أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات (شبح الفساد العربي)

(شبح الفساد العربي)

18-06-2012 11:25 PM

النقابي : ابراهيم حسين القيسي

في كل الجلسات ينحرف الحديث دائماً نحو قضايا الفساد بشكل لا إرادي وكأن الأمر أضحى جزءا من ذهنية الناس، لكنّ الحديث عن الفساد و مكافحته وإجتثاثه يصلُ دائماً الى طريق مسدود وكأن الناس تتحدث عن سرابٍ وأشباح التي قد تكون في المخيلات فقط . هذا لا يعني أنه ليس لدينا فساد لكنّ أحاديث الناس وأقاويلهم لا تستندُ الى حقائق أو أدلة تثبت أن هذا المسؤول أو ذاك من زمرة الفاسدين، كما أنه لا يعني بالقطع عدم وجود أدلة على حالات الفساد وسطوة الفاسدين . الأدلة موجودة لكنها بعيدة عن أيادي الباحثين عن أسباب الفساد لدرجة ان اثبات حالة فساد أصبحت من الخيال ، وكأن من نهب أموال الدولة واستثمر مقدراتها لنفسه قد أتى وغاب في لحظة، وإستطاع أن لا يترك أي أثر خلفه، في الحقيقة الأدلة موجودة وموثقة ومحفوظة في خزائن وعلى رفوف آمنة لا يستطيع أحد العبث بها أو الوصول إليها، أما أين هو المكان؟ وهذا سؤال بديهي بعد هذه المقدمة، فهي موجودة في جزيرة أو جزر لا يحيط بها ماء ولا يدخل إليها هواء إلا بقدر وتصريح، هنا يستطيع القارئ الذكي أن يعرف كيف تكون الجزر في الوطن العربي من غير بحار ومحيطات، هذه الأدلة على الفساد تحتوي على تفاصيل التَفاصيل لكن لم تكن الغاية من حفظها وحمايتها من أجل مكافحة الفساد والفاسدين الغاية كانت من حفظ الأدلة هو تطويع الأشخاص والمسؤولين من أجل الإنصياع للسياسات المنحرفة التي تسببت في إحتقان الأجواء وأوصلت الناس في الوطن العربي لأقصى حالات اليأس , كما أن حفظ هذه الأدلة كان دائماً من أجل إستعمالها في حالات الضرورة التي تتجلى بصحوة ضمير مسؤول أو خروج آخر عن ما يسمى بالخط ، في الحالتين تجد أن الأدلة قد ظهرت لمعاقبة الخارج عن الخط والنهج، ليس ذلك وحسب بل إن الكثير الكثير ممن تدور حولهم شبهة فساد قد دفعوا نحو الفساد وتم إفسادهم فقط من أجل (كسر العين)، أو يتمُ ذلك بطريقة (وثِّق وحط عالرف) ليوم قد تحتاجه قوى وجهات الفساد والإفساد في هذا الوطن العربي الذي انفجّر مؤخراً في ربيع قد يطول . الخاتمة هو أن أغلب الأنظمة العربية حافظت على بقائها خلال العقود الماضية من خلال إفساد الذمم وشراء النفوس المريضة وزرع الفتن واللعب على المفارقات واصطناع الأحداث التي تشغل الناس عن الشأن العام . أخيراً يوجد على كل شيء فاسد أدلة دامغة لكنها لم تكن لغايات الإصلاح، بل كانت من أجل التطويع والتطبيع وكسر العين وإستخدامها للإنتقام في لحظةٍ ما.

ibrahim_alqaisy@hotmail.com">ibrahim_alqaisy@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :