أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية كلمة رئيس التحرير ثقافة جديدة وإرادة للتغيير

ثقافة جديدة وإرادة للتغيير

15-06-2022 10:19 AM
الشاهد -

ربى العطار

 

يبدو الاعتقاد أن  التصعيد المتوحش في غلاء الأسعار سينعكس على سلوكيات الناس ويرفع مستوى الوعي لديهم ويغير نمطهم الاستهلاكي لإداركهم حقيقة أن التعايش مع الواقع الجديد بات ضرورة ملحة، إذ لابد من تبني أنماط جديدة وعادات شرائية للتكيف مع هذا الارتفاع المستمر.

لكن ما نشاهده في الواقع اليومي مخالف للمنطق، فبدلا من التقليل من استخدام المركبات للتنقل أصبحت أزمة السير عنوانا لجميع الأوقات أكثر من الماضي، ومازالت هناك قابلية لدى المواطنين في اقتناء سيارات حديثة رغم ارتفاع أسعارها المقرونة برسوم التأمين والضريبة والجمارك.
إذن نحن أمام ثقافة شعبية بحاجة إلى تغيير جذري في نمطها الاستهلاكي، بحاجة للبحث والدراسة في الأسباب التي تقف وراء استمرار الأردنيين في تفضيل المظاهر الكمالية على الاحتياجات الضرورية.
صحيح أن الثقافة الشعبية يمكن تغييرها جبريا من خلال القوانين والتشريعات الناظمة وصرامة تطبيقها، أو من خلال تعميم مظاهر السلوكيات الإيجابية والترويج لها عبر كافة منصات الاتصال والمنابر.

يقع على عاتق الدولة بدلا من مشاركة الناس في التذمر والشكوى أن تكف عن مناكفة المواطنين بتكرار اسطوانة التبرير لرفع أسعار المحروقات والسلع، وأن تركز على المضي قدماً في خلق بيئة محفزة لقبول ثقافة الادخار والاستثمار لدى المواطنين، وتشجيعهم على التخلي الاستهلاك المرتبط بالمظاهر والكماليات.
كما يجب على الحكومة أن تركز على تعزيز خدماتها بشكل يلمسه المواطن، فمثلا بدلا من الحديث المستمر عن رفع أسعار المحروقات ومعادلة التسعير (غير المفهومة)، عليها أن تعزز قطاع النقل العام وتسرع في تنفيذ مسارات الباص سريع التردد، وان تخطط لوصول خدمات النقل بشكل فعال لجميع النقاط المرورية في عمان والمحافظات دون حاجة المواطن لركوب سيارة تنقله من محطة إلى أخرى.

بالٱضافة إلى النظر بجدية إلى تدريس وتطبيق منهاج (المهارات الحياتية) لطلاب المرحلة المتوسطة والثانوية، لصقل شخصية الطالب، وتجعله يتحرر من قيود العادات السلوكية.

 إذن فنحن بحاجة لإرادة التغيير لمواجهة التحديات التصاعدية التي يبدو أنها ليست كابوساً عابرا، بل هو واقع علينا أن نتعلم مهارة التعايش مع ظروفه.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :