أخر الأخبار

حق غير فعّال

26-09-2012 03:37 PM

النقابي : ابراهيم حسين القيسي
اخيرا حصلت على بطاقتي الانتخابية ليس استجابة لنداءات الحكومة من خلال ناطقها الاعلامي بل لأنني ممن ينحازون للوطن دائما ، ومن الفئة التي تعنيها الانتخابات من باب ممارسة المواطنة بعيدا عن التحيز والاصطفاف لغايات شخصية او قبلية او اقليمية ، كما انني لم انتخب في السابق اي قريب هذا ليس مجافاة للاقارب بل لأن اقاربي من غير المهتمين بالنيابة لإنشغالهم بلقمة العيش ، منذ هبت نيسان التي اعادت الديمقراطية كانت تجاربي مع الانتخابات والمرشحين لها مذاق خاص نتيجة لتجربة الكثيرين ممن وقفت الى جانبهم بالدورات النيابية السابقة ومنحتهم صوتي ، احد هؤلاء كانت تربطني به علاقة ابوية فقد كان في عمر الوالد، بذلت جهودا مضنية في سبيل انجاحه وايصاله الى قبة البرلمان من خلال حشد دائرة معارفي الكبيرة خلفه ولم يكن لي اي غاية او مطلب شخصي عنده ، بعد ان جلس على كرسي النيابة جاءني احد البسطاء ممن اعطوا صوتهم لصديقي النائب الابوي احتراما لي ولاعتقاد ذلك البسيط ان لي مكانه عند سعادته ، حاجة ذلك البسيط لم تكن معجزة فقد اراد مني ان ارافقه الى سعادة النائب الجديد من اجل ان يقوم بأخذ عطوة عشائرية لشقيقه على اثر حادث سير ، في تلك الفترة كنت منشغلا بعمل حيث تعذر علي مرافقته لبيت سعادة النائب لذا طلبت منه ان يذهب منفردا ويقول له انه من طرفي وسينال المراد ، الذي حصل مضحك مبكي منفر فسعادته لم يتعرف علي رغم ان ذلك البسيط الطيب ظل يردد اسمي امامه من اربع مقاطع ولعدة مرات ومن ثم ذكر له كنيتي واسم عشيرتي ومكان سكني الى ان وصل الى وصف شكلي وتحديد مقدار وزني ونوع لباسي ، اخيرا تذكرني سعادته بصعوبة شديدة وانا الذي لم اكن قد غبت عنه اياما معدودة, وفي النهاية لم يلب للسائل طلبه البسيط حيث ان سعادته لم يخدم طيلة الدورة النيابية سوى مصالحه الشخصية ، اما التجربة الثانية المرة فقد كانت مع نائب ممن نجحوا حيث اكد لي اثناء فترة الترشيح ان الحامض النووي الخاص بي وبه من فصيلة واحدة لأكتشف انه بعد ان نجح اقسم في جلسة خاصة انني من قارة اخرى ، واخر ظل يرافقني في حملته الانتخابية من الصباح الى منتصف الليل وبعد ان انتهت الانتخابات احتجته في شهادة حق لأكتشف انه قد فقد الذاكرة ، اما الاخير فلم يحالفه الحظ بسبب التزوير كما قال لأنه غير مرغوب فيه وكانت النتيجة ان ذهب صوتي ادراج الرياح ، في النهاية حصلت على البطاقة الانتخابية ولكن اعتقد انني لن اجد من يستحق صوتي فهل اكون بذلك مقاطعا للانتخابات التي امارسها دائما انحيازا للوطن .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :