته ممثلا بالمال العام ( واستغلالهم للوظيفة ) ، حتى اذا ما جردوه من هذا المقوم الذي يعتمد عليه في وجوده وحضوره ومستقبله ومستقبل مواطنيه ومصيرهم ، تركوه رهينة الحاجة الى المال من الخارج على شكل قروض ومساعدات ما تلبث ان تتحول الى ادوات خارجية لاختراق الدولة من الداخل والسيطرة عليها والتدخل بشؤونها وبقراراتها وبسياساتها ، ويسلبها بالتالي ارادتها وسيادتها ، بحيث لا تقوى على ادارة شؤونها ، الا وفقا لتعليمات وشروط الجهات الدائنة ، دولا ومؤسسات مالية دولية . فيصبح لا فرق بين هذا العدو الداخلي الذي يفترض انه يعمل لمصلحة البلد وبين العدو الخارجي الذي يستهدف امنه واستقراره ، وربما بمساعدة ابن البلد نفسه عندما قرر بممارسة الفساد ان يتحول الى ثغرة وخنجر مسموم في خاصرة البلد ويسلبه مقوماته وعناصر قوته ويضعفه ويضعف اقتصاده ويسهم في تردي الاحوال المعيشية لمواطنيه . ليصبح السؤال .. كيف لساكن البيت ان يتحول الى معول هدم ومصدر خطر وهو يعبث باركانه وربما يتسبب بانهياره وموت ساكنيه من افراد اسرته .
مثل هذا المسؤول هو من يرهن مستقبل بلده واقتصاده وقراره للخارج بدلا من الاعتماد على الذات .. هذا الشعار الذي يصبح من الصعب تطبيقه مع وجود الفساد . ومما يشحن الجو العام بحالة من عدم الرضا الشعبي ، عدم وجود جدية في التعاطي المسؤول مع مسألة الفساد ، الذي يصبح حديث الشارع ، الذي بات يدفع ثمن السياسات السلبية على شكل تكاليف واعباء معيشية وحياتية اضافية . بحيث توكل له مهمة تسديد فواتير الفساد ، الذي اخذ يستشري وينخر بجسم الدولة ، بطريقة تفقدها المناعة الوطنية ، وتجعلها عرضة للكثير من الامراض المجتمعية ، اقتصاديا وماليا واجتماعيا وصحيا وتعليميا واداريا . وقد يحدث هذا رغم وجود الكفاءات واصحاب المؤهلات والقدرات العلمية والعملية .
حتى اننا في الاردن نعاني من هذه الظاهرة السلبية المسؤولة عن شحن الاجواء بالتوتر والغضب والاحباط بشكل اربك المشهد الوطني .. وبتنا نشاهد وبصورة شبه يومية بعض الممارسات والمظاهر والسلوكيات الخطيرة والدخيلة ، تغزو مجتمعنا بصورة غير معهودة مستهدفة منظومتنا القيمية والاخلاقية والتربوية والاجتماعية ، ويكاد لا يمضي يوما تقريبا ، الا وكانت هنالك حادثة او سقطة اخلاقية او اجتماعية ، سرعان ما تحول بلدنا الى مادة اعلامية مثيرة تتصدر عناوين الاخبار والاحداث التي تتناقلها وسائل الاعلام ومنصات التواصل الداخلية والخارجية المختلفة ، بشيء من الاهتمام وربما الاندهاش وبصورة محزنة ومؤلمة تجعلنا نتألم من الحال الذي وصلناه .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :