أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك أبو هلالة يرثي خاله: أشعر بنفسي يتيما مرة أخرى

أبو هلالة يرثي خاله: أشعر بنفسي يتيما مرة أخرى

29-09-2022 11:12 AM
الشاهد -

في منشور له عبرحسابه على الفيسبوك نعى الزميل ياسر أبو هلاله خاله المهندس فتحي حياصات (ابو باسل) ، بكلمات مؤثرة وحزينة، مستذكرا مناقبه وسيرته معه في مواقف لا تنسى.

وقال ابو هلاله في منشوره : رحل الخال الحبيب فتحي حياصات عن دنيانا بعد عطاء لم ينقطع إلى آخر لحظة، ويبقى في صالح عمله وفي ذريته المهندس باسل حياصات وقائد سلاح الجو الملكي محمد والمحامي بلال ورجل الأعمال حسان، وفي دعاء محبيه الكثر.

خالص العزاء لأم باسل رفيقة دربه وشريكة مسيرته والتي كانت لنا أيضًا بمثابة والدة، ولأولاده ولخالاتي وأخوالي ولكل من أحبه، ولي ولاولادي الذين كان لهم جدا.

رحمه الله وغفر له وأكرم وفادته وجعل قبره روضة من رياض الجنة .

كان أبا للجميع، ولي شخصيا ولإخوتي كان أبا بالمعنى الحرفي عقب رحيل والدي ونحن أطفال.

شخصية عامة انتخب عضوا في مجلس النقابة عن شعبة الهندسة الكيماوية ونائبا لنقيب المهندسين لدورات عن القائمة الخضراء، ومديرا عاما لشركة مصانع الخزف وكبيرا في عشيرته الحياصات. وما كان ذلك إلى بكرم ونبل وطيبة وسعة في القلب ورجاحة في العقل، وجد واجتهاد .

عندما توفي والدي في أثناء عمله في الرياض عام 1977 ولم تكون وقتها الهواتف منتشرة علي ما هو وجدي رحمهم الله بالخبر وكان مهمته الشاقة إبلاغ والدتي .

بعد العزاء تبدأ مشاعر الفقد والحزن، لم يتركنا في تلك المرحلة الحساسة علينا أطفالا وعلى أمنا، كان أكبرنا عمار في التاسعة من عمره وأصغرنا عبدالله لم يتم عامه الثاني ،كان هو وزوجته أم باسل وأولاده يمرون علينا يوميا وكنا نجول في سيارته في شوارع عمان، ويتعمد أن نتوه في منطقة الرئاسة القديمة في جبل عمان وتعود لنفس النقطة ونضحك ، وكنا نسميه " مشوار الكهكة أي الضحك " ولك ان تعلم أي جهد بذله لتحويل حزن الأيتام إلى ضحكات، كنت مهتما بالخط العربي، وكان بشجعني من خلال متابعة اللافتات ( الآرمات ) وأنواع الخطوط التي كتبت بها وأسماء الخطاطين .

في جبل الحسين كان لنا بيتان ندخل بيته وأولاده يدخلون بيتنا كأننا في بيت واحد ندخل لا نشعر بالفرق بين بيتنا وبيتهم ، تعلمت منه معنى احترام العقل و الاختلاف كان اختلف معي كثيرا في السياسة والأفكار لكن الخلاف كانا يقربنا اكثر وقدر ما نبتعد في المواقف كنا نقترب في المشاعر تعلمت منه العمل العام و التنوع الفكري والسياسي، كان من أعز أصدقائه زياد أبو غنيمة رحمه الله وهو من قيادات الحركة الإسلامية .

ويشاركه في هذه الصفة الدكتور ممدوح العبادي أطال الله عمره، وهو صديقه الأقرب وثلاثتهم درسوا في اسطنبول، في صغري كنت أعيش أزمة ضميرية في كل انتخابات مهندسين قلبي كان معه أتمنى له الفوز وبنفس الوقت سياسيا كنت مع القائمة البيضاء. كنا نختلف في الأفكار والمواقف بقدر ما نقترب ونتفق في المشاعر، أحبه اولادي وكانوا يرونه له وكأنه جدد لهم.

في آخر مرة شاهدته قبل أسبوع في عزاء حماي والد زوجتي، تحامل على نفسه وشاركني العزاء، خفت عليه كثيرا لأول مرة يمشي مستندا إلى غيره وفي كل حياته كانا دائما سندا، ‏قلت له يجب أن تذهب إلى المستشفى أو إلى الطبيب على الاقل، لكنه كان معتدا بنفسه ويرفض أن يشغل غيره او يسبب أي تعب للآخربن وبكره الذهاب للمستشفيات .

طلبت منه يومها أن يعيد قصة من طفولته قبل المدرسة عندما ذهب مع جده إلى عرس في منطقة الصوفية والتي تعتبر اليوم من أرقى أحياء عمان ومراكزها التجارية، كانت قرية وذهب مع جدة مشيا بعد صلاة الفجر من جبل الحسين للمشاركة في عرس وبعده وصولهم و مشاركتهم في العرس طلب منهم المضيف المبيت لأن عمان بعيدة، وبات في فروة جده في مغارة، سجلت تلك الرواية لأنها تعكس صورة عمان الحقيقية التي كانت تجمع قرى بسيطة و أصبحت أحياء الغنية .

سمعت منه قصة دراسته في اسطنبول في الخمسينات ، ذهب بالقطار وانقطعت اتصالاته مع أهله وأول رسالة وصلتهم منه بعد ستة أشهر .

خاض حياة مهنية ناجحة أكمل دراسته في بريطانيا وفي اليابان تفوق في مجال عمله سواء في سلطة المصادر الطبيعية أو في شركة مصانع الخزف الأردنية، حاول التقاعد بعد الستين أكثر من مرة وأصر مجلس الإدارة على بقائه ، وكان يقرأ علي كتاب الاستقاله لتدقيقه وتحريره .

‏كان مخلصا في تربية اولادي والوقوف معهم ومساندتهم والاهتمام بهم وبأولادهم وقلَ أن تجد أبا مثله، وفي كل ذلك شاركته زوجته التربوبة أم باسل شريكته في كل ما حقق كان داعما للمرأة ، ودعمها لإكمال دراستها الجامعية رغم مشاغل زوج منخرط في العمل العام وأربعة اولاد وأسرة ممتدة .

أشعر بنفسي يتيما مرة أخرى والعزاء ما تركه من محبة وارث وذرية صالحة ناجحة.

‏سأشتاق إليك كثيرا يا أبا باسل سيشتاق إخواتك وإخوانك وأحفادك ومنهم أولادي الذين كانوا يحبون الجلوس إليك والاستماع إليك أحاديثك التي تدخل السرور إلى قلوبهم .

أسأل الله لك المغفرة والرحمة، وأن يسكنك عاليات الجنان، وألحقنا في الصالحين.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :